أتحدي أي ناخب أن يقول أنه ذهب إلي لجنة الانتخاب وهو علي يقين من معرفته بالمرشح الذي سيعطيه صوته.. وأتحدي أي مرشح يقول أنه كان واثقا ولو بنسبة بسيطة من الفوز.. وأتحدي أي خبير أن يقول لي أنه توقع فوز المرشح هذا أو ذاك.. أكثر من هذا فإن هناك مرشحين فازوا بمحض الصدفة لأن بعض الناس كانت في أحيان كثيرة تصوت »عمياني«! المسألة فعلا هيصة وزمبليطة.. الأوراق التي تضمنت أسماء الأحزاب أو المرشحين الفرادي كانت محيرة، حتي أن البعض قال لي أنه نسي داخل اللجنة أسماء بعض المرشحين الذين كان ينوي أن يعطيهم صوته ! كثيرون ذهبوا إلي اللجان لمجرد المشاركة في أول انتخابات حرة تجري بعد الثورة.. آخرون أرادوا بمشاركتهم أن تنتهي حالة الجمود التي تسيطر علي البلاد بخير وسلام بأية وسيلة، وأن تتحرك العجلة للأمام بدلا من أن تظل تتدحرج للخلف. فوق هذا وذاك، ينبغي ألا نغتر بهيصة الحوار التي تجري علي الفضائيات ونعتبرها انعكاسا حقيقيا للشارع السياسي،فللأسف وكما علمت من بعض معدي البرامج إياها أن المسألة تحولت إلي سبوبة، وأن كثيرا من الوجوه التي أصبحت منتشرة علي الفضائيات تجري فقط وراء رائحة الدولار.. سائق تاكسي ركبت معه بالأمس لعن الفضائيات وسنينها وقال أنها سبب »ولعة« البلد وعدم استقرار الأمور حتي الآن! وما دامت المسائل هيصة وزمبليطة فإنني أتمني أن ينفض المولد بسرعة، ويصبح عندنا برلمان والسلام، وأن تقوم أركان الدولة من جديد، لأن عمر البرلمان القادم أردنا أم لم نرد قصير جدا.