بعد كل هذا الإقبال .. هل هناك من لديه أي شك حول ما يريده الشعب ؟. لا أعتقد أن احدا يستطيع الآن أن يتحدث باسم جموع الشعب ، بعد ما رأيناه بالأمس من إقبال المصريين علي التصويت في المرحلة الأولي للإنتخابات ، سواء من المصريين في الخارج أو في الداخل .لقد تجلت الحقيقة واضحة مجردة في الزحام الشديد علي اللجان الإنتخابية للحد الذي بلغ وقوف الناخبين في طوابير امتدت لمئات الأمتار وعودة الآلاف بعد فشلهم في الإدلاء بأصواتهم علي أمل التصويت اليوم . لقد عكس الإقبال الحاشد الذي شاهدناه بالأمس علي المقار الإنتخابية وصناديق الإقتراع ما يريده الشعب وتطلعه إلي الإستقرار والعبور بلده من المرحلة الدقيقة التي يمر بها ، كما عكس رفضه لإستمرار حالة الفوضي والغوغائية التي تسيطر علي الشارع المصري الآن ، ولا أبالغ في إعتبار هذا الإقبال بمثابة إستفتاء حقيقي علي ما يريده الشعب بعيدا عن أصحاب الأصوات العالية ومن لا يبغون لمصر سوي المزيد من الخراب . لقد استمعت لآراء شباب كثيرين ممن جاءوا للقاء د. كمال الجنزوري ولمست فيهم العقلانية الشديدة وحبهم وولاءهم لمصر ، وهو ما يدفع بالأمل في شباب مصر وتنبههم للخطر المحدق ببلدهم . يجب علي من يؤججون نار الخلاف السياسي في مصر سواء في داخلها أو خارجها أن يتوقفوا وأن يعودوا لجحورهم شعب مصر العظيم هو وحده صاحب القرر وليس غيره .