الفراعنة والافيال وجها لوجه.. الليلة في الثامنة والنصف »العاشرة والنصف بتوقيت القاهرة« يلتقي المنتخب الاوليمبي المصري مع منتخب كوت ديفوار بملعب مراكش الدولي بالمغرب في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لبطولة افريقيا تحت 32 سنة المؤهلة لدورة الالعاب الاوليمبية »لندن 2102« المواجهة مثيرة وتحدد بنسبة كبيرة »مسار« المنتخب في المجموعة وفي حالة الفوز يضمن علي الاقل الصعود الي دور الاربعة ووضع قدمه علي اعتاب الاولمبياد واي نتيجة اخري تضعه في حسابات الي ان ينتهي الدور التمهيدي. والمؤكد ان الجولة الاولي فرضت نفسها علي الجولة الثانية حيث انكشفت كل الاوراق وتعرفت الفرق علي بعضها البعض.. وكان هاني رمزي المدير الفني لمنتخبنا قد حرص علي حضور مباراة جنوب افريقيا وكوت ديفوار من الملعب مباشرة تاركا اللاعبين يعودون الي فندق الاقامة، وكان في مقدوره مشاهدتها في التليفزيون إلا انه فضل المشاهدة المباشرة ليتعرف علي كل التفاصيل علي الطبيعة.. ويري رمزي ان الفريقين من اقوي فرق البطولة.. ويتميز المنتخب الافواري اكثر بالسرعة والمهارة الفردية وخطورة رأس الحربة، ويكفي ان القوام الأساسي للفريق من المحترفين.
تغييرات في التشكيل ومن المتوقع ان يشهد المنتخب المصري تغييرا في تشكيله وابرزه عودة الثنائي مروان محسن علي حساب احمد شرويدة وصالح جمعة علي حساب هشام محمد.. ليصبح التشكيل علي النحو التالي: أحمد الشناوي لحراسة المرمي وامامه احمد حجازي ومعاذ الحناوي في قلب الدفاع.. وعمر جابر في اليمين وعلي فتحي في اليسار.. وفي الوسط محمد النني وحسام حسن وصالح جمعة.. وامامهم الثنائي محمد صلاح واحمد مجدي خلف رأس الحربة مروان محسن.. وبهذا التشكيل يلعب المنتخب بطريقة 4/3/2/1 اي الاعتماد علي ثلاثة في مركز الوسط المدافع ويتناسب ذلك مع طبيعة اداء المنتخب الافواري الذي يتطلب تكثيفا في منطقة الوسط.. ويختلف ذلك عن المباراة الاولي حيث وضع الجهاز الفني اثنين فقط في مركز الوسط المدافع ولعب بطريقة 4/2/3/1 بكثافة هجومية اكبر كانت مناسبة لامكانات المنتخب الجابوني. ورغم التغييرات التي ربما تقدم الجديد في الاداء.. إلا ان هناك ثلاثة لاعبين مازالوا يثيرون امام المتابعين علامات الاستفهام وهم شهاب الدين أحمد واحمد حسن »كوكا« واحمد شكري واذا كان الاخير يغيب لسبب مقبول وهو عدم اكتمال تأهيله واستمرار تجهيزه للادوار النهائية.. فإن غياب شهاب وكوكا يعتبره الكثيرون غير مبرر خاصة شهاب الاكثر خبرة من زملائه . مقاومة الاستحواذ الايفواري واذا كان منتخبنا قد سجل نسبة عالية من الاستحواذ امام الجابون فإن ذلك بالتأكيد لن يحدث امام كوت ديفوار حيث ستختلف الامور تماما بما يتطلب تغييرات كبيرة في اداء المنتخب.. فقد كان مطلوبا منه في المباراة الاولي الفاعلية الهجومية مطمئنا الي مواجهة الهجوم المضاد.. اما في المباراة الثانية فإنه يحتاج الي هجوم فعال ودفاع صلب ويقظ.. وهو بالتالي يدخل في حوار فني وخططي وتكتيكي لم يكن موجودا امام الجابون.. وبالتالي يدخل الفريق الاختبار الاول الحقيقي في البطولة.. وبمشاهدة مباراة كوت ديفوار وجنوب افريقيا يتأكد ان المهمة الاولي لمنتخبنا ستكون مقاومة الاستحواذ الافواري الذي يمثل اقوي اسلحة الخصم.. وهذا يستدعي تنظيما دفاعيا واعيا وجادا يضيق المساحات . ولا تتوقف امكانات كوت ديفوار علي الاستحواذ فقط، بل تدعمه السرعة المعروفة عن الافارقة في التحرك والتمرير والتحول بين حالتي الدفاع والهجوم وايضا الكثير من المهارات والخبرات الدولية لعدد من المحترفين رغم ان الفريق يفتقد لخمسة من عناصره الاساسية لم يتمكنوا من الحضور. الخطة أولا ومباراة اليوم تحدد مصيرها ونتيجتها الخطة وطريقة اللعب وادارة المدربين لها من خارج الملعب.. هي مواجهة خططية في المقام الاول سوف تشهد حوارا صعبا، ويتوقف النجاح علي درجة اجادة اللاعبين تنفيذ المهام وترجمة الافكار النظرية عمليا علي ارض الملعب.. واذا كان الفريقان يسعيان للفوز، إلا انه مطلوب اكثر للمنتخب الافواري الذي حصد نقطة واحدة ولا يعرف ما اذا كان مضمونا الفوز علي الجابون في اللقاء الاخير.. بينما يستوعب المنتخب المصري التعادل اذا حدث حتي لو دخل به الحسابات الصعبة قبل ان يواجه جنوب افريقيا.. وجاءت تصريحات المدربين الاثنين تتوافق مع هذه الرؤية.. فالمدير الفني لمنتخب كوت ديفوار جواميني يقول صراحة ان المباراة مصيرية بالنسبة له.. لا بديل فيها عن الفوز اذا اراد فريقه التأهل المباشر للاوليمبياد. رمزي: القادم صعب ومن الطبيعي ان يتحدث هاني رمزي عن الفوز.. فأي مدرب مهما كانت قوة خصمه وافضليته لا يتحدث الي لاعبيه الا عن نتيجة واحدة هي الفوز.. ويستطيع المنتخب ان يحقق بتجنب مجاراة الافيال »واحدة بواحدة« لان السرعة في صالحهم ومعها المهارة.. والاكثر واقعية هو التأمين الدفاعي وغلق الملعب من الوسط ثم استثمار مساحات واسعة سوف يتركها الخصم في خطوطه الخلفية لشن هجوم مباغت وسريع وفعال لا يهدر الفرص.. وقد قال رمزي للاعبيه انه لابد من زوال سلبيات المباراة الاولي واللاعب بدون توتر وعصبية واظهار امكاناتهم التي يستعرضونها في التدريبات.. لابد ان ينتقل التألق من التدريبات الي المباريات حتي يتحقق الفوز والصعود الي الدور قبل النهائي بدون انتظار المباراة الاخيرة.. وحذرهم من الافراط في الثقة بعد الفوز علي الجابون لان المباريات القادمة لا تتحمل المبالغة في الثقة حيث يجب احترام كل المنافسين ومراعاة ان المصريين ينتظرون النتائج الجيدة ويجب اسعادهم وسط هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها. تأهيل نفسي ولا تقتصر دروس المباراة الاولي علي الجوانب الفنية فقط.. بل امتدت الي التأهيل النفسي.. ولان ادارة البعثة متمثلة في احمد مجاهد وحازم الهواري ومعهما هاني ابوريدة رئيس اللجنة المنظمة الذي يشغله الفريق المصري كثيرا ويتابعه يوميا، وكانوا قد شاركوا الجهاز الفني عملية الشحن الطويلة للاعبين قبل لقاء الجابون الامر الذي ادي الي فوز لم يصاحبه اداء جيد، فإنهم حرصوا هذه المرة علي الابتعاد عن هذا الشحن حتي ان رئيس البعثة لم يتحمس لعقد اجتماع خاص باللاعبين.. وقال ان الكلام دائما مكرر ويترك اثرا في نفوس اللاعبين الذين ظهروا امام الجابون يحملون عبء اسعاد المصريين وذلك من كثرة الحديث معهم عن ضرورة ان يسعدوا مصر كلها.. ويكفي اننا مطمئنون الي تركيزهم وجديتهم وتسابقهم للمشاركة في المباريات.. هذا ويلتقي منتخبا الجابون وجنوب افريقيا الساعة الخامسة والنصف بتوقيت المغرب »السابعة والنصف بتوقيت القاهرة« في منافسات نفس المجموعة.. وحسب تصريحات المدربين يسعي الفريقان للفوز بعد التعثر في الجولة الاولي.. واذا خسر منتخب الجابون ودع البطولة من الدور التمهيدي.