»حب قراءة القصة والاستماع إلي الحدوتة والحكاية والذوبان في تفاصيلها وحبكتها الدرامية يسري في عروق الشعب المصري» جملة وصف بها الفرنسي جوستاف لوبون عشق المصريين للحدوتة. لأنه كان من الصعب وصول الروايات والكتب للأطفال في قري وصعيد مصر في الوقت الحالي، وانشغال الأهالي في رحلة البحث عن لقمة العيش، وهو ما جعل هيثم السيد مدرس اللغة العربية بالشرقية لإطلاق مبادرة »عربة الحواديت» التي تهدف إلي نشر ثقافة القراءة وتعليم الأطفال بأسلوب الحدوتة في القري والنجوع بالأماكن النائية في الدلتا وصعيد مصر. وقال هيثم: »تخرجت في الجامعة واشتغلت في نفس المدرسة التي كنت أدرس بها وتفاجأت بأن نظام التدريس وأدواته لم تتغير ، فقمت بتطوير أسلوبي في التدريس عن طريق أسلوب القصة وتفاجأت بأن الأطفال يستوعبون لساعات طويلة دون ملل». وأضاف أن فكرة المبادرة ظهرت عندما كان يجلس أمام بيته يقرأ إحدي الروايات وجاءت طفلة بردائها المهلهل، وجلست تستمع للقصة، فقدم لها الكتاب، وفي اليوم التالي جاءت الطفلة ومعها صديقتها تطلبان منه ان يحكي لهما حدوتة الكتاب، فقرأ في عيونهما مدي حاجته للقراءة والثقافة لكن الفقر وقف حاجزاً منيعا في تحقيق ذلك الهدف. وانطلقت عربة الحواديت من محافظة الشرقية إلي باقي محافظات مصر مثل الإسماعيلية وبورسعيد والمنيا والأقصر والسويس حتي أسوان.. يذهب إلي كل قرية يجالس أطفالها يستمع إلي إنصاتهم ويستمعون إلي قصته، وفي النهاية يوزع عليهم الكتب التي كان يشتريها علي نفقته الخاصة وبتبرعات الأهالي، وفي عامين فقط استطاع هيثم توزيع ما يقرب من 53 ألف كتاب وأقام 92 ورشة.