أفقيا : (1) أيام مبارك انقسم اهل مصر الي شقي وسعيد. الاغلبية كانت الشقي والاقلية السعيد. سعادة الاقلية جاءت من العيش الحرام والكسب الحرام والنهب لثروات الشعب واراضيه وشواطئه وسواحله. حتي تسعد الاقلية سدت الساحل الشمالي تماما بقراها، ولم يعد لابناء الشعب سوي الفناء الخلفي لمارينا واخواتها. وبدلا من ان "نهري وننكت في انفسنا ونعيش ناكل في بعضينا علي رأي الشاعر العظيم سيد حجاب" نحتاج الي قانون لتنظيم بناء دور السعادة الموحد، اكثر من قانون لدور العبادة الموحد. نظرة علي وجوه المصريين تؤكد ان الغالبية تعيسة، يأتي العيد ليخفف الحزن لبضعة ايام ثم لا تلبث التعاسة تغطي الجميع. بناء دور السعادة يحتاج ان نعيد لجميع المصريين نفس الاحاسيس الفياضة الجارفة التي غمرت مصر فور تنحي مبارك، وقتها أحس المصريون :"هذا بلدنا رد الينا". في زهوة الفرح كان كل من يسألني عن مستقبل مصر ، كنت أرد عليهم: انتظروا عامين او ثلاثة وستجدوا مصر بين الدول الثمانية الصناعية الكبري، فأنا ممن يرون انه لا نهضة او حتي تنمية دون حرية وعدالة ومساواة. لم أضع في حساباتي وقتها الاعيب البعض في الداخل والخارج ممن لا يريدون الخير لمصر، وساعدهم بعض القوي الحاكمة عندما ساروا في بعض الاوقات علي نهج المخلوع مبارك. وكان الاسوأ في هذا الطريق تحويل المدنيين الي المحاكم العسكرية وفرض مباديء حاكمة علي اللجنة التأسيسية للدستور التي ستأتي بارادة الامة من خلال انتخابات مجلسي الشعب والشوري. وحتي يعيد المجلس العسكري السعادة للشعب عليه ان يذعن لصوت وآلام وآمال الناس التي ظلمت كثيرا وتحملت الاهوال علي مدي يقرب من 60 عاما. الانصات لانات وآهات المصريين يعد بمثابة الترخيص اللازم لبناء دور السعادة و تعليتها و توسيعها و تدعيمها و إجراء ترميمات علي هذه الدور التي خربها مبارك. وفي شروط بناء دور السعادة يجب الا يبعد اي مصري سعيد عن أخيه المصري بأكثر من ربع متر حتي تتفشي السعادة بين الجميع ويصيب كل مصري من يقترب منه بعدواه. وعلي الجانب الاخر اذا وجد مصري احد الفلول في الشارع فليسر في اخر، فهؤلاء الفلول هم من جلبوا الفقر للبلاد والعباد وضنوا بالسعادة علي اخوتهم في الوطن حين استولوا كالجراد علي كل ثروات مصر واستأثروا بها لانفسهم . ونحتاج الي وزير لشئون السعادة ليشرف بنفسه علي تنفيذ بنود قانون بناء دور السعادة الموحد، علي ان يكون شابا،عاني مثل الملايين من المصريين خلال حكم مبارك حتي يحس بمدي حاجة المصريين الي هذه السعادة، اما اعضاء لجنة السياسات الذين تمتعوا بكل خيرات واموال واراضي مصر، فلا مكان لهم في وزارة السعادة. نحتاج لمن يساعد المصريين علي فك اساريرهم ووضع نهاية" لضرب البوز" و شيوع التكشيرة وهذا لا يأتي الا باقامة دولة العدل والحرية والمساواة ومنع التمييز بين المسلم والمسيحي والغني والفقير والقوي والضعيف، وصاحب النفوذ والمسكين، كل ذلك لن يأتي الا من خلال دستور يضعه الشعب.اللهم اختم لثورتنا وجميع المصريين بخاتمة السعادة. رأسيا : (1) سكب راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاسلامي في تونس، دلوا من الماء البارد علي نافوخ كل من العلمانيين العرب والاوربيين حين أعلن انهم لن يضمنوا دستور تونس الجديد اي مادة تشير الي ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، قائلا ان وجود هذه المادة في الدستور المصري لم تمنع مبارك من الديكتاتورية. لقد فوجيء الجميع بتصريح الغنوشي، فقد سن كثيرون اسنانهم توقعا بأن الغنوشي ستكون اول تصريحاته بعد الفوز هي فرض الحجاب علي التونسيات بعد ان كانت علمانية بن علي المتطرفة تحرمهم منه، وتوقعوا منه اتجاها متشددا يمنع الاغاني والحفلات ويحرم السياحة، فاذا بالرجل يركز كل احاديثه علي إعلاء قيم الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان، ويشدد علي ان رسالة الاسلام الاساسية ما جاءت الا لتسعد البشر مسلمين ومسيحيين ويهودا بالقيم الاصيلة لدين الله المنافية للاستبداد والطغيان والفساد والمحبة للحياة والخير والجمال والحق والمساواة بين بني البشر. ومع ذلك لم يتركه علمانيو العرب والغرب في حاله، فانهالت الاسئلةعلي رأسه بعد ان فاز حزبه ب91 مقعدا من اصل 217 هي اجمالي مقاعد الجمعية التأسيسية في تونس، فسألوه: ماهو نصيب العلمانية في البلاد، فرد الرجل: "نحن لانحتاج للعلمانية من أجل التسامح والتعددية والديمقراطية فليس العلمانية والديمقراطية قرينتين لاتنفصلان ، فهناك دول علمانية ديكتاتورية مثل الاتحاد السوفيتي، والفاشية كانت علمانية وبورقيبة واتاتورك علمانيان دكتاتوريان، وهناك علمانيات ديمقراطية وليس هنالك اقتران حتمي بين العلمانية والديمقراطية". ويري الغنوشي أنه لاتناقض بين الإسلام والعقل ولاتناقض بين الإسلام والعلم والحداثة والديمقراطية "لايمكن تصور تناقض بين الإسلام ومصلحة الإنسان .. فكل مافيه مصلحة للإنسان ويحقق العدل فهو من الإسلام وإن لم يأخذ اسم الإسلام". هل يصمت العلمانيون بعد أن خربوها في مصر وتونس وقعدوا علي تلها. (2) قل لي ماذا تحب ان تقتني اقول لك من انت. القوات الامريكية لم تجد شيئا تحمله معها وهي تعطي عرض اكتافها للعراق سوي"كنيف" صدام حسين، اي والله"تواليت" صدام. ربما وجدت فيه نوعا من الاسلحة الكيماوية التي لم تعثر عليها في العراق، فوجدته في بيت راحة صدام... (3) قيام القناة الوطنية الاولي بالتليفزيون التونسي باذاعة خطبة دينية قديمة تضمنت نهايتها دعاء للرئيس التونسي المخلوع"زين الهاربين" بالتوفيق والسداد، ذكرني بعكس ما كنت أقوم به كل صلاة جمعة اثناء حكم مبارك، كان اذا دعا الامام له، كنت لا أؤمن علي الدعوة بكلمة"مش آمين" فنصحني احد الشيوخ أن أصمت أفضل حين يكون الدعاء للمخلوع. الحمد لله التليفزيون المصري متيقظ جدا، لا يدعو لمبارك او يدعو عليه.