انتهت المرحلة الأولي للانتخابات، وأصبح قراءة دروسها مسألة ضرورية لترشيد المرحلتين القادمتين.. خالف المشهد كل التوقعات المتشائمة، صحيح اننا لم نكن بصدد مواقف ملائكية، وصحيح أيضا ان هناك تجاوزات قد حدثت.، لكن لا أحد ينكر ان معدلاتها كانت شديدة التواضع ليس فقط قياسا علي ما كان يجري، وإنما وفقا لواقع يمثل الانفلات الامني، وغياب الداخلية، وتفشي البلطجة اخطر ملامحة. معدلات المشاركة، وعمليات التأمين للجان بعناصر مشتركة من الشرطة والجيش، والاقبال الهائل الذي دفع لاتخاذ قرار بالتصويت علي يومين، ثم مد العمل باللجان الي ما بعد السابعة، يعكس وعيا من الجميع بأن مصر تدشن مرحلة فارقة من تاريخها، لابد أن يرشد اداء كل المصريين وفق خطوات محسوبة، بعيدا عن أي ردود فعل هوجاء أو عصبية لا يحتملها المخاض العسير الذي نأمل أن تكون نتيجته النهائية الوطن الذي حلمنا به طويلا. ولعل اخطر سلبية شابت المرحلة الأولي، علينا الا نقع في أسرها خلال المرحلتين القادمتين تتبدي في اصرار البعض علي مقاطعة العملية الانتخابية، بدلا من المشاركة الواعية والفعالة، للمساهمة في إعادة البناء، وتدشين الشرعية الدستورية بعد ان خلط بعضنا- بحسن أو سوء نية- بين الفوضي والثورة. لماذا لا يراجع الذين اكتفوا بالرفض والغضب مواقفهم، ويستبدلوها باداء أكثر ايجابية، خاصة وأن في الوقت متسعا؟.