علي الرغم من وجود اصوات تطالب الإدارة اأامريكية بسرعة شن حرب علي ايران فهناك اصوات اخري تدعو الادارة الامريكية للتعقل ووقف هذه الحرب قبل ان تبدأ ومنهم الكاتب الامريكي دامون لينكر بمجلة» ذا ويك » ويري ان واشنطن التي تخوض حربًا بطيئة لا تنتهي في أفغانستان منذ أكثر من 17 عامًا، واختارت بدء كارثة تاريخية عالمية في العراق منذ 16 عامًا، واتبعت نصًا مشابهًا قبل 8 سنوات في ليبيا بنتائج متسقة بشكل ملحوظ. علي الرغم من هذا السجل من الغباء وعدم النجاح، فإنها تسارع الآن للحرب في إيران بمبررات وتخطيط أقل من النزاعات السابقة. ويقول الكاتب الامريكي للتعرف علي مستوي التفكير في صياغة سياستنا تجاه إيران اعلن السناتور الجمهوري توم كوتون (أركنساس) بثقة بالبرنامج التليفزيوني »فايرينج لاين» بأن الولاياتالمتحدة ستفوز بأي صراع مع إيران بسرعة وسهولة. ويري الكاتب أن الولاياتالمتحدة »ربحت» حرب العراق في غضون أسابيع »إذا كان الفوز يعني قطع رأس نظام صدام حسين واحتلال البلاد. تلاذلك صعود التمرد واندلاع حرب أهلية دامت سنين أدت إلي تمزيق البلاد وتأسيس داعش وانتشارها واندلاع الحرب الأهلية السورية» أحداث كان لها ثمن تريليونات الدولارات ؛ أدت إلي مقتل أكثر من مليون شخص في المنطقة ؛ وقتل الآلاف من الأميركيين وآلاف المصابين ؛ ودفعت مئات الآلاف من اللاجئين إلي الفرار من الشرق الأوسط إلي أوروبا، حيث ساعدوا في إثارة ردة فعل يمينية مناهضة للمهاجرين. ويقول لينكران لا شيء يتغير. لقد أثبت قادتنا أنهم غير قابلين للتعليم. لم يجد حتي الرئيس السابق باراك أوباما الذي قام بتنقيح عقيدة سياسته الخارجية وصولاً إلي تعبير الحد الأدني من الحس السليم الحكيم،حيث لم يقاوم إغراء القيام ببعض أشياء غبية في ليبيا.. ويري انه من المهم أن ندرك مدي انتشار التعفن العقلي. هذه ليست مجرد مشكلة جمهوريه. إنها مشكلة من الحزبين في واشنطن. فالحرب جيدة للاقتصاد. وجيدة للحصول علي اصوات تاييد. وأمر جيد لمقاولي الدفاع، الذين يتبرعون بسخاء للسياسيين الذين يظهرون »جدية» من خلال دعم سياسات الصقور. هذا هو المجمع الصناعي العسكري الذي حذرنا منه الرئيس السابق أيزنهاور بقوة، وهو الآن يدير العرض بالكامل. في أقصي أتجاه الطرف، نجد أشخاص مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذين لديهم وضع واحد فقط »تهديد القوة الكاملة» ونظرة أن تهديد الحرب هو الحل لكل مشكلة في العالم. إنها علامة علي مقدار القوة التي يتمتع بها هؤلاء الصقور في العاصمة، حيث ان الإدارة التي تخطط بوضوح للحرب مع إيران لم تفعل سوي القليل لإثبات وجود قضية علنية لها. حتي الآن تشير هذه القضية إلي أن »إيران تريد سلاحًا نوويًا، نعارضه، علي الرغم من أنه لا يوجد لدينا دليل لإثبات أنها تعمل علي واحد، وقمنا بتمزيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه أثناء إدارة أوباما والذي منعها من العمل علي ذلك. قائمة الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها طويلة فيما يتعلق بحرب العراق : لماذا من مصلحتنا إطلاق صواريخ علي بلد يقطنه 80 مليون شخص علي بعد 6000 ميل من الشواطئ الأمريكية؟ ماذا سيكون الهدف والاستراتيجية وراء ذلك؟ إذا كانت هذه الأعمال تزعزع استقرار الحكومة الإيرانية، فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ هل سنسعي لاحتلال البلاد؟ بما أن ذلك سيتطلب عدة مرات أن يفكر مسؤولو إدارة القوات البالغ عددهم 120.000 جندي في إرسالهم إلي المنطقة، فإن الجواب ربما لا. ولكن هل نحن مستعدون للوقوف إلي جانب بينما تنحدر البلاد إلي الفوضي، لتصبح تجربة أخري في الفوضي التي تحركها أعمال أمريكية متهورة؟ ويختتم الكاتب مقاله قائلا ان لا شيء عن التاريخ الأمريكي الحديث أو ما يرافقه من إدارة ترامب يعطينا سببًا للاعتقاد بأن أولئك الذين يتخذون القرارات يفكرون في هذه الأسئلة بدرجة مناسبة من الذكاء أو التواضع أو الحذر.الرئيس نفسه بالتأكيد لا يفعل ذلك. ومع ذلك، هناك سبب للاعتقاد بأنه ربما يكون أقل ميلًا بشكل طفيف من كبار مستشاريه تجاه بدء النزاعات العسكرية.