اليوم أذهب الي صندوق الانتخابات، لأول مرة في حياتي!! نعم لأول مرة، فعلي امتداد العمر، لم أصدق أي أنتخابات سابقة، ولا أي حكومة سابقة، ولم أشم هواء ديمقراطيا من قبل.. اليوم أصدق الثورة المصرية، أصدق ما أحدثته من تغيير حقيقي في حياتنا، في سلوكنا، في طريقة تفكيرنا، وفي إحساسنا بالمسئولية، ولأني أصدق لأول مرة، أننا نمارس انتخابات بلا تزوير، بلا تدليس، بلا سرقة أصوات وتقفيل صناديق، بلا أسماء موتي ولا أسماء وهمية لم تحضر، ولم تشارك. أنتهت انتخابات الحزب الوطني، وانتخابات أحمد عز، يكفي أحساس المصريين، الإقبال اللافت، والحرص علي قيمة الصوت، ومنحه لمن يستحق بالفعل، حالة من الوعي جديدة، وبهية، ومفرحة.. أذهب اليوم الي صندوق الانتخابات، بإصرار ألا أعطي صوتي نهائيا، الي (الإخوان المسلمين) ولا (السلفيين)، ولا أي مرشح آخر يرفع عباءة الدين، ويستخدم الدين لخدمة مصالحه وأغراضه.. لا لأي مرشح يرفع شعارات دينية، ويستخدم المسجد أو الكنيسة لترويج خطابه، وتعليق شعاراته، لا لأي لمرشح يحاول أن يقنع البسطاء أن الطريق الي الجنة مشروط بإختياره وحده، من حيث هو المواطن الصالح الوحيد، والعمل الصالح الوحيد، لن أعطي صوتي لمحتكري الحقيقة، ومحتكري الصواب، لن أعطي صوتي أيضا لصناديق الزيت والأرز والسكر والأدوات المدرسية، التي توزع علي الناخبين لدعم مرشحيها، فقد مضي، أو ينبغي أن يمضي، زمن شراء الأصوات، والضغط علي أحتياجات الناس، وإغماض أعينهم عن الاختيار الأصوب.. أذهب لأول مرة الي الانتخابات بقدر كبير من الثقة في أول خطوة مدنية بعد الثورة، خطوة بغض النظر عن نتائجها،هي سعي وطموح لبناء مؤسسة تشريعية وبرلمان محترم.