هيثم عبد ربه كاتب شاب اشتهر بعدد من المجموعات القصصية للأطفال، وهو في الأصل مدرس لغة إنجليزية من محافظة الشرقية, قام بمبادرة تحت اسم" عربية الحواديت" وهي مبادرة تثقيفية تدعو للقراءة وموجهة إلي الأطفال.. وهي تجوب جميع محافظات وقري ونجوع مصر لتوزيع الكتب والقصص علي الأطفال بما أنهم الهدف الأول باعتبارهم مستقبل هذا البلد, مع توعيتهم علي ضرورة متابعة ومداومة تلك الهواية، وطرأت فكرة تلك المبادرة علي " هيثم" حينما كان ينتظر بسيارته أحد أقاربه.. وكان يتصفح قصة للأطفال أحضرها لابنته الصغيرة, وإذ برأس طفلة - علي حد تعبيره – تطل داخل سيارته لتنظر وتتصفح معه المجلة، ثم سألته الطفلة ببراءة " هي إيه دي؟" السؤال لم يتوقعه " هيثم", وبدا علي ملامح وتعبيرات وجه الطفلة رغبتها في الحصول علي القصة ذات الصور والألوان المبهجة بالنسبة لها, فقرر هيثم بعد ذلك شراء عدد كبير من الكتب والقصص بشكل دوري علي نفقته الشخصية وبمساهمة من بعض المتحمسين للفكرة , ثم قام بتوزيعها علي الأطفال في المناطق المجاورة ، ثم قام بالذهاب إلي القرى والمحافظات المختلفة وتوزيع الكتب علي الأطفال التي لا تستطيع شراء تلك الكتب، فهناك يري ذويهم أنه من الأولي شراء "لقمة عيش" بثمن هذا الكتاب أو القصة, ثم تطورت الفكرة لتشمل توزيع الكتب علي الجميع سواء كانوا كباراً أوصغاراً, وتشجيع هؤلاء البسطاء علي القراءة باستمرار، ويشكو"هيثم" من عدم مساعدة أي من دور النشر المنتشرة في مصر إلا بشرط وضع "لوجو" دور النشر علي السيارة كنوع من الترويج لها وتجاهل دور " هيثم " ومن معه من مساعدين, رغم قدرتها علي ذلك حتي ولو بالتبرع بالكتب والقصص المستعملة لديها لهؤلاء الأطفال وحتى الكبار من المحبين للقراءة والإطلاع ، ويؤكد هيثم أن جميع المساعدات التي حصل عليها مجرد مبادرات فردية من أشخاص و"مكتبات" ترغب في تحقيق نفس هدفه وهو تشجيع وحث للمصريين علي القراءة و المداومة عليها, وقد تبرعوا بعدد من الكتب والروايات والقصص, إلي جانب دور بعض الصحفيين والفنانين في الترويج ل"عربية الحواديت" لنشر الفكرة, وكل ما يرغبه هيثم هو التفات الدولة بكل مؤسساتها الثقافية بما فيها دور النشر والمكتبات لهؤلاء الأطفال أولاً والتركيز أكثر عليهم خاصة في تلك الظروف المحيطة.