د. محمد البرادعى أتمني أن يكبح الإسلاميون المعتدلون جماح المتطرفين أكد الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في حديثه لوكالة الأسوشيتدبرس أن الشباب الليبرالي الذي وقف وراء الانتفاضة المصرية تلقوا ضربة قاضية في الانتخابات البرلمانية التي هيمن عليها الإسلاميون وأعرب عن مخاوفه إزاء صعود العناصر الدينية المتشددة التي تدعو إلي أفكار متطرفة مثل منع النساء من قيادة السيارات. وقال إنه يأمل أن يكبح الإسلاميون المعتدلون جماح المتطرفين ويرسلون رسالة طمأنة إلي العالم بأن مصر لن تسلك مسلكا محافظا للغاية. واضاف البرادعي للأسوشيتد برس في مقابلة أجريت في نفس اليوم الذي أعلنت فيه اللجنة العليا للانتخابات أن الأحزاب الإسلامية حصلت علي أغلبية ساحقة من الأصوات في الجولة الأولي من الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي "الشباب يشعر بخيبة أمل، إنهم لا يشعرون بأن أيا من أهداف الثورة قد تحققت. لقد قضي عليهم"، مضيفا أن الشباب فشل في التوحد وتشكيل "كتلة معارضة كبيرة".. وقال ان النتائج لا تقدم سوي إشارة جزئية علي شكل البرلمان المقبل. ولا يزال هناك أيضا جولتان من الانتخابات في ثماني عشرة محافظة من سبع وعشرين محافظة في مصر خلال الشهر المقبل، إضافة إلي جولة الإعادة للمرحلة الأولي والتي جرت امس وتستمر اليوم لكن يبدو ان سيطرة الإسلاميين علي البرلمان المقبل شبه مؤكدة، لا سيما عند الأخذ في الاعتبار الشعبية التي يحظون بها في المحافظات التي تجري فيها المرحلتان الثانية والثالثة.. وقال البرادعي إنه يعتقد أن القوة المجمعة للتكتلين الإسلاميين، اللذين تصدرا نتائج المرحلة الأولي، فاجأت الجميع، بل وحتي هذه الأحزاب نفسها. وقال "النتيجة حتي الآن ليست هي الأكبر"، ملخصا الحالة التي تسيطر علي النخبة المتعلمة وكذلك المصريين العاديين بأنها حالة من »الخوف الشديد«.. وإذا سيطر الإسلاميون علي البرلمان، فسوف تشعر القوي الليبرالية بالقلق من أن الدستور سيتأثر بالمنظور الديني. وقال البرادعي إن عملية كتابة الدستور الذي يحترم حقوق وكرامة الإنسان وحرية التعبير يجب أن تستند إلي توافق بين جميع اللاعبين، وليس إلي الأغلبية في البرلمان.. وأضاف: "من وجهة نظري، الأمر الآن في أيدي المجلس العسكري"، معربا عن أمله في أن يساعد أعضاء المجلس علي تشجيع هذا التوافق. كما أثار البرادعي في حديثه مخاوف إزاء تصريحات بعض السلفيين حول منع النساء من قيادة السيارات، كما هو الوضع في المملكة العربية السعودية، أو وصف روايات الأديب العالمي الراحل والحاصل علي جائزة نوبل في الأدب نجيب محفوظ بأنها تحض علي "الدعارة". وقال "بالطبع أشعر بالقلق من بعض الأمور المتطرفة التي تأتي من العناصر السلفية... عندما تسمعون أن الأعمال الأدبية لشخص مثل محفوظ تساوي الدعارة، وإذا سمعتم أننا لا نزال نناقش ما إذا كانت المرأة ستقود السيارة أم لا، وإذا كنا لا نزال نناقش ما إذا كانت الديمقراطية ضد الشريعة الإسلامية". وقال إن هذه التصريحات "بالطبع صادمة. أعتقد أن الأخوان المسلمين علي نحو خاص وبعض السلفيين يجب أن يرسلوا سريعا رسالات طمأنة في الداخل والخارج للتأكيد علي أن المجتمع سيظل متماسكا وأن الاستثمارات ستأتي إلي البلاد".. وسيكون لهذه التصريحات تداعيات اقتصادية وسياسية كبيرة". يجب علي الإسلاميين المعتدلين "توضيح أن بعض هذه الأصوات... هامشية وأنها ليست الأصل. وقال إن التركيز علي المبادئ الدينية يجب أن يشمل التركيز علي انتشار الفقر والأمية "وليس علي ما يرتديه الناس". والسلفيون هم القادمون الجدد علي الساحة السياسية، وكانوا يرفضون الديمقراطية منذ فترة طويلة، ويقولون إنها تسمح للقوانين الوضعية بتجاوز قوانين الشريعة الإسلامية. بيد أنهم شكلوا أحزابا ودخلوا عالم السياسة بعد سقوط مبارك، ويسعون إلي ضمان أن ينص الدستور الجديد علي الشريعة الإسلامية. وعلي النقيض، كانت جماعة الإخوان المسلمين، وهي أكبر حركة سياسية منظمة في البلاد، محظورة علي الصعيد الرسمي إبان حكم مبارك، بيد أنها أنشأت شبكة من النشطاء في أنحاء البلاد. وبعد سقوط مبارك، أنشأت الجماعة حزب الحرية والعدالة. وقال البرادعي إن الأداء القوي للإخوان كان متوقعا، عند الأخذ في الاعتبار أن مصر تخرج من عقود من الديكتاتورية الوحشية التي قلصت عمل المجتمع المدني. ولا ينبغي أن يكون ذلك مفاجئا، الناس يصوتون بالفطرة. لقد فقد الناس شعورهم بهوية الدولة، وهويتهم هي الدين".وقال إن الإخوان يعملون منذ سنوات طويلة علي توفير الاحتياجات الأساسية من الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الاجتماعية التي فشلت الحكومة في توفيرها، ولهم شعبية كبيرة في أنحاء البلاد.وتوقع أن الإخوان سيفضلون تشكيل تحالف مع الليبراليين وليس مع السلفيين للحصول علي أغلبية في البرلمان.وأقر البرادعي أن الانتخابات حتي الآن نزيهة وحرة وقال إن الإقبال القوي الذي بلغ ستين بالمائة يعطيها الشرعية.. لكنه قال إنها لن تتمخض عن برلمان يمثل المجتمع المصري. وأضاف أنه لا يتوقع وصول عدد كبير من النساء والشباب والمسيحيين إلي البرلمان. وتسبب صعود الإسلاميين أيضا في قلق في الولاياتالمتحدة وإسرائيل، التي عقدت معاهدة سلام مع مصر منذ أمد طويل وتخشي أن تتعرض هذه المعاهدة للخطر.