افراح وأتراح البدرى بعد التأهل لدورى المجموعات الافريقي سبحان الله الخالق العظيم مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء.. بيده الخير وهو علي كل شئ قدير. إرادة الله نافذة في كل شئ نحن نؤمن بذلك ولكن طبيعتنا البشرية وحكمة الحياة تجعل بعضنا أو أغلبنا يتخيل ان الارادة يملكها البشر في التحولات الكبري الخاصة بالنشاط الإنساني والعلاقة بين الخير والشر وبين الحلال والحرام.. ومازالت البشرية المؤمنة بالله تتجادل مع نفسها حول إرادة الإنسان »مسيرة أم مخيرة« حتي ظن البسطاء ان سلوكا عاديا بسيطا مثل قرار موظف الانقطاع عن العمل يوما يعتبر نوعا من »القدرية« لأنه كان »مسيرا« لذلك لكي يموت في حادث وهو مسافر إلي بلدته في طريق القاهرةالاسكندرية الزراعي.. وبدلا من ان يكمل الزيارة ويعود إلي العمل أكمل السفر إلي البلدة لكن ليس إلي الأهل بل إلي المقبرة. هذا هو الاستيعاب الفطري لإنسان يعيش بالفطرة، وعرف الله بقلبه وهو إنسان محظوظ لم يتدخل عقله في إيمانه وعقيدته ليفسدها لأن المثقفين نوعان.. نوع يتدخل عقله وهو شديد الغرور يتخيل ان معرفته قادرة علي الفرز رغم أنه بحقائق الكون لم يأته من العلم إلا القليل.. ونوع يتدخل عقله وهو محظوظ بقناعة هذا العقل بأنه أصغر بكثير من هذا الكون المعقد الذي يستحيل ان يستوعبه عقل بشري محدود الامكانات هو في الأصل هبة من الله مبرمج ليعمل وفق إرادة مسيطرة ومهيمنة ليصبحمن السخف والسطحية الشديدة ان يعتقد العقل أنه يقف ندا لمن خلقه.. وإذا كان المؤمنون بحق مهتمين من الملحدين بتغييب العقل فإن هؤلاء الملحدين أولي بالاتهام بالتغييب ويضاف إليها الأخطر وهو انحراف ا لعقل.. فعندما يتحدث المشككون عن ثورة الطبيعة فإنهم لا يهتمون إلا بتفسير وتشخيص هذه الثورة دون ان يتطرقوا لكيفية وجود الطبيعة نفسها وكيف تثور وهي ليست كائنا حيا.. وايضا عندما يتحدثون عن الفيزياء والكيمياء والمعادلات التي تكونت منها عناصر الحياة مثل الماء والهواء، فانهم يجعلون من الفيزياء والكيمياء إلها رغم أن العناصر التي تكون الأشياء لا مصدر لها إلا الله.. فإذا كان اتحاد الاوكسجين مع الهيدروجين يولد الماء فإن المشككين يركزون علي ان الأمر بسيط ولا داعي للدهشة من وجود الماء لأن مصدره معروف.. ولا يهديهم الله صاحب الإرادة في هدايتهم ليسألوا أنفسهم ومن جاء بالاوكسجين والهيدروجين.. ثم يستغرقون في أشياء أكثر تعقيدا عن الذرة ومن الفيمتوثانية، وما تلعبه الاكتشافات من قفزات هائلة في التطور العلمي الذي كاد يصبح صنما جديدا يعبد الملحدون.. رغم ان باستطاعه هذا الإنسان المؤمن بالفطرة الذي اشرنا إليه أن يسألهم عن الذي جاء بالذرة وعن الذي يعطي الأوامر للبذرة في الأرض لكي تصبح ثمرة محددة الشكل والطعم.. هي إرادة الله مالك الملك. لا اعرف لماذا كتبت كل هذا الكلام وأنا اقصد اصلا ان اكتب عن هواية الأهلي في الأزلية في الفوز بالدوري إلا من مرات قليلة يبدو فيها وكأنه يحصل علي استراحة قصيرة ليستأنف ممارسة هوايته وكأن هذه البطولة »قدر ومكتوب« بحيث هو الذي يحدد وجهتها عندما يريدها تأتيه وعندما لا يريدها يتركها لغيره.. ولو أن العلوم المعملية والاجتماعية تفرغت قبل بداية هذا الموسم لتحدد من يفوز بالدوري لما وضعت الأهلي في الرقم »1« لأن الملهم مانويل جوزيه كان قد رحل ولأن عددا من النجوم رحلوا معه ولأن حسام البدري البديل المحلي يمارس أول تجربة تدريبية ولأن معظم اللاعبين البارزين كبروا في السن ولأن الشباب الصاعد ليس كله من الموهوبين ولأن المرحلة الانتقالية لفريق يجدد دماءه ويغير جلده لايمكن ان تجعله أبدا الأول بدون مزاحمة أو مضايقة وبفارق يزيد عن العشرة نقاط.. هذا ضد التفسيرات العلمية لأي نشاط إنساني.. لكن حدث وأن طلب الاهلي اللقب ووجده.. بل وطلبه يأتي بسرعة وبدون تأخير حتي يحصل علي قسط من الراحة وتحققت رغباته.. فهل الاهلي كائن حي »مخير« لما يفعله أم هو جزء من الطبيعة »مسير« لما يحدث له.. إننا أمام حالة مدهشة لانظير لها في الكون الذي تتغير ملامحه من قبة لأخري بينما لا تتغير ملامح »الكون الكروي« في مصر.. الأهلي الأول ولا يجب ان نناقشه في ذلك والزمالك الثاني إلا إذا كان مخيرا من ابنائه ليصارع الهبوط مثل ما حدث الموسم الماضي.. أو ان الاهلي بطلا دائما جزاء من الله لحسن العمل، والزمالك ثانيا غالبا عقوبة من الله لسوء العمل.. وليس القصد بحسن العمل أو سوء العمل هو الجانب الأخلاقي بقدر ما هو الجزاء علي الاجتهاد.. لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. لكن لماذا يحسن بتروجت والاسماعيلي العمل أحيانا ولا يكون أبدا »مخيرين« في طلب الالقاب، هل لأنهما لايلحان في الطلب مثل الذي يلح في الدعاء. سبحان الله.. لاتملك أمام قدرته ومشيئته سوي القبول بكل ألغاز الكون.. والتسليم دائما بأن الملك لله رب العالمين.. والدوري للأهلي حسب مشيئة الله.