خبر حصول مدرس الأحياء الفرنسي "الكسي جيني "علي جائزة "الكونكور" عن روايته الأولي "الفن الفرنسي في الحرب".. توقفت أمامه طويلا ؛ فمنح أهم جائزة أدبية في فرنسا لكاتب جديد يحمل في ثناياه قيما غابت عنا كثيرا فالجائزة منحت للعمل الأفضل دون تدخلات أو تربيطات أو هدايا تقدم أو اتباع أهواء شخصية كما يحدث في كثير من الجوائز في منطقتنا العربية بلا استثناء، مدرس الأحياء أنجز روايته في خمس سنوات بسبب عودته لوثائق ودراسات حول الحقبة الاستعمارية لبلاده في الجزائر وجنوب شرق آسيا، ولم ينقطع عن التدريس أي أخلص في عمله وفي هوايته، فقد كانت أحلامه لا تتعدي إيجاد ناشر لها، وبالفعل أرسل لدار نشر "جاليمار" دون سابق معرفة ووافقت علي نشرها لجودتها ولم يلجأ أيضا الي معارفه لتقديمه لدار النشر كما يحدث عندنا، جاءت الجائزة لتتويج خمس سنوات من العمل الشاق في رواية انتقدت بشدة الجانب العنصري لبلاده، لم ينبر أحد بإلصاق تهمة له بالإساءة للوطن ولكن الأمور تسير وفق معايير حيادية، ومع الجائزة سوف ترتفع مبيعات الرواية الي ما يقرب من 600 الف نسخة، حكاية مدرس الأحياء "الكسي" تلخص معاني النجاح التي يحققونها هم ويتقدمون بها بينما نحن نسير عكسها تماما لنعود للوراء أكثر وأكثر،، مبروك لمدرس الأحياء المستمر في مهنة التدريس كما صرح وعقبال عندنا...