ليس جديداً إذا قلنا ان دعاء كل المصريين الآن، وطوال الأسبوع الماضي كله، هو أن يحفظ الله مصر، ويجنبها كل شر، ويقيض لها خيراً، ويهدي كافة أبنائها الي ما فيه صالح الوطن والأمة، وأن يلهمهم الصواب، ويهديهم الي سواء السبيل. وقد قلنا مراراً وتكراراً، ونقول ذلك الآن بوضوح، أن مصر هي الخاسر الوحيد في هذا الذي جري ويحدث، وأنها هي التي تدفع الثمن غاليا من دم أبنائها، وأرواح شبابها، وأن كل قطرة دم تراق فيما جري الآن، وكل روح طاهرة تصعد الي بارئها فيما يحدث الآن، تعتصر قلب مصر، وتدمي قلوب كل المصريين، وما كان يجب أن يحدث ذلك إلا دفاعاً عن أرض الوطن، وذوداً عن شرف مصر وكرامتها واستقلالها. وقد أكدنا مراراً وتكراراً، ونؤكد ذلك الآن، دون تردد، بأننا لا نفرق في ذلك بين من فاضت أرواحهم، أو من أصيب، من أبنائنا وإخواننا المتظاهرين، أو من بين أبنائنا وإخواننا في قوات الأمن، فكل منهم ابن عزيز وغال من أبناء هذا الوطن، وكلهم أعزاء علينا، وهم أملنا في المستقبل، وكل قطرة من دمائهم غالية علينا جميعاً. وإذا كان لنا أن نؤكد علي شئ وسط دائرة العنف وموجات الغضب، وكرات اللهب المشتعلة في كل مكان، ووسط حالة القلق والتوتر والاحتقان التي سيطرت علي الجميع طوال الأسبوع الماضي، وما نشاهده ونلمسه من تصاعد في حالة الشك وعدم اليقين التي تنتاب البعض من أبناء الوطن تجاه مواقف وتوجيهات وأفعال النخب السياسية، وأيضا حالة الضبابية، وعدم الوضوح التي أصبحت حاجبة للرؤية الصحيحة لما يجري، وما هو قادم في الغد القريب. فإن ما نؤكد عليه هو أن هناك أملا يراود كل أبناء هذا الوطن، رغم كل ما يحدث، وبالرغم من كل ما جري، في أن يثوب الجميع الي رشدهم، وأن تخرج مصر من أزمتها بأقل قدر من الخسائر، وأن تسير علي الطريق الصحيح لتحقيق هدفنا جميعاً، في دولة مدنية حديثة، تقوم علي الديمقراطية، والحرية وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، في إطار الالتزام الكامل والصارم بسيادة القانون. فهل يتحقق هذا الأمل ؟!.