بات واضحاً أنه يصعب الاستناد علي مواقف أو حالات فردية في إصدار أحكام وانطباعات علي مجتمع كامل، ومن أكبر الأخطاء تكبيل السلوك الإنساني بقيود مناطقية أو اجتماعية.. ومن الخطر علي المجتمعات أن تقسم نفسها وتدخل في ميدان تنافسي لا يخدم مصلحة الوطن.. فالبناء والمشاركة والإضافة متاحة للجميع، وليس من الموضوعية ربط القدرات والإنجازات بفئة دون أخري، ومن هذا الواقع يطالب كل فرد بالبعد عن بدعة التصنيف سواء في ميدان العمل أو ساحات الحوار فالمصلحة العامة تتطلب أن تخضع الحوارات للتقييم الموضوعي وليس للتصنيف وأن نؤمن بقدرات الجميع في الإثراء الفكري والتنموي.. فالتصنيف سجن للذات وقتل للطموح والإبداع، وانغلاق وجمود وإقصاء وتنافر وجدل غير مفيد مع العلم بأن شبابنا وأبناءنا متيم بالوطنية والانتماء وصديق للجميع يضم فكره وجهوده إلي أفكار وجهود الآخرين لمصلحة الوطن ولذا يطالبون الغير بألا يضع لأي منهم عنوانا يقيده ولا يجعله أسيرا لفكر أو توجه لا علاقة لهم به.. ولا يُفصِّل شخصيته علي هواه، ولا يحكم علي آرائه بمعايير غير علمية ولا يحشره في زاوية ضيقة بعيدا عن خريطة الوطن وعن تصالح الجميع، ويرجو أن يتم الحكم علي الناس بالعلم والعمل والإنجازات والإضافات وليس بالانتماءات الضيقة.. وهنا يحق للإنسان أن يفتخر.. ومن صالح الوطن وجود حوارات علمية وثقافية واجتماعية ترحب بتعدد الآراء دون أن تتأثر بأي نوع من أنواع التصنيف.. المشكلة هي أن نُقيم الناس ونحكم علي آرائهم تحت تأثير التصنيف.. وبهذه الطريقة يفقد الحوار قيمته العلمية وتغيب الموضوعية ويحضر التنافر بفعل الأحكام الجاهزة التي تحول الحوار إلي معارك شخصية إقصائية بدلاً من التلاقح المفيد، ولذا نناشد الجميع داخل المجتمع نبذ الفرقة والانقسام والبعد عن ظاهرة تصنيف الناس والتشكيك في الآخرين لكون هؤلاء المولعين بالتصنيف والتشكيك شغلوا الأمة عن كبير قضاياها وتدثروا بشهوة الحكم علي الناس ونسج الأحاديث والحكايات والتعلق بخيوط الظنون والأوهام في فوضي فكرية عارمة.