1 حينما تنهار الدول يختلط الحابل بالنابل ويكثر المرتزقة والأفاكون والمغامرون.. ويلجأ الناس إلي دوائرهم الضيقة المذهبية أو القبلية أو المناطقية.. ويعلو صوت التصنيف الطائفي والتكفير والتكذيب والتشكيك والحكم علي الناس بالنوايا. 2 حينما تنهار الدول تنهار معها المجتمعات فتنطلق تجارة الوهم وتطغي الأساطير والغيبيات.. ويبدأ الناس في تقديس الأشخاص والقبور والأحداث.. ويصبح التاريخ هو المرجع.. وتحل العادات والتقاليد محل أوامر الدين ونواهيه. 3 حينما تنهار الدول يغيب الأمن.. ويضطرب الاستقرار.. وتزهق الأرواح.. وتهدم الأملاك.. وتضيع مقدرات الناس ومدخراتهم.. وتتدني قيمة الممتلكات وترتفع تكلفة المستهلكات. 4 حينما تنهار الدول يقع الذعر بين الناس فلا يعود لهم طموح بغد مشرق إنما خشية من أن يكون أسوأ من يومهم هذا.. فتسود الإشاعة المحبطة المؤلبة المتطرفة العدمية حتي ييأس الناس. 5 حينما تنهار الدول تظهر وجوه جديدة فيها المريب والمخيف والحزبي والطائفي وتاجر الحرب.. ويكون الباقون ضحايا!. 6 حينما تنهار الدول فأنت علي موعد مع التخلف.. فالتعليم والصحة والدخل الشهري للعاملين سيتوقف.. والحياة ستتوقف بانسداد الأفق.. فيموت الأمل وتنتهي الأحلام ويبدأ الخوف من الغد القادم. 7 حينما تنهار الدول يصبح القابض علي وطنيته كالقابض علي الجمر.. فتكون أقرب إلي قبيلتك أو مذهبك منك إلي وطنك.. وينقسم المجتمع إلي فئات صغيرة مفتتة كل فئة تعادي الأخري. 8 حينما تنهار الدول يصبح القذف مباحا والتصنيف سائدا والتكفير والتخوين وسيلة الحوار الوحيدة.. ويتدخل الآخرون في توجيه حياتك. 9 حينما تنهار الدولة يتحول الوطن إلي وثيقة سفر.. ولا يعود لنا بيوت دائمة متوارثة من الآباء.. وتصبح متعلقاتنا وكل ما نملك في حقيبة سفر. 10 حينما تنهار الدول يهاجر القادرون فتنقطع ذكريات البيوت وحكايات الأمكنة.. ونفقد روح الاستقرار لأننا مهاجرون ونحن في سفر.. إقامتنا مؤقتة وحقيبتنا جاهزة وملابسنا ليست كثيرة.. ولأننا نري أنفسنا عابرون في زمان عابر.. لا نعقد الصداقات ولا نقيم العلاقات.. ونتعود علي الانتظار. نقلا عن جريدة الجزيرة السعودية