عندما تختلط السياسة بأي شيء لابد أن تفسده. اختلطت السياسة بالدين فحولته إلي غول يخيف الناس بينما الدين في قلوب المصريين جميعا مسلما كان أم مسيحيا أو حتي يهوديا.. الدين جزء اساسي لا يمكن ان تنفصل حياتنا عنه. اليوم اختلطت السياسة بالقانون.. صدر حكم قانوني بمنع اعضاء الحزب الوطني المنحل بخوض انتخابات مجلسي الشعب والشوري القادمة.. واعتمد الحكم علي حكم اخر سبق ان اصدرته المحكمة الادارية العليا بحل الحزب الوطني نفسه بسبب ما ارتكبه من فساد.. إذن الفساد جاء من هذا الحزب.. والحزب ليس مبني أو لافتات فكلها قد احترقت.. وانما الحزب اعضاء.. بشر اختاره واختارهم.. وفساد الحزب يعني فساد البشر.. إذن فالبشر لا يحق لهم الترشح للانتخابات.. وعضوية البرلمان والعودة مرة اخري للفساد.. حكم سياسي. وامام المحكمة الادارية العليا كانت الجولة الثانية التي انتهت بقبول الطعن علي الحكم الاول.. علي اساس ان فساد الحزب لا يعني فساد اعضائه وفساد اي من القيادات الحزبية لا يعني فساد كل من انتمي إليه. واستبعاد عضو في حزب منحل بحكم محكمة لا يجوز طالما لم يصدر حكم يخص هذا العضو ويؤكد فساده أو ممارسته لاي مخالفة.. والحكم الذي ينطبق علي زيد لا ينطبق علي عبيد.. ومسئولية الاستبعاد تقع علي عاتق السلطة التشريعية.. التي يقوم بها المجلس العسكري حاليا.. والبرلمان المنتخب مستقبلا. حكم سياسي. ماذا يمكن ان تحمل الايام القادمة بالنسبة للانتخابات.. وما موقف الأطراف المختلفة منها ومن هذا الحكم.. وهل يمكن أن يقول الشعب كلمته.. ويسقط هو من لم يستبعده القضاء؟!