عناصر من شرطة مكافحة الشغب حول أحد المىادىن فى موسكو اثناء مظاهرة للمعارضة حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس المعارضة من أن "اي فلتان" سيقمع "بكل الوسائل الشرعية"، في حين اتهم الولاياتالمتحدة بتدبير حركة الاحتجاجات في بلاده فيما اعتبره سيناريو "فوضي". وقال بوتين في اجتماع مع ممثلي حركته (الجبهة الشعبية) ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي انتقدت منذ الاثنين الماضي سير الانتخابات، "اعطت اشارة الانطلاق" للاحتجاجات التي جرت علي نتائج الانتخابات التشريعية التي فاز بها الحزب الحاكم. واعتبر أن مئات الملايين من الدولارات القادمة من الخارج استخدمت للتأثير علي العملية الانتخابية. واضاف بوتين "اننا بحاجة للتفكير في تعزيز القانون ووضع مسئولية أكبر علي هؤلاء الذين ينفذون مهمة حكومة أجنبية للتأثير علي العملية السياسية الداخلية". واكد ان بعض المتظاهرين يسعون لتحقيق نفع سياسي وان أغلب الروس لا يريدون اضطرابات سياسية. وأقر بوتين بحق المعارضة في التعبير عن نفسها بما في ذلك التظاهر، لكنه حذر من انه ستتم معاقبة من يرتكب أي تجاوزات.
في غضون ذلك، اشترك أكثر من 17 ألف شخص في صفحة علي موقع فيس بوك تدعو لتنظيم مظاهرة ضخمة قرب الكرملين غدا السبت. وذكرت وكالة الاسوشيتد برس ان السلطات سمحت بتنظيم المسيرة لكنها اشترطت قصر عدد المشاركين فيها علي 300 شخص. وفي ثالث يوم من الاحتجاجات، اعلنت شرطة مدينة سان بطرسبورج اعتقال اكثر من سبعين متظاهرا. وقالت مراسلة لوكالة الانباء الفرنسية ان نحو 250 شخصا غالبيتهم من الشباب، تظاهروا بهدوء علي احد ارصفة المدينة، مشيرة إلي ان السلطات تعتقل المحتجين "من دون سبب". واعلنت حركة "روسيا الاخري" اعتقال نحو عشرة ناشطين في وسط العاصمة. وقالت الاسوشيتد برس ان عدد المشاركين في المظاهرات أول أمس أقل من أعداد المتظاهرين خلال اليومين السابقين, إذ بلغ أعدادهم نحو 300 شخص في كل من موسكو وسان بطرسبورج. في الوقت الذي اجتمع فيه نحو ألف من مؤيدي بوتين مساء الاربعاء في موسكو ملوحين باعلام روسيا. في الوقت نفسه، أعلنت منظمة (المراقب المواطن) غير الحكومية أمس - استنادا علي شهادات مراقبين متطوعين في كل انحاء البلاد- ان النتيجة الحقيقية للحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد الماضي أقل بثلاثين في المائة من الأصوات أي أقل بعشرين نقطة من النتائج المعلنة.
واعربت واشنطن أمس الأول عن قلقها إزاء اسلوب معاملة المتظاهرين المعتقلين بعد مشاركتهم في تجمعات للاحتجاج علي فوز حزب فلاديمير بوتين في الانتخابات التشريعية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر "ندعم حق التظاهر سلميا وفي اي مكان في العالم" مضيفا ان "روسيا لا تشكل استثناء".في حين، ندد ثلاثة اعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي بينهم الجمهوري جون ماكين ب"استعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين من قبل قوات الامن الروسية". من جهته، قال متحدث باسم المستشارة انجيلا ميركل ان "الطريقة التي جرت فيها انتخابات الدوما (البرلمان الروسي) تبعث علي القلق".