ألقت كوندوليزا رايس في مذكراتها "لا شرف اعلي من ذلك" الضوء علي كيفية اتخاذ القرارات في البيت الابيض.تقول رايس شهد البيت الابيض مناقشات حادة وعنيفة حول العراق.في الشهور الاولي من 2002 كان هناك اجماع ان صدام يشكل خطرا علي امريكا وامن العالم. وانه اذا فشلت الدپلوماسية في الاطاحة بنظامه فإن الحرب لا يمكن تجنبها. كان هناك خلاف شديد داخل الحكومة عن شكل ما بعد صدام وأي دور يجب ان تلعبه امريكا في العراق؟ تساءلت رايس مستشارة الامن القومي في ذلك الوقت ومعها كولين پاول وزير الخارجية إن كان الپنتاجون سينشر عددا كافيا من الجنود للحفاظ علي الامن وكانا محقين في تساؤلهما فسوء تقدير العسكريين لعدد القوات التي يحتاجونها للحفاظ علي النظام ادي للفوضي التي سادت ما بعد الغزو وساهم ذلك في اشتعال حرب عرقية بشعة استمرت 3 سنوات. محاولات رايس المتعددة لتجعل الپنتاجون يواجه قضية الامن لما بعد الغزو باءت كلها بالفشل والتجاهل وعدم الرد علي مخاوفها حتي عندما اعدت مذكرة في فبراير 3002 بدأ بوش الاجتماع بطريقة دمرت تماما فرص الحصول علي رد لتساؤلاتها.. فقد قال هذا شيء ارادت كوندي الحديث عنه وسرعان ما ادرك الچنرالات عدم اهمية القضية، فالرئيس بدا غير مهتم فلماذا يهتم الچنرالات؟ غضبت رايس بشدة حتي ان مساعدها هادلي قال لها لو كنت مكانك لاستقلت. استمرت رايس في طرح تساؤلاتها باصرار حتي بدأ بوش في التساؤل عن الاعدادات لما اطلق عليه الپنتاجون المرحلة الرابعة. وتقول رايس ان القرار الخطير بحل الجيش العراقي في 3002 كان قد نفذ علي الارض حتي قبل ان يعلم به البيت الابيض.بعد ان تولت رايس وزارة الخارجية كانت متشائمة حول مجري الاحداث في العراق التي غرقت في حرب اهلية. تقول رايس ان الحرب كلفت امريكا تريليون دولار وعدة آلاف من الارواح وتتساءل هل كان الامر يستحق؟ تكشف رايس في مذكراتها ان العلاقة بينها وبين بوش لم تكن دائما سمنا علي عسل فقد روت كيف انها وبوش تبادلا عبارات حادة في اجتماع جري في ديسمبر 6002 حول زيادة عدد القوات في العراق وكان هو يرغب في ذلك وهي تحبذ سحب القوات من المدن العراقية وعندما سألها ما هي خطتك قالت نتركهم يتقاتلون فيما بينهم وننتظر حتي نجمع الاشلاء؟ اذا ارادوا حربا اهلية لنتركهم يخوضونها.توتر آخر ساد بين رايس وبوش جري في نوفمبر 8002 عندما هددت بوش بالاستقالة بعد ان علمت انه اصدر امرا اعده له محامي البيت الابيض البرتو جوانزاليز يسمح بانشاء لجان عسكرية لمحاكمة معتقلي جوانتانامو دون ان يبلغها بذلك.اعتذر لها بوش وتقول لم يكن الخطأ راجع لبوش ولكن لجوانزاليز وتشيني اللذين لم يقدما النصائح السليمة لبوش. حدوث هجمات سبتمبر 1002 في وجودها كمستشارة للامن القومي هو اكبر فشل في تاريخ امريكا.. واذا كانت لديها مصداقية لاستقالت وقتها. لقد تجاهلت تحذيرات المخابرات الامريكية بأن القاعدة تخطط للهجوم علي امريكا قبل شهور قليلة من الهجوم. وكذبت تحت القسم امام لجنة مجلس الشيوخ بأنها تلقت هذا التحذير. لقد كانت متحدثة باسم الحكومة وساهمت في افزاع الشعب الامريكي من اجل دفعه لمساندة غزو العراق. واعطت مصداقية لرواية كاذبة بأن العراق يشكل تهديدا لامريكا لامتلاكه أسلحة دمار شامل. وبقيت 8 سنوات في حكومة لم تراع القيم والقوانين واسهمت في قتل مليون عراقي و0054 جندي امريكي.مما يؤهلها للمحاكمة كمجرمة حرب.