لم اكن اتوقع العودة، الي الكتابة من جديد، في نفس الموضوع، الذي سبق ان تناولته اكثر من مرة. والمتعلق بعلاقات دول الخليج مع مصر الثورة. وتأثير محاكمات مبارك، علي التطور الايجابي، لهذه العلاقات. والحديث عن شروط، وضغوط، واغراءات من دول خليجية. لوقف هذه المحاكمات. فقد كان اعتقادي. بأن القضية برمتها. تم حسمها بالسير في إجراءات محاكمة الرجل. الذي اصبح تحت ذمة القضاء. هو صاحب الكلمة الاولي والاخيرة.في حسم امره، بالادانة اذا توافرت لديه الادلة والبراهين. والبراءة اذا وجد اسباباً لها. ولكن واقعتين حدثتا خلال الاسبوع الماضي. كشفتا عن وجود جهات داخلية واقليمية. تجد ان من مصالحها، السعي الي تأزيم العلاقات بين الجانبين: الاولي: التسريبات حول قيام الملك حمد بن عيسي ملك البحرين. بزيارة الرئيس السابق حسني مبارك. في محبسه بالمركز الطبي العالمي. وقد تزّيد صاحب التسريبة. في الحديث عن الاجواء الدرامية للزيارة حيث بكي الرئيس المخلوع، وسط محاولة التخفيف عنه من الملك.الذي طلب تحمله شخصيا. نفقات علاجه. واستقدام طبيبه الالماني، للاقامة الدائمة في مصر، لمباشرة علاجه. اما الواقعة الثانية: فهي الدعوة، التي قدمتها السعودية للواء عمر سليمان للحج. وسفره بطائرة سعودية خاصة. وحضوره الاحتفال الذي يقيمه خادم الحرمين الشريفين لكبار المدعوين. ولنبدأ بالواقعة الاولي. واقول ان هناك من يحاول. صيد" اكثر من عصفور بحجر واحد". فهو سعي خبيث. لتفريغ زيارة الملك حمد بن عيسي من مضمونها.رغم الاهمية القصوي، سياسيا، واستراتيجيا لها، اذا تم النظر اليها من خلال الظروف، التي تمر بها البحرين. من تحد يستهدف مد حكم ولاية الفقيه. وتحويلها الي محمية ايرانية. من خلال افتعال ازمة، يغلب عليها الطابع الطائفي، ومازال الخليج يري في مصر الثورة. داعما استراتيجيا للأمن في هذه المنطقة، الاكثر اهمية، في مواجهة اية تهديدات. كما كان عليه الحال تاريخيا، كما ان مثل هذه الزيارات تتم دراسة كل تفاصيلها بدقة بين الجانبين. ولا اعتقد ان الملك طلب مثل هذه الزيارة. فهي تتم لمتهم تحت التحفظ.. كما ان قيامه بها سيكون لها تأثير سلبي، علي الصعيد الشعبي، وهو آخر ما تسعي اليه البحرين. التي تملك من الادراك بأن العلاقات مع مصر الدولة والشعب، هي الابقي والاهم. كما ان المنامة لا ترغب في القيام بأي خطوة. يفهم منها انها تمثل تدخلاً في شأن داخلي وهي التي تعاني من التدخل بشكل سافر من قبل الجار الاكبر ايران. اما الواقعة الثانية. والمتعلقة بدعوة اللواء عمر سليمان، من قبل القيادة السعودية، فهي محاولة للتعسف. والخلط الخاص بالعام. وقد جري العرف، علي ان المملكة تستضيف. من يرغب من القيادات العربية والاسلامية.عند طلبه لتأشيرة الحج سواء من المراسم الملكية. او بعض الجهات الأخري مثل وزارة الاعلام.وقد تشرفت اكثر من مرة، بأداء الحج بهذه الطريقة. وآخرها منذ ثلاث سنوات. وكنت ضيفا علي الحفل التي يقيمه، خادم الحرمين للرؤساء وكبار المسئولين ورؤساء بعثات الحج الرسمية، فما بالك باللواء عمر سليمان وهو شخصية متميزة كان لها دور مهم علي الصعيد المصري والعربي والدولي بحكم عمله، مشهود له بالاستقامة والنزاهة كما ان الوفاء سمة اساسية للقيادة السعودية الحريصة علي التواصل الانساني مع المسئولين السابقين. وكلنا يعرف القصة المشهورة، عندما تم استضافة السيدة تحية عبدالناصر. عندما علم السعوديون بنيتها للحج، فالامر في هذه الحالة يتم لاسباب انسانية وليست سياسية. كما ان اللواء عمر سليمان الذي قرر اعتزال الحياة العامة. والتقاعد بهدوء. لن يقبل ابدا ان يعمل بعد كل السنوات مستشارا لأي جهة مهما كانت.