إن اهتمامي وعشقي لمنتجع »مارينا» بالساحل الشمالي يعود لسنوات طويلة مضت.. من خلال متابعتي لهذا الانجاز منذ تأسيسه الذي تبنته الدولة في هذه المنطقة الرائعة طبيعياً ومناخياً وبيئياً. حدث ذلك بدعوة من الاخ والصديق العزيز المهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان الاسبق ورائد التعمير في مصر لزيارة هذا الموقع عند البدء في اقامة منشآت »مارينا» في ثمانينيات القرن الماضي. كان المهندس الكفراوي حريصاً علي الا تتحمل الدولة تكلفة اقامة هذا المنتجع.. في سبيل ذلك لجأ الي تسويق وبيع وحداته للمواطنين واستطاع تحقيق فائض استخدمه في بناء بعض مشروعات الاسكان الشعبية. بناء هذا المنتجع أثار خلافاً حاداً بين الكفراوي ووزير السياحة في ذلك الوقت فؤاد سلطان الذي كان يري ان ذلك يخل بإمكانية استثمار المنطقة للسياحة الخارجية. رد الكفراوي علي ذلك بأن كل قرارات تعمير الساحل الشمالي تتضمن اقامة فنادق لاستقبال السياحة الداخلية والخارجية. ومن منطلق صداقتي للوزيرين بذلت جهوداً للتقريب بينهما ولكنها لم تحقق الفهم المشترك.
انطلاقاً من هذه الصلة القديمة جاء اهتمامي »بمارينا» وخشيتي ألا تواصل مسيرتها الناجحة والحفاظ علي مكانتها كأجمل وأعظم مشروع سياحي تعميري بالساحل الشمالي، وفي اطار قانون الصحافة الذي يقضي بحرية النشر وحق الرد علي ما ينشر تلقيت رداً من الصديق وزير السياحة الاسبق ورئيس مجلس ادارة شركة ادارة مارينا حاليا د. هشام زعزوع استهدف توضيح بعض النقاط حول ما نشرته الاسبوع الماضي عن تردي أوضاع »مارينا» .. جاء في هذا الرد: صدور قرار إداري من جهاز القري السياحية التابع لوزارة الاسكان والمجتمعات الجديدة يقضي بحل اتحاد الشاغلين كما هو معروف فإن هذا الاتحاد يمثل ملاك مارينا وهو منتخب وفقاً للقانون .. هذا السلوك أدي الي رفع قضية امام القضاء الإداري المستعجل لالغاء هذا القرار الذي يراه اتحاد الشاغلين مناقضا لما يقضي به القانون. الرد يقول انهم - أي الجهاز - وشركة الادارة في انتظار حكم القضاء. هذا القرار يأتي في اطار مسلسل الخلافات الناشئة بين هذا الاتحاد وبين جهاز القري السياحية وشركة الادارة. اعترف رئيس مجلس شركة الإدارة بتردي أحوال مارينا كما ذكرت في مقالي ولكنه أكد ان هذا الوضع سوف يتغير تماماً ابتداء من هذا الموسم حيث تم اجراء العديد من الاصلاحات. اشار إلي تسلم الشركة 9 شواطئ كانت مغلقة امام شاغلي مارينا من جهاز مارينا التابع لجهاز القري السياحية وأنه سيتم تأهيلها لاستقبالهم من هذا الموسم. حول قرار زيادة رسوم مقابل الخدمات تم تبرير ذلك بالعجز الهائل في موازنة المدينة وهو الامر الذي كان وراء تدني الخدمات والمرافق.. علاج هذا الوضع كان يقتضي زيادة هذه الرسوم التي تقل عما هو مطبق في القري السياحية الاخري. في هذه القضية لم يتناول الرد استيلاء جهاز مارينا علي كل الايرادات المحققة من اعلانات وتأجير للشواطئ والتي تقدر بعشرات الملايين.. فإنه كان يمكن استخدام جانب من هذه الايرادات في دعم موازنة منتجع مارينا باعتباره حقا قانونيا. حول هذه القضية اشار الرد إلي تحرك الجهاز لتنفيذ جانب من هذه الاصلاحات. أوضح ايضا ان مرتبات العاملين يتم دفعها من عائد الانشطة التي تقوم بها الشركة وليس من مقابل الخدمات. اكد رئيس الشركة انه وتقديراً للظروف المالية للشركة فإنه تنازل عن تقاضي أي أجر ومكافآت كما أن اعضاء مجلس الإدارة لا يتقاضون سوي مقابل جلسات حضور الاجتماعات فقط. انهي د. زعزوع هذا الرد بالتعبير عن شكره وتقديره لاهتمامي بمارينا مبشرا بأن يكون هذا الصيف نهاية لمشاكلها.
إنني وإعمالاً لحق الرد في الصحافة.. حرصت علي نشر رد رئيس الشركة الا أنني اقول ان الحكم النهائي فيما يتعلق بالخلافات مع اتحاد الشاغلين سوف تحسمه أحكام القضاء العادل المتوقع صدورها في الفترة القادمة.. رغم هذا فإنني مازلت عند رأيي بضرورة ان تكون هناك مبادرة في إطار تحرك حكيم من أجهزة الدولة المسئولة لفض هذا الاشتباك. انهم بذلك يحافظون علي هذا المنتجع وحقوق ملاكه الذين اشتروا وحداته .. أخيرا أقول انقذوا »مارينا».