دير شبيجل: زعماؤهم يلعبونها سياسة ومؤيدوهم ينتظرون دولة دينية! روبرت فيسك: إقبال المصريين بصبر وحماس علي الانتخابات يجعل أوروبا تشعر بالخزي! وكأن صحف العالم لا اهتمام لها إلا بما يجري الآن بمصر.. موضوعات.. تقارير مراسلين.. تعليقات محللين.. تحليلات مراقبين.. مقالات كتاب معنيين.. ولا تخرج صحف العالم الكبري الآن إلا وتجد الشأن المصري - كما الانتخابات الآن بالتحديد - تحتل صفحاتها الأولي والداخلية، وبإسهاب.. وهذه حصيلة ما بلغته أيادينا مما نشرته كبريات الصحف في نسخها المطبوعة، أو مواقعها علي الإنترنت. لليوم الثاني علي التولي تابعت صحيفة " نيويورك تايمز الانتخابات المصرية. وتحت عنوان يقرأ: " المفاجأة في مصر.. الهدوء يسود الانتخابات " قالت تايمز " إن نجاح المرحلة الأولي للانتخابات فاجأ حتي الناخبين المصريين أنفسهم ". وراحت الصحيفة في تقريرها اليومي عن مصر، عبر مراسلها بالقاهرة ديفيد كيركباتريك تستدعي الانفلات الأمني الذي ساد الشارع المصري قبيل الانتخابات، وتوقفه في مفاجأة غير متوقعة، وتشيد بنجاح التجربة وتقول: " إنها المرة الأولي التي تخرج فيها الانتخابات المصرية بصورة حضارية منذ ستة عقود ". والتقي مراسل تايمز مع عدد من شباب التحرير المعتصمين من بينهم الدكتورة رباب عبد الفتاح محمد (30 عاما) والتي نقلت الصحيفة ما قالته لمراسلها بالحرف الواحد " أدرك أن هذه الانتخابات لا تعني شيئا ولكنني ذهبت للتصويت ". ومع ذلك نقلت الصحيفة تأكيد بعض الناخبين أمس أن خروجهم للتصويت " لإيجاد برلمان يعجل بنهاية حكم المجلس العسكري، ونقل السلطة لحكومة مدنية منتخبة ". كما وضعت الصحيفة في نسختها الإلكترونية علي الإنترنت عددا من الكليبات تصور انتخابات الأمس.كما نشرت " نيويورك تايمز " مقالا لوائل غنيم بعنوان " دعوة للتفاؤل في عتمة القاهرة " تركز بأكمله علي الثناء علي ثوار الميدان وإصرارهم علي إسقاط المجلس العسكري. وقالت صحيفة " واشنطون بوست " في تغطيتها لليوم الثاني للانتخابات علي موقعها علي الإنترنت إن: " الإخوان هم القوي الوحيدة التي نظمت صفوفها والأكثر استعدادا للانتخابات. وأشارت البوست إلي موائد الإرشاد التي وضعها حزب " الحرية والعدالة لتوجيه الناخبين، سواء في القاهرة أو في المحافظات الأخري الثمانية.
وفي عددها لشهر ديسمبر 2011 اختارت مجلة " فورين بوليسي " - السياسة الخارجية - الأمريكية الدكتور محمد البرادعي والدكتور علاء الأسواني وفتي جوجل الناشط وائل غنيم من بين الشخصيات " المفكرين " المائة الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2011 لدورهم في الثورة المصرية. أما صحيفة " دير شبيجل الألمانية " في طبعتها باللغة الإنجليزية فقد ذكرت في تقرير مطول لها بعث به مراسلها في القاهرة أولريك بوتز بعنوان " الإخوان المسلمون يستعدون لاستلام السلطة": " يبدو من الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين في طريقها للحكم عبر الانتخابات الجارية ولكن السؤال ماذا ستفعل بالسلطة عندما تصل إليها؟ وقالت " دير شبيجل: " وبينما زعماء الإخوان المسلمين يضعون لافتات علي صدورهم للظهور كسياسيين، إلا أن مؤيديهم ينتظرون منهم تطبيق الشريعة". وأضافت " دير شبيجل ": " ولكن الزعم بأن يكرر الإخوان المسلمين النموذج التركي مستحيل. وإذا كان هذا هو حال التغطية الأمريكية والألمانية لليوم الثاني من الانتخابات المصرية، فقد سيطرت الانتخابات المصرية علي معظم الصحف البريطانية الكبري، ومنها " جارديان "، التي قالت إن الناخبين تحدوا الخوف من العنف وخرجوا لليوم الثاني علي التوالي للانتخاب باعداد غفيرة غير مسبوقة، دون أنباء عن وقوع تجاوزات كبيرة، في أول اقتراع حر منذ اكثر من ثمانين عاما ". ونوهت الصحيفة إلي أن ميدان التحرير بدا شبه فارغ من المحتجين، في الوقت الذي شوهدت فيه طوابير طويلة في مقرات حكومية ومدراس تحولت إلي مراكز اقتراع في العاصمة المصرية. وتحت عنوان يقرأ " يوم ثوري من الديمقراطية " قالت صحيفة " إندبندنت " إن مصر تحتضن في كل يوم من يومي الانتخاب " يومها الثوري من الديمقراطية " حيث خرج الملايين للادلاء بأصواتهم وسط أجواء خلت من العنف. وينقل مراسلو الصحيفة صورا عن طوابير وصل طولها الي نحو كيلومتر منذ ساعات الصباح الأولي، حيث احتشد المصريون في مراكز الاقتراع في مشهد لم تشهد مصر له مثيلا منذ ثورة عام 1952 التي افتتحت عصرا من الاستبداد استمر نحو ستين عاما. وتذكر الصحيفة بالسنوات السابقة التي قضاها المصريون في انتخابات معدة ومفبركة سلفا، لكنهم وجدوا أنفسهم يوم الانتخابات الأخيرة أمام خيار ترشيح من يريدون من اكثر من 55 حزبا وتنظيما سياسيا تتنافس علي 498 مقعدا في مجلس الشعب المصري. وفي مقال للكاتب البريطاني الأشهر ومراسل " إندبندنت " في الشرق الأوسط روبرت فيسك قال فيه: نري الآن ومضات من بريق ديمقراطية حقيقية، لكن تبدو الصورة أقرب للخيال منها للحقيقة، فرجال الشرطة والجيش نزلوا للشوارع، لكن المصريين تجاهلوهم، وهم يصطفون في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع ". واستهل فيسك مقاله تعليقا علي الانتخابات المصرية بمقولة الشاعر البريطاني وليام ووردث ابان الثورة العربية »وكأن النعيم في ان الفجر علي قيد الحياة«. وأشار فيسك بعدم وجود طوابير شرطة لتخويف أو ترهيب الرجال والنساء الذين وصلوا إلي اللجان الانتخابية لاختيار مرشحيهم، ولم يكن هناك من يرمي استمارات التصويت في النيل، أو مزورون لارادة الناخبين«. وقال فيسك: »ورغم ذلك فان ما يخرج به المرء هو ان الإقبال الهائل للمصريين علي مراكز الاقتراع بصبر وحماسة يجعل أي دولة أوروبية تشعر بالخزي«. ووصفت شبكة »سي. ان.ان« الاخبارية الأمريكية الانتخابات المصرية بانها »تاريخية«. ونقلت عن ناخب مصري قوله »انها المرة الأولي التي أدلي فيها بصوتي خلال 55 عاما«. ويقول فيسك: "الآمال التي أطلقتها الثورة المصرية تحولت إلي تشاؤم، فالإخوان المسلمون يصطفون مع القوات المسلحة التي تعتقد بشكل غير معقول أنها قادرة علي إدارة البلاد كأنها اقطاعية، فالبرلمان الذي خرج المصريون لانتخابه لن يستطيع تشكيل حكومة أو اختيار وزراء، فهل هذا هو التحول". ويتساءل فيسك: هل يعتقد هذا الصديق القديم لمبارك، المشير طنطاوي، ويظن العضو السابق في كورسي مبارك، كمال الجنزوري، انهما قادران علي ملء مكان الرئيس السابق، وأن الانتخابات مجرد خيالات يخرج الفائز منها بلا سلطة او كلمة ". ويقول: الأمر الذي لا شك فيه أن البرلمان سيكون برلمان الإخوان المسلمين، وحتي إن سموا أنفسهم حزب " الحرية والعدالة "، فإنهم سيحتاجون إلي ائتلاف من حتي يحكموا، هذا إذا لم يكن الجيش هو الحاكم الحقيقي". ويخلص فيسك في مقاله إلي أن: " مصر العلمانية ربما ماتت بعد يناير وفبراير، لكن الثورة ما زالت قائمة حتي وإن كانت بين صفوف المحتجين في ميدان التحرير، الذين تراجعت أعدادهم، ووضعت صور قتلي نوفمبر في أماكن أقل ظهورا، وتلاشت الأصوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات". وقالت صحيفة »كريستيان ماينس مونيتور« الأمريكية ان الإقبال الرهيب علي المرحلة الأولي من الانتخابات من جانب المصريين تعبير عن ثقة الشعب المصري في قدرة المجلس العسكري علي تأمين العملية الانتخابية. وركزت الصحف الفرنسية لليوم الثاني علي التوالي علي الانتخابات المصرية، وأشارت صحيفة »ليبراسيون« بغياب المشاكل الأجنبية عن المشهد و»الصورة الحضارية« لعمليات التصويت. وأبرزت صحيفة فرنسية أخري هي »لوفيجارو« ثقة المصريين في أول انتخابات بعد الثورة، بينما وصفت مجلة »لوبوان« الانتخابات بانها ثقة من الشعب في قدرته علي توصيل صوته.