وسط حالة الاحتقان الحادة والعنف الشديد، السائد علي المشهد الوطني الآن، ووسط التهاب المشاعر، وأمواج الغضب الكاسحة التي تتصاعد، وموجات الانفعال المشتعلة في النفوس، مما جري ويجري في ميدان التحرير وغيره من الشوارع والميادين، أصبح الأمل الذي يراود كافة المواطنين الآن، هو أن تخرج مصر من أزمتها الحالية بأقل قدر من الخسائر والأضرار . ونقول أقل قدر لأن الخسائر قد وقعت بالتأكيد واتسعت مساحتها وشملت الجميع، شعباً وحكومة وقوي سياسية وكيان الدولة ذاته، وأفدح الخسائر بالتأكيد التي نالتنا جميعاً هي ما فقدناه من إخوة وأبناء فاضت أرواحهم في ذلك الذي يجري ولايزال . ونحن هنا لا نفرق بين من فاضت أرواحهم أو من أصيب من أبنائنا وإخواننا المتظاهرين أو من بين أبنائنا وإخواننا في قوات الأمن، فكل منهم ابن عزيز وغال من أبناء هذا الوطن وكلهم أعزاء علينا لأنهم فلذة أكبادنا، وأملنا في المستقبل، وكل قطرة من دمهم غالية علينا جميعا، وما كان، ولا يجب، علي الإطلاق أن تراق إلا دفاعاً عن أرض الوطن وذوداً عن شرف مصر وكرامتها واستقلالها . ونحن بالتأكيد ضد الاعتداء علي أي ابن من أبناء هذا الوطن، وضد تعرض حياته للخطر، وضد المساس بأمنه وكرامته، فما بالنا إذا كان الأمر يتعلق بإبداء الرأي، أو التظاهر، أو الاعتصام، وهي كلها حقوق مشروعة كفلها الدستور والقانون . ولكننا في ذات الوقت ضد اللجوء الي العنف، والاعتداء علي الممتلكات العامة، والمحاولات المشبوهة لتدمير وإحراق ممتلكات الشعب، والدولة، وضد كل مظاهر ومحاولات التعدي علي مقر وزارة الداخلية، ومديريات الأمن، وأقسام الشرطة، وكلها ملك للشعب . كما أننا بالقطع ندين، بل نجرم أي اعتداء علي الزملاء الصحفيين والإعلاميين الذين يؤدون واجبهم في متابعة الأحداث بكل الحيدة والموضوعية، في إطار مهمتهم المقدسة في نقل الحقيقة وتسجيل الوقائع دون تزييف أو تشويه، وفي ذلك لا أتحدث فقط عما تعرض له الزميل الصحفي سرحان سنارة من أسرة أخبار اليوم من اعتداء غاشم وغير مبرر في الإسكندرية، رغم ماله من معزة، خاصة كزميل وابن، ولكني أتحدث عن كل الزملاء من الصحفيين والإعلاميين الذين تعرضوا للعنف أو الاعتداء من جانب بعض رجال الأمن في أي موقع من مواقع الأحداث. وأخيراً ليس أمامنا غير الانضمام الي كل أبناء هذا الوطن المتضرعين الي الله سبحانه وتعالي أن يحمي مصر ويكتب لها السلامة مما يحيط بها من أخطار. » ونواصل غداً إن شاء الله«