المجلس القومي للرياضة يغط في نوم عميق.. وفي الوقت الذي ايقظت فيه طبول ثورة 52 يناير كل النيام الا انها فشلت في ايقاظ المجلس النائم ربما لان نومه طال اكثر مما يجب او ربما انه اشرف علي الموت وان كان ميتا بالفعل منذ اكثر من 03 عاما. سبب هذا الكلام هو ما أثاره المذيع التليفزيوني الموهوب والمحترم ايهاب حسانين.. في برنامجه الاكثر من رائع علي قناة النيل الرياضية.. القضية التي اثارها المذيع الرائع مضي عليها أكثر من اسبوعين ورغم انها قضية شديدة الاهمية ورغم انها فجرت الكثير من علامات الاستفهام الا ان المجلس واصل نومه وكأن »العجين« قد سد آذان المسئولين به وتحجر فيها.. المذيع شديد الوعي شديد الاحترام فجر قضية الابطال المعوقين في السباحة.. هؤلاء الابطال حققوا مراكز متقدمة ورغم ذلك فإنهم يحرمون من ابسط الحقوق التي يتمتع بها »اخيب« الاسوياء وهي شهادة التفوق الرياضي.. اللائحة التي وضعها المجلس تنص علي أن تكون البطولة بين ثمانية اشخاص.. معني ذلك ان البطل المعوق اذا اراد ان يحصل علي شهادة التفوق الرياضي التي تساعده علي دخول الجامعة فيجب ان يشارك في البطولة 8 اشخاص من نفس الاعاقة.. بمعني انه اذا اردنا تنظيم بطولة الجمهورية في السباحة فيجب ان يكون المشاركون فيها 8 اشخاص من نفس الاعاقة وهذا صعب توفيره بل يكاد يكون مستحيلا. فكيف نجد مثلا 8 اشخاص كلهم لديهم اعاقة مثلا في اليد اليسري أو في القدم اليمني.. شروط تعجيزية محبطة وغريبة تشيع اليأس وتنشر الاحباط وتقضي علي البقية الباقية من روح التحدي عند هؤلاء الابطال الذين استطاعوا وحدهم رفع علم مصر عالميا في اكثر من مرة بينما المجلس الهمام غارق في مستنقع كرة القدم العفن. الأستاذ ابراهيم الشبكشي وكيل التربية والتعليم في مداخلة مع البرنامج قال ان السبب هو اللائحة التي وضعها اتحاد المعاقين والتي يصر عليها المجلس القومي للرياضة وابدي الرجل تعاطفه الشديد مع قضية المعاقين ولكن ليس الامر بيده. المذيع اللامع قدم مداخلة رائعة لبطل مصري من امريكا.. هذا البطل هو الدكتور عصام حميدو.. عندما كان في مصر حصل علي بطولة دولية في الكرة الطائرة وتقدم لكلية التربية الرياضية للالتحاق بها فرفض طلبه ترك مصر وسافر الي امريكا.. وقوبل هناك بالاحضان.. وهو الآن نائب رئيس احدي اكبر الجامعات الامريكية وعضو اللجنة الاوليمبية العالمية للاسوياء واستقبله وكرمه رئيسان امريكيان هما ريجان وكلينتون.. هذا ما حدث للبطل الطريد في الوقت الذي تنهال مظاهر التكريم في مصر علي جوزيه وشيكابالا وبرادلي ولست ادري كيف يمكن ان يكون هؤلاء علامة علي تفوق مصر الرياضي. المهم الاتحاد الباراليمبي كان المفروض ان يهتم بقضية شهادة التفوق الرياضي للسباحين دون شروط ما داموا شاركوا في البطولة وحققوا المراكز المطلوبة.. لم يكن متصورا ان يسمع هذا الاتحاد بالقضية ثم يتجاهلها محتجا بأن اللائحة تقول ذلك دون ان يدرك المسئولون فيه ان اللائحة ليست قرآنا وانما هي سطور غبية وضعها او صاغها مسئولون اغبياء وان اضعف الايمان هو المبادرة فورا بتصحيحها واعداد لائحة جديدة وفورا تفتح الباب المغلق لتشجيع ابناء مصر المعوقين أو ابطال مصر المعوقين الذين استطاعوا وحدهم باصرارهم وجهادهم وصبرهم تحقيق اكثر من بطولة دولية في اكثر من لعبة دون ان يحظوا بأي تكريم أو اي تشجيع أو اي مكافأة. أنا اعلم ان القطاع الرياضي في مصر قد اصابه الشلل وان كل الجهود وكل الاموال وكل الاهتمام ينصب علي لعبة واحدة هي كرة القدم التي فشلنا فيها علي كل المستويات.. لقد آن الأوان ان يستيقظ المجلس القومي للرياضة وان يعود مرة اخري الي مجلس للرياضة المصرية وليس مجلسا لكرة القدم وأن يبدأ هذه اليقظة بالاجتماع فورا لتغيير اللائحة القبيحة وان يبدأ وعلي الفور في العمل علي تشجيع ابطالنا متحدي الاعاقة وقد ان الاوان للجنة البارالمبية ان تعمل عملا واحدا له قيمة، لقد تم تشكيلها لتعمل لا لتنام وعلي المسئولين فيها التصدي فورا لهذه القضية وحلها وان تثبت لنا ولو لمرة واحدة ان طبول الثورة التي تتردد الآن في كل ارجاء مصر قد طرقت مسامعها.. ان القضية هامة وعاجلة ونرجو ان يكون التحرك سريعا وعلي مستوي اهميتها ولا أجد ما اختم به هذه السطور سوي نداء للمجلس القومي للرياضة وهو ايها المجلس.. صح النوم. ولله الامر.