حدثت هذه الواقعة في وزارة الثقافة، التي جاء علي رأسها د.شاكر عبدالحميد صاحب الاسهامات المتميزة ومن المعدودين في الكتابة عن سيكولوجية الابداع. أرسل مجموعة من موظفي قطاع العلاقات الثقافية الخارجية شكوي للوزير ضد رئيسهم حسام نصار يتهمونه فيه بنشر الرذيلة عندما وافق علي طبع وتوزيع كتاب مقتطفات من شعر قسطنطين كفافيس ترجمة بشير السباعي. ولمن لا يعرف، يعد كفافيس، الذي تحتفل مصر بذكراه هذه الأيام، أعظم شعراء العصر الحديث، فهو شاعر اليونان العظيم الذي ولد في الإسكندرية وعاش سنواته الأولي بها. وزير الثقافة، وهو رجل مهمته تشجيع الابداع، لم يجد ما يرد به علي الشكوي سوي ان وقع عليها »مع تحياتي«.. ولكن نصار قرر ألا ينحني للريح التي بدأت تهب، وقال انه سيتخذ الاجراءات القانونية ضد محرري الشكوي، لانه »لن يتم ارهابه ولن يتخلي عن الدور التنويري والحداثي لوزارة الثقافة«. هذه الواقعة كانت لها سوابق في هيئة الكتاب، بعضها كاد ان يطيح بوزير الثقافة العتيد فاروق حسني، وفي هيئة قصور الثقافة ويعد البعض، حسب معلوماتي، عدتهم لايقاف طبع وتوزيع كتب يرونها انها ضد الدين، وضد الابداع والفكر. أنا لا أريد ان أبدو وكأنني أريد اختلاق شيء من لا شيء.. ولا أريد ان أطرح هواجسي ومخاوفي تجاه الغد.. فقط أريد من يشاركني الحديث. وإذا كان هذا حدث مع شاعر في حجم كفافيس، فهل نعيد قراءة روائع شكسبير وجوتة وتشارلز ديكنز بمرجعية دينية؟!!