مارجرىت عازر أثناء حوارها مع محررة » الأخبار « »مارجريت عازر« ابنة حي شبرا الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن الكتلة المصرية ومارست السياسة منذ صغرها بحزب الوفد ثم الجبهة الديموقراطية وأسست جمعيات خيرية وأخري للتوعية السياسية بحي شبرا.. وتخلقت بأخلاق حيها الشعبي حتي أطلقوا عليها »بنت البلد الجدعة«. »مارجريت عازر« هي أول امرأة تشغل منصب أمين عام محافظة القاهرة وأول مراقب مصري يشارك في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والأوروبية الأخيرة. بعد أن حققت فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. ذهبنا إليها في حديث معها سألناها عن إعداد الدستور وعلاقته بالمجلس.. ولماذا لم تحصل المرأة علي مقاعد برلمان يليق بها رغم ان ترشيحات المرأة في هذا المجلس أكبر من الترشيحات في السنوات السابقة؟.. وما أهم الخروقات التي تمت في المرحلة الأولي من وجهة نظرها؟.. وهل شعرت بالطائفية في الانتخابات كما يروج البعض؟.. وما مستقبل المرأة في ظل التطورات التي تشهدها الساحة السياسية؟ لماذا لم نلحظ للمرأة دورا ملموسا في الانتخابات الحالية؟! في الحقيقة رغم ان ترشيحات المرأة في 1102 أكبر من ترشيحاتها في 0102 في ظل »الكوتة« فإنها للأسف الشديد لم تحصل علي مقاعد في مجلس الشعب لأن القانون ألزم بوجود المرأة في القائمة مما أدي إلي عدد كبير من المرشحات ولكن للأسف الشديد أن كل الأحزاب وضعت المرأة في أماكن متأخرة من القائمة وهذا يصعب علي أي قائمة ان تحصل علي أكثر من 05٪ من الأصوات وكل الأحزاب وضعتها في رقم 6، 7، 8 فيما عدا حزبا أو اثنين وضع المرأة علي رؤوس القوائم مثل حزب الوفد، ولذلك جاءت المرحلة الأولي خالية من المرأة وقد نجحت 3 مرشحات من بينهن »اثنان« للوفد وواحدة للكتلة المصرية وهذا نتيجة ان بعض التيارات الدينية وضعت المرأة في مكان متدن من القائمة ووضعت في الدعاية الخاصة بها »وردة« أو أطلقت »حرم فلان« وهذا في رأيي ردة لدور المرأة وخاصة ان مصر منذ التاريخ كانت المرأة تتقلد مناصب قيادية حكمت مصر في يوم من الأيام وان الإسلام به نماذج عديدة للسيدات وعملهن في العمل العام، والإسلام يقدر دور المرأة وهذا النموذج غريب علي الشعب المصري ان يقبله بسهولة. خروقات الانتخابات ما رأيك في الانتخاباتت التي جرت وأهم الأخطاء التي وقعنا فيها وكيف نتجنبها؟! الانتخابات في الحقيقة كان الكثير متخوفا في إجرائها في ظل الانفلات الأمني وتشدد بعض التيارات ولكن في الحقيقة أجريت الانتخابات في هدوء ويرجع الفضل في ذلك للمواطن المصري لأنه كان حريصا كل الحرص علي الإدلاء بصوته بدون أية مشاكل وان يحتمل كثير من المصاعب بدون الاحتكاك بأي تيار.. ولكن في الحقيقة شهدت الانتخابات بعض الأخطاء أو التجاوزات الكثيرة منها الدعاية داخل اللجان الانتخابية والسماح لوجود بعض التيارات باستخدام »اللاب توب« أمام اللجان. وان الموظفين داخل اللجان كان واضحا في هيئتهم انهم ينتمون لبعض التيارات وبدأ يتم توجيه داخل اللجان لبعض الأحزاب بعينها، وكان هناك بعض اللجان لم تبدأ إلا متأخرة جدا بسبب عدم وصول استمارات الترشيح وعدم وجود أختام مما أدي إلي الارتباك الشديد ومد الانتخابات ليوم آخر وهذا أرهق القائمين علي عملية الانتخابات مثل القضاة والموظفين، وكانت الكارثة الكبري أثناء الفرز حيث ان لجان الفرز لم تكن معدة سواء من التجهيزات والوقت الكافي لأن عدد التصويت كان عاليا جدا والمساحات والدوائر كبيرة مما أدي إلي استخدام وقت كبير ومندوبين أكثر وهذا أرهق القائمين علي عملية الانتخابات، وبالتالي حدثت تجاوزات كبيرة في عملية الفرز في بعض اللجان كان يفرز مندوبو المرشحين وفي بعض الأحيان القضاة أصابهم الاعياء الشديدة من كثرة العمل ولا يوجد تأمين كاف لترك الصناديق يومين وثلاثة مما أدي إلي الارتباك وكثرة الطعون في كل الدوائر الانتخابية. وكيف نتجنب هذا؟! نتجنب هذا أن يكون الفرز في اللجان الفرعية وكل يوم بيوم أمام مندوبي المرشحين ويسمح لهم بالحضور في عملية الفرز. ما مستقبل المرأة في ظل النظام الجديد؟ في الحقيقة أنا أري دور المرأة في المستقبل في ظل أغلبية من التيار الديني لا تؤمن بدور المرأة وتضعها في أماكن متأخرة في القائمة وفي ظل تيار آخر يضع (وردة) بدلا منها وفي ظل تيار ينظر للمرأة كيف ترتدي من الملابس للخروج ويختلف دورها مع الآخرين علي انها امرأة دورها الأساسي »البيت« فقط ولا يجب تعاملها علي انها كيان مستقل تستطيع من خلال قدرتها للوصول إلي أعلي المناصب وهي قادرة علي إعداد جيل قادر علي مواجهة متطلبات المستقبل وأن تقدم للوطن نموذجا ناجحا أسريا اجتماعيا وفي مجال الأعمال.. فالمرأة المصرية تضرب أعظم وأجمل الأمثلة في قدرتها علي التحمل وإدارة الأزمات، ونحن نتكلم عن مجتمع متدني الدخل وهي تدير أسرة بدخل ضئيل وتجعل من أولادها أبناء صالحين قادرين علي خوض معترك الحياة العملية بمهارة وكفاءة. ما نظرتك للمستقبل؟ نظرتي للمستقبل يجب علي كل الأحزاب تدريب كوادر نسائية وعمل برامج للتوعية وإلقاء الضوء علي دور المرأة وإنها قادرة علي ممارسة العمل السياسي بالوزارة وتغيير ثقافة المجتمع عن دور المرأة ودفعها علي العمل العام وتشجيعها وتنمية قدرتها حتي تكون مثلا للآخرين في المجال العام من الآخريات.. وأأمل علي تقبل المجتمع لتقلدها كل المناصب حتي تنهض بالمجتمع لأن دور المرأة هو المؤشر الحقيقي لرقي المجتمع ونضجه ونهضته فهي الأم والزوجة والأخت وهي ترمومتر لمشاكل المجتمع ووضع حلول مناسبة له. وهل سيأتي اليوم الذي نري فيه المرأة رئيسا للجمهورية أو مجلس الشعب أو مجلس الوزراء؟! نعم سوف يأتي اليوم ان تكون فيه المرأة رئيسا للجمهورية أو مجلسي الشعب والشوري أو رئيسا لمجلس الوزراء وأتمني أن يكون قريبا لأن الشعب المصري قادر علي وضع المرأة في هذه المكانة، كما كان قادرا علي تغيير واقعه وأذهل العالم كله بثورة يناير السلمية البيضاء، وسوف يأتي اليوم الذي تتقلد فيه المرأة أعلي وأكبر المناصب السياسية لأننا شعب واع ومتدين ويعلم دور المرأة جيدا ويضعها في مكانتها. ما مواصفات المرأة التي تعمل في السياسة؟! أن تكون قوية الشخصية.. قادرة علي استيعاب القضايا المحيطة بها.. ان تكون قادرة علي إدارة الأزمات والمشاكل.. ان تستطيع أن تعبر عن كل قضايا المجتمع ومثقفة وسريعة البديهة وقوية الملاحظة ولا تفكر في انها امرأة غير قادرة علي ما يفعله الرجل فهي قادرة علي كل الأعمال التي يقوم بها الرجل وتجنب المشاعر والعواطف الشخصية جانبا وعندها خبرة سياسية بالمجتمع الداخلي والخارجي. ما رأيك في حصول التيارات الإسلامية علي الأغلبية في البرلمان وتشكيل الحكومة؟ لا أري غضاضة في حصول التيار الإسلامي علي الأغلبية لأن الدستور هو الحاكم الأصلي للشعب المصري الذي يحتكم إليه الشعب المصري وان الجمعية التأسيسية للدستور سوف تكون من جميع التيارات وفئات المجتمع المصري الذي تعبر عنه.. ومن حق التيار الإسلامي ان يأخذ فرصته في الأغلبية ومن حقنا إذا أصاب ان نشكره وإذا أخفق أن ننحيه والشعب المصري الآن يستطيع أن يغير حاضره بمنتهي السهولة فميدان التحرير باق للأبد والثوار المصريون موجودون. كيف نعيد الأمن ونقضي علي الانفلات البادي في الشارع المصري؟ هو صناعة النظام السابق ويجب علي الحكومة القادمة الإرادة السياسية في عودة الأمن وتحسين العلاقة بين المواطن والجهاز الأمني وإعداد كوادر أمنية قادرة علي التعامل بالقانون واحترام سيادة القانون وتعامل المواطن المصري كما يليق به ويحفظ له كرامته. هل الشعب قادر علي حماية الديموقراطية؟ نعم قادر علي حماية الديموقراطية ولولا انه محب للديموقراطية لما قام بهذه الثورة. أين الشباب من الوزارة الجديدة؟! من حق شباب الثورة ان يجني ثمرة كفاحه وان نعطي له الفرصة أن يتقلد المناصب العديدة منها بعض الوزارات ومنها أعضاء من مجالس الشعب والمحافظين لأنه قادر علي صياغة المستقبل بشكل مختلف ويجب علينا أن نعطي له الخبرات الناقصة لديه ولذلك أناشد كل رؤساء الوزراء ومن يتولي قيادة مصر ان يراعي هذا الشباب وأن يضعه في المكان المناسب له فهو قادر علي صناعة تاريخ مصر الحديث لأنه مزود بكل طاقات المستقبل ووسائل التكنولوجيا الحديثة ولديه من الطاقات والايجابيات ما يجعله متقدما ومتفوقا ْعلي أجيالنا وأحلام المستقبل أفضل لمصرنا الغالية. كيف ترين نظام حساب الأصوات بالنسبة للقوائم؟! هو مربك للشخص العادي لأنه غير متخصص أما بالنسبة للمرشحين والقائمين علي العملية الانتخابية فهو واضح بالنسبة لهم لأن مجمل الأصوات الصحيحة في الدائرة تقسم علي عدد أفراد القائمة الناتج قيمة الفرد من الأصوات الصحيحة يحسب بكرسي.. وبالتالي كل قائمة تحصل علي النسبة الحاصلة عليها من الأصوات وهذا لا يبطل دستور البرلمان القادم لأنها قوائم نسبية ومعروفة أن كل قائمة علي نسبة التصويت الخاص بها. وهل نظام القوائم أفضل أم الفردي.. ولماذا؟! نعم القوائم فقط هي أفضل الطرق الانتخابية لأنها تقضي علي نائب الخدمات وتمرس المجتمع علي اختيار برامج الأحزاب وترسي فكرة التعددية الحزبية وان الأحزاب تستطيع من خلالها تقديم أفضل عناصرها السياسية. التجربة الأمريكية كيف تستفيد التجربة المصرية من التجربة الأمريكية والأوروبية؟ نستفيد من الانتخابات الأمريكية بأن الانتخابات أجريت بشكل ديموقراطي وحضاري وكانت من خلال أحزاب في مناظرات بين أعضاء حزب واحد وتمت تصفيتهم للوصول إلي أكفأ عنصر في الحزب للتقدم للانتخابات النهائية وتمت العديد من المناظرات بين المرشحين للتعرف علي أفكارهم ومشروعاتهم.. وقد لاحظت ان أعدادا كبيرة من الشباب يتطوعون في الحملات الانتخابية وقد أبهرت بحملة »أوباما« في جمع التمويل اللازم للحملة ووعي الأمريكيين في تبرعاتهم حتي ولو ب5 دولارات حتي وصل لأعلي حملة انتخابية بفائض مادي، وكيف كان يصوت المواطن الأمريكي عن وعي كامل بدون النظر إلي اللون والجنس والمعتقدات.. وقد أبهر العالم كله فوز »أوباما« وهو أسود اللون ومن أصول غير أمريكية أتمني ان نصل إلي هذا الفكر المتحضر. وطبقت من تجربة »أوباما« استعنت بمتطوعين كثيرين من الشباب لإعداد الحملة الانتخابية وتعريف المواطن المصري بهويتي وإنجازاتي وبرنامج الحزب وكان هذا في وقت قصير جدا لا يستطيع أحد إنجازه إلا بوجود الكثيرين من الشباب المؤمنين بي كمرشحة. هل النظام البائد له دور في تهميش المرأة؟! طبعا النظام السابق كان يتعمد تهميش دور المرأة وكان يختزلها في »السيدة سوزان مبارك« وكل من ترضي عنه مثل المجلس القومي لحقوق المرأة وكله بلا استثناء من الحزب الوطني وكان يهمش دور السيدات (الوطنيات بالفعل في المعارضة إعلاميا وسياسيا) في عدم تقلدهن أي مناصب أو مشاركتهم في أي عمل عام.. وفي الحقيقة لم نكن نتوقع في يوم من الأيام أن ينهار هذا النظام البائد بكل ما فيه من جبروت واستخدام سييء للسلطة وتسلط »السيدة الأولي« وتملق بعض القيادات النسائية لها مما أضعف دور المرأة الوطنية وبالتالي كانت الثورة هي الملاذ الوحيد للقضاء علي هذا الجبروت وأن ربنا بارك في صمود الثوار للقضاء علي هذا الطغيان والطاغية سوزان مبارك. وكيفية التعامل مع الفتنة الطائفية؟ انها فتنة مصطنعة كان يستخدمها النظام السابق في إلهاء المصريين وتغيير اتجاهاتهم في التفكير في الفساد وان هذه الأحداث كانت جديدة علي الشعب المصري فالمصريون جميعهم متعايشون من آلاف السنين علي الإسلام الوسطي الذي علمه الأزهر الشريف للعالم الإسلامي أجمع وعلي محبة المسيحية التي تنادي بمحبة الأعداء وتصلي من أجل الموجودين فلا المسيحية ولا الإسلام يدعو للكراهية. ما رأيك في اختيار د. الجنزوري لتولي الوزارة في هذه الفترة الحرجة؟ اختيار »الجنزوري« موفق لأننا في مرحلة انتقالية يجب ان يكون المسئول لديه خبرة واسعة ومستنيرة والجنزوري لم يكن من الشخصيات التي كان عليها أية تحفظات وخرج من منصبه بدون تكريم أو حتي كلمة شكر أو تعيين في أي منصب كالآخرين ولو رئيس مجلس إدارة بنك أو رئيس لجان متخصصة مثل غيره.. وكان لديه خبرة قوية حينما كان وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي لفترة طويلة.. وأعتقد ان هذه الفترة انتقالية يجب التمهل فيها علي الوزراء لعرض أفكارهم وخاصة ان الوزارة لديها صلاحيات كبيرة مثمرة ولن تأخذ قرارات بيد مرتعشة كالوزارة السابقة.. ولن نطلب منه وعودا لأن فترته قصيرة، الشارع يطلب الأمن والملف الأمني هو أهم المطالب الآن وان الوزارة الحالية لم يطلب فيها خطط طويلة الأجل ولكنها للمرحلة التي تمر بها مصر لأنه يعلم تماما ان إعادة الأمن للشارع المصري يساعد علي الاستقرار وانتعاش السياحة ويخرجنا كثيرا من الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم يوما بعد يوم بسبب الانفلات الأمني والاعتصامات التي لا مبرر لها الآن. ما الرسالة التي توجهيها لشباب الثورة والمعتصمين أمام مجلس الوزراء؟ اقرأوا تاريخ هذا الرجل المحترم انه وطني من طراز فريد ان قرار تعيينه موفق للغاية ونحتاجه كثيرا في هذه الفترة الحرجة رفقا بمصر نعطي فرصة لهذه الوزارة للعمل من أجل مصر، وهي آجلا أو عاجلا فترة قصيرة.. اتركوه يضع استراتيجيات مستنيرة لإعادة الهدوء للوطن والمواطنين ودوران عجلة الانتاج ولا تنسوا انه كان مسئولا عن التحول الاقتصادي لمصر إلي اقتصاد مثمر حر.. لا تنسوا انه أقام العديد من المشروعات التنموية للمساهمة في رفع المعاناة عن الفقراء ومحدودي الدخل والنهضة بالاقتصاد المصري. دعونا نتفرغ للأهم وهو إعداد دستور يضمن لمصر هويتها السياسية ويضع مصر علي أولي خطوات التقدم والنجاح ولا نقلق من كل ما يحدث لأنه بعد كل الثورات يحدث قلق في كل المجالات لكن مصر قادرة علي تجاوز كل العقبات بأبنائها واحترامهم لتطبيق القوانين، وهذا ما كان يتم ونتمني من شبابنا وكل التيارات السياسية مراعاة مصلحة مصر أولا وقبل كل شيء.. سياسي أم تكنوقراط هل نريد رئيس وزراء سياسيا أم »فني تكنوقراط«؟ أري انه يجب علي رئيس الوزراء أن يجمع بين فني وسياسي في آن واحد لأنه لابد أن يتمتع بخبرات كبيرة في مجالات عديدة وأن يكون »مسيس« بحيث يستطيع مواكبة الأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية ولابد لرئيس الوزراء أو أي وزير أن يكون جزءا أو شقا متخصصا وشقا آخر سياسيا لأن منصب الوزير يتطلب الشقين معا.