الحمد لله .... الحمد لله ....الحمد لله . الحمد لله كثيراً ، له الحمد والفضل والمنة . الحمد لله الذي أذهب عن شعب مصر الخوف، وقواه من ضعف، ونصره علي دعاة الهزيمة ، المهزومون نفسياً . لقد كانت الجولة الأولي من المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية دليلاً واضحاً علي أن ثقتنا في الله لم تتزعزع ، وأن ثقتنا في شعب مصر في محلها الصحيح، وأن ثقتنا في أنفسنا تزداد قوة . لقد راهن نظام مبارك ، ولا يزال الذين يعيشون في نفس أجواء هذا النظام البائد يراهنون علي زرع الخوف في نفوس المصريين . انتصر المصريون جميعاً علي هذا النظام وعلي هؤلاء الذين خدموه ولا يزالون . جاءت نتائج الانتخابات في الجولة الأولي لتثبت عدة حقائق ستقوي مع توالي جولات الانتخابات في مراحلها الثلاث إن شاء الله . أولاً : نسبة مشاركة غير مسبوقة لملايين المصريين ستزداد بمشيئة الله تعالي ، ولا يقلل منها الحديث عن الغرامة المالية علي المتخلفين ولا الحديث عن بعض المخالفات التي وقعت من كل الأطراف . هذه النسبة تدل علي أن هذا الشعب يريد بناء نظام سياسي ديمقراطي جديد يستوعب كل أبناء الوطن من مختلف التيارات السياسية بعد أن هزم نظام الاستبداد والديكتاتورية بثورته العظيمة . كما تدل تلك النسبة علي أن المصريين يدركون أن مفتاح النهضة والتنمية يبدأ بإرساء نظام ديمقراطي دستوري يؤكد علي تداول السلطة سلميا عبر صناديق الانتخابات الدورية النزيهة بين الأحزاب السياسية . هذه النسبة العالية من المشاركة كانت في كل المحافظات دون استثناء في العاصمة والثغر والسواحل والصعيد والدلتا والمحافظة الحدودية، وهذا يدل علي مشاركة واسعة النطاق يريد الجميع أن يشارك في صناعة المستقبل والا يستأثر فريق في العاصمة والمدن الكبري بالمسئولية وأن إهمال باقي الوطن يجب أن ينتهي . ثانيا: كان تصويت المصريين متوازناً وأسفرت النتائج المعلنة للقوائم بالذات عن برلمان يمثل معظم الأحزاب المصرية ، ولعل هناك حتي الآن أكثر من 15 حزباً سياسياً لهم تمثيل برلماني مع تفاوت عدد الأعضاء . لقد فازت 5 أحزاب حتي الآن من أعضاء التحالف الديمقراطي الذي ترشح علي قوائم حزب الحرية والعدالة ، وهي: الكرامة والحضارة وغد الثورة والعمل والمنسق العام للتحالف . كما فاز علي قوائم الكتلة المصرية حزبان علي الأقل هما المصريون الاحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي وإذا أضفنا إلي ذلك أحزاب النور والبناء والتنمية والوسط والوفد والتحالف الشعبي الاشتراكي والمواطن مصري والمصري القومي والحرية ، يكون عدد الأحزاب تقريباً 15 حزباً ومازلنا في بداية الانتخابات وهناك جولات اخري ننتظر فيها المزيد لقوائم ومرشحي الحرية والعدالة حيث قوة تصويتية كبيرة . إذا سيكون صوت هذه الأحزاب مسموعاً في البرلمان ومؤثراً في حوار حر بين مختلف ألوان الطيف السياسي المصري . وقد أعلنا كحزب بالحرية والعدالة أننا متمسكون بالتحالف الديمقراطي وأننا ننتظر النتائج النهائية للانتخابات قبل الحديث عن أية خطوات مستقبلية أخري . ثالثا: بدأ البعض في اثارة الفزع من جديد رغم هذه الصورة العظيمة التي ظهر بها المصريون وقدمتها مصر للعالم . قالوا ويرددون : هناك صدام وشيك بين البرلمان والمجلس العسكري . قالوا ويرددون : هناك صدام سيقع بين البرلمان وحكومة الدكتور الجنزوري المتعثرة . قالوا ويرددون : لقد فازت التيارات الاسلامية بحصة كبيرة وستغير وجه الحياة الاجتماعية في مصر وستفيد الحريات العامة والشخصية . ونقول لهؤلاء جميعاً إنكم تعيدون وتكررون نفس ما فعله مبارك وسدنته من الاعلاميين والمفكرين والسياسيين وقد فشلوا وستفشلون في اثارة الفزع والخوف من الحرية والديمقراطية ولن تفلحوا في منع الشعب من الذهاب إلي صناديق الانتخابات كما فشلتم من قبل ولن تنجحوا في تغيير اتجاه التصويت بل سيزداد الشعب إصراراً علي ممارسة حقه في الاختيار الحر الواعي . ستكون الشهور المقبلة اختباراً لإرادة المصريين من جديد ونحن نثق في قدرتهم علي الاختيار الصحيح. وسينجح المصريون، جيشا وبرلمانا وحكومة وشعبا وأحزابا في التعاون لبناء مصر من جديد ، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافياً . لقد قبل المصريون التحدي عندما غضبوا فانتفضوا فثاروا فأطاحوا بنظام مبارك وقبل المصريون التحدي عندما تصدوا لكل المؤامرات خلال الشهور السبعة الماضية فلم تقع البلاد في الفوضي التي كان يخوفنا بها مبارك ورجاله رغم حضورهم في الساحة ووجودهم في الاعلام والأحزاب والأمن والادارة العليا للبلاد. وقبل المصريون التحدي فذهبوا الي صناديق الانتخابات ليختاروا بإرادة حرة برلماناً يعبر عن مختلف الفئات والأحزاب ويسقطوا فلول الحزب الوطني كما توقعنا من البداية ، فكان القرار قرار الشعب وعلي الجميع أن يحترم إرادة الشعب . وسيستمر المصريون في تحدي الفزع والخوف الذي يثيره هؤلاء ممن يعيشون في أجواء الاستبداد ويمثلون استمراراً لنظام مبارك وسنشهد - بإذن الله ورعايته - المراحل الباقية نفس الاقبال الشعبي الكبير علي صناديق الانتخابات . إننا ندرك حجم التحدي الحقيقي الذي نواجهه كأمة وشعب، وهو تحدي الأمن والاستقرار، ثم تحدي التنمية والنهضة ، ثم تحدي الريادة والقيادة . إن هؤلاء الذين يصورون مشاكل مصر في قضايا جزئية يريدون بها احراج التيارات الاسلامية أو صرف انتباه الناس عن القضايا الكلية الحقيقية ستبؤ محاولتهم بالخسران وسيدركون في النهاية أنهم أضاعوا وقتا ثميناً في مسائل هامشية والأجدر بهم أن يشغلوا وقتهم ووقت الشعب في القضايا الهامة المتعلقة ببناء نظام ديمقراطي دستوري ، وبناء دولة حديثة وطنية ، وكيفية استعادة الأمن والاستقرار وبداية الطريق الي التنمية الشاملة والنهضة الاقتصادية . أولوياتنا في حزب الحرية والعدالة هي أولويات الشعب الذي نعيش معه في المناطق الشعبية والقري والنجوع ، والمدن الكبري ، ولا ننفصل عن النخبة الاقتصادية والسياسية والفكرية والثقافية ، بل نريد منها أن تعبّر هي أيضا عن ضمير الناس ، وتفكر معنا للخروج بالبلاد إلي بر الأمان وللوصول إلي حلول حقيقية لمشاكل المجتمع المصري . لقد مارس نظام مبارك تجريفاً للحياة السياسية دمّر قوي المجتمع الحية باستثناء تلك التي جاهدت من أجل الحرية للجميع . ووظف مبارك ونظامه النخب الثقافية والفكرية لمحاربة التيارات الاسلامية وكانت النتائج واضحة : الفشل الذريع ، والدليل هو نتائج كل الانتخابات التي جرت حتي الآن في النوادي والنقابات وأخيراً مجلس الشعب في الجولة الأولي من المرحلة الأولي. وللأسف الشديد أدرك المراقبون والسياسيون في الغرب أنهم كانوا ضحية لخداع مبارك ورجاله ، بينما لا تزال بعض النخب في مصر تمارس نفس الخداع والتضليل ولم يتعلموا الدرس. بل يحرضون الغرب والحكومات الغربية علي التدخل في شؤن مصر الداخلية . إن كان هناك فائدة كبري للثورات العربية والانتخابات التي جرت حتي الان في تونس والمغرب ومصر فإنها أثبتت أن التوافق بين الثقافة الاسلامية والديمقراطية قائم وممكن وسيتطور مع الأيام . وستثبت الحركات والأحزاب الاسلامية قدرتها علي بناء نظم سياسية ديمقراطية دستورية في الوطن العربي مع كل الشركاء السياسيين وأنها تستطيع النهوض بالأمة العربية إلي مكانها اللائق بين الأمم .