مصر تحاصر الحمى القلاعية |تطعيم الحيوانات ب 1.5 مليون جرعة منذ أواخر أكتوبر.. والمستهدف 8 ملايين    «الداخلية» تكشف حقيقة الادعاء بتزوير الانتخابات البرلمانية بالمنيا    أطعمة تزيد حدة نزلات البرد يجب تجنبها    رئيس الوزراء المجرى: على أوروبا أن تقترح نظاما أمنيا جديدا على روسيا    الاتحاد الإفريقى: المؤسسة العسكرية هى الكيان الشرعى المتبقى فى السودان    كولومبيا توقع صفقة تاريخية لشراء مقاتلات سويدية من طراز «Gripen»    تريزيجيه: اتخذت قرار العودة للأهلي في قمة مستواي    سويسرا تكتسح السويد 4-1 في تصفيات كأس العالم 2026    البنك الأهلي يقود تحالف مصرفي لتمويل المرحلة الأولى من مشروع "Zag East" بقيمة مليار جنيه    الطفل عبدالله عبد الموجود يبدع فى تلاوة القرآن الكريم.. فيديو    أخلاق أهل القرآن.. متسابق فائز يواسى الخاسر بدولة التلاوة    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. إسرائيل: لا إعادة إعمار لقطاع غزة قبل نزع سلاح حماس.. قتلى وجرحى فى انزلاق أرضى فى جاوة الوسطى بإندونيسيا.. الجيش السودانى يسيطر على منطقتين فى شمال كردفان    وزير الصحة يعلن توصيات النسخة الثالثة للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    المتسابق محمد وفيق يحصل على أعلى الدرجات ببرنامج دولة التلاوة    الأمم المتحدة: 30 مليون شخص بالسودان بحاجة إلى مساعدات    وزارة العمل تسلّم 36 عقد عمل لشباب مصريين للسفر إلى الأردن ضمن خطة فتح أسواق جديدة للعمالة    مجموعة مكسيم للاستثمار راعٍ بلاتيني للمؤتمر العالمي للسكان والصحة PHDC'25    البرازيل: الرسوم الأمريكية على البن واللحوم والفواكه الاستوائية تبقى عند 40% رغم خفض ترامب لبعض الضرائب    الأهلي يكرر فوزه على سبورتنج ويتأهل لنهائي دور مرتبط السلة    أسامة ربيع: أكثر من 40 سفينة تعبر قناة السويس يوميًا    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    (كن جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا) موضوع خطبة الجمعة المقبلة    رامي عيسي يحصد برونزية التايكوندو في دورة ألعاب التضامن الإسلامي 2025    مؤتمر جماهيري حاشد ل"الجبهة الوطنية " غدا بستاد القاهرة لدعم مرشحيه بانتخابات النواب    محافظ الدقهلية خلال احتفالية «المس حلمك»: نور البصيرة لا يُطفأ ومصر وطن يحتضن الجميع| فيديو    أسباب الانزلاق إلى الإدمان ودوافع التعافي.. دراسة تكشف تأثير البيئة والصحة والضغوط المعيشية على مسار المدمنين في مصر    الأرصاد: تحسن في الطقس وارتفاع طفيف بدرجات الحرارة نهاية الأسبوع    استشاري أمراض صدرية تحسم الجدل حول انتشار الفيروس المخلوي بين طلاب المدارس    تعديلات منتظرة في تشكيل شبيبة القبائل أمام الأهلي    عاجل خبير أمريكي: واشنطن مطالَبة بوقف تمويل الأطراف المتورطة في إبادة الفاشر    وزير الصحة يشهد إطلاق الأدلة الإرشادية الوطنية لمنظومة الترصد المبني على الحدث    عملات تذكارية جديدة توثق معالم المتحف المصري الكبير وتشهد إقبالًا كبيرًا    حبس والدى طفلة الإشارة بالإسماعيلية 4 أيام على ذمة التحقيقات    قضية إبستين.. واشنطن بوست: ترامب يُصعد لتوجيه الغضب نحو الديمقراطيين    برلماني: مهرجان الفسطاط نموذج حضاري جديد في قلب القاهرة    الليلة الكبيرة تنطلق في المنيا ضمن المرحلة السادسة لمسرح المواجهة والتجوال    جامعة قناة السويس تنظم ندوة حوارية بعنوان «مائة عام من الحرب إلى السلام»    الداخلية تكشف ملابسات تضرر مواطن من ضابط مرور بسبب «إسكوتر»    سفير الجزائر عن المتحف الكبير: لمست عن قرب إنجازات المصريين رغم التحديات    جنايات بنها تصدر حكم الإعدام شنقًا لعامل وسائق في قضية قتل سيدة بالقليوبية    موعد مباراة تونس ضد النمسا في كأس العالم تحت 17 عام    عاجل| «الفجر» تنشر أبرز النقاط في اجتماع الرئيس السيسي مع وزير البترول ورئيس الوزراء    دعت لضرورة تنوع مصادر التمويل، دراسة تكشف تكاليف تشغيل الجامعات التكنولوجية    أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات النواب عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    آخر تطورات أسعار الفضة صباح اليوم السبت    تحاليل اختبار الجلوكوز.. ما هو معدل السكر الطبيعي في الدم؟    عمرو حسام: الشناوي وإمام عاشور الأفضل حاليا.. و"آزارو" كان مرعبا    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمحل عطارة في بولاق الدكرور    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    نقيب المهن الموسيقية يطمئن جمهور أحمد سعد بعد تعرضه لحادث    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    نانسي عجرم تروي قصة زواجها من فادي الهاشم: أسناني سبب ارتباطنا    مناوشات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    حسام حسن: هناك بعض الإيجابيات من الهزيمة أمام أوزبكستان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عشرة أشهر من خطاب «أوباما» في القاهرة: هل تغيرت السياسات الأمريكية تجاه الإسلام والمسلمين؟
نشر في القاهرة يوم 09 - 03 - 2010

بعد عشرة أشهر من خطاب «أوباما» في القاهرة: هل تغيرت السياسات الأمريكية تجاه الإسلام والمسلمين؟
منذ أسابيع قليلة مرت علي العالم نحو ثمانية أشهر علي الخطاب الشهير الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك اوباما من جامعة القاهرة والذي اعتبر شكلاً جديداً وبداية مغايرة في العلاقات الأمريكية الإسلامية ومع الملاحظات التي وجهها الرئيس اوباما للمنتدي السابع لأمريكا والعالم الإسلامي الذي انعقد مؤخرا في الدوحة بات التساؤل الذي يطرح نفسه.
هل تغير شئ ما في علاقات العالم العربي والإسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية.
والعكس أي هل تبدلت النظرة الاستعلائية التي مارسها جورج بوش وتيار اليمين المحافظ تجاه الإسلام والمسلمين؟المؤكد أن هناك من يري أن الأمر برمته ليس إلا "قعقعة اوبامية دون طحين" فيما فريق أخر يذهب للقطع بان ثمانية أشهر غير كافية لتصحيح مسار علاقة ساءت كثيرا علي مدي العقدين الماضيين غير أن الأمر في كل الأحوال ربما يقتضي منّا إلقاء نظرة أوسع علي المشهد نظرة تبدأ بالمقارنة بين ما قاله اوباما في جامعة القاهرة وملاحظاته الجديدة في منتدي الدوحة ومن خلالها يمكن للقارئ دون التأثير عليه الحكم علي مدي ملاءمة أو مواكبة التغيرات في السياسات الأمريكية من عدم التغير وهل كان الأمر مجرد وعود خطابية لامتصاص غضبة الجماهير من المحيط الي الخليج وتهدئتها حتي وان لم تجد طريقها للتنفيذ العملي.
هكذا تكلم أوباما
وحتي ننعش الذاكرة فان أهم ما أشار إليه «أوباما» في خطاب «القاهرة» هو قوله: لقد أتيت الي القاهرة للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم استنادا الي المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل وهي بداية مبنية علي أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما البعض ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان.
في خطاب القاهرة كذلك كان اوباما يقر بأن "التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها وكذلك فانه لايمكن لخطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة" ولهذا أشار الي ضرورة بذل جهود مستديمة للاستماع الي بعضنا البعض وللتعلم من بعضنا البعض والاحترام المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة" وأضاف هذا ما سوف أحاول بما في وسعي أن افعله اليوم وان أقول الحقيقة بكل تواضع أمام المهمة التي نحن بصددها اعتقادا مني كل الاعتقاد أن المصالح المشتركة بيننا كبشر هي أقوي بكثير من القوي الفاصلة بيننا.
تحت قبة الجامعة الشهيرة في العاصمة المصرية قال اوباما كذلك "إنني تعرفت علي الإسلام في قارات ثلاث قبل مجيئي الي المنطقة التي نشأ فيها الإسلام..." وأضاف من منطلق تجربتي الشخصية استمد اعتقادي بان الشراكة بين أمريكا والإسلام يجب أن تستند الي حقيقة الإسلام وليس الي ما هو غير إسلامي واري في ذلك جزءا من مسئوليتي كرئيس للولايات المتحدة حتي أتصدي للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت... ولا تتيح المساحة المتوافرة أن نستعرض كل ما ذهب إليه اوباما لكننا نتساءل عن الفارق بين الأمرين أي بين الحديث والتطبيق العملي علي الأرض... هل هناك فارق بالفعل؟
خطاب جديد وملفات قديمة
بعد أسبوع واحد من تنصيبه وقبل خطاب جامعة القاهرة أشار باراك اوباما في حوار مع قناة العربية الفضائية بتاريخ 27 يناير 2009 الي حرص إدارته علي التمييز بين الإرهاب وبين الإسلام وبين المنظمات الإرهابية وبين الأشخاص الذين يختلفون مع رأي السلطات حول الطريقة التي يرونها الأمثل لتطوير بلدانهم وذكر أن بلاده مستعدة لإطلاق شراكة جديدة قائمة علي الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة مع العالم الإسلامي.
كانت لغة الخطاب سقفاً عالياً لأحلام العرب والمسلمين وقد كانت وفي حقيقة الأمر لا تزال الملفات المفتوحة في الجسد العربي والإسلامي لا تزال تنزف بشدة من العراق الي أفغانستان وباكستان مرورا بجرح جوانتانامو المفتوح والمهين للكرامة الإسلامية ناهيك عن ملف إيران النووي والذي يكاد البعض يعتبره الحرب الصليبية الجديدة القادمة ضد المسلمين فيما اليمن بدت بدورها وكأنها الموقع والموضع للحرب ضد الإرهاب الذي قال اوباما عنه انه يفرق بينه وبين الإسلام.
كل هذه الملفات يمكن تعاطيها وتحليلها واحدة تلو الأخري لإثبات البون الشاسع بما ذهب إليه اوباما من أحلام مخملية وبين واقع الحال الفعلي اليوم ولا يخفي علي احد أن اوباما لا يعمل في فضاء مستباح وإنما داخل منظومة من التراتبية الوظيفية من جهة وتحت ضغوطات جماعات مختلفة الأغراض والمشارب من ناحية ثانية علي أن واجبه من تلك القضايا وهي أهمها بلا شك يمكن أن تمثل لنا عينه للقياس عليها فيما يخص بقية الملفات... ماذا عن تلك العينة ولماذا هي بالذات؟
القضية الفلسطينية... معيار للحكم
تفاءل الكثيرون في حقيقة الأمر بما يمكن لإدارة اوباما أن تفعله علي صعيد القضية المركزية في نزاعات الشرق الأوسط وقد قال اوباما في القاهرة انه من حق الفلسطينيين أن يكون لهم دولتهم المستقلة التي يعيشون فيها في كرامة تنهي المأساة التي تحدث عنها وانه كذلك من حق الإسرائيليين أن يعيشوا في أمن وأمان دون أن يضعوا أياديهم علي مزيد من الأراضي الفلسطينية أي وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
في ذلك الوقت خيل لكثيرين أن اوباما سيرفع عصا التهديد في وجه إسرائيل وبخاصة رئيس وزرائها "بنيامين نتنياهو" غير أن الأخير أرسل ردا قاسيا في 14 يونيو 2009 أي بعد نحو أسبوع تقريبا من خطاب اوباما في القاهرة فقد أعلن في جامعة بارايلان في تل أبيب أن طريق السلام لا يزال بعيدا مشددا علي أن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وان القدس عاصمة إسرائيل وستظل موحدة وأشار كذلك الي أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح تخضع للسيطرة الإسرائيلية وان حل مشكلة اللاجئين يجب أن تكون خارج دولة إسرائيل ... كيف جاء موقف إدارة اوباما من هذا الخطاب العنصري التمييزي لرئيس وزراء إسرائيل؟
الشاهد انه رغم جميع الانتقادات التي وجهت للخطاب من عرب ومسلمين حول العالم فقد رحبت إدارة اوباما بالخطاب حيث أعلن روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس اوباما "يرحب بالخطوة المهمة للأمام في كلمة رئيس الوزراء نتنياهو.. الرئيس ملتزم بالدولتين... دولة إسرائيل اليهودية وفلسطين المستقلة... في الأرض التاريخية للشعبين"
وكما كان متوقعا فان وقع هذا الموقف علي العالمين العربي والإسلامي قد جاء سيئا بما يكفي بل اعتبرته بعض الأصوات تراجعا عن ملامح خطاب القاهرة سيما بعدما طلب اوباما في رسالة له بعثها في يوليو الماضي الي زعماء 7 دول عربية من بينها مصر والسعودية والأردن والبحرين والإمارات يطالبهم فيه باتخاذ إجراءات لبناء الثقة والتطبيع مع إسرائيل مقابل الضغط علي إسرائيل لوقف الاستيطان وهي نفس الدعوة التي وجهها جورج ميتشيل مبعوث الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط في زيارة له للمنطقة في نفس الشهر.
هل كان علي العرب والمسلمين أن ينظروا بعين مغايرة من جديد للموقف الأمريكي؟
اغلب الظن أن ذلك كذلك والدليل الجديد المضاف الي سلسلة المواقف المتناقضة لإدارة اوباما ذلك الذي صدر عن وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ففي زيارة لها الي تل أبيب في نهاية أكتوبر 2009 أكدت كلينتون علي دعم الطلب الإسرائيلي باستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين في اقرب وقت ممكن وبدون آية شروط مسبقة واعتبرت مقترحات نتنياهو حول تقييد الاستيطان هي سابقة مشيرة الي أن إسرائيل التزمت بالتحديد بعدم إطلاق مستوطنات جديدة في الضفة الغربية والمؤكد أن هناك عدة مشاهد يمكن للمرء أن يرصدها في هذا السياق غير أن التعنت الإسرائيلي اليميني الواضح ورضوخ إدارة اوباما له أمر رسم في الأفق علامة استفهام عريضة جدا عن جدوي تصديق أحاديث التصالح الأمريكية مع الإسلام والمسلمين حتي وان كان اوباما صادق النية خالص الطوية.
اوباما يكرر وهيلاري تؤيد
ومرة جديدة كان المنتدي السابع لأمريكا والعالم الإسلامي الذي عقد منتصف فبراير الماضي في الدوحة فرصة ليحاول من جديد دغدغة مشاعر العالم الإسلامي إذ قال اوباما "إنكم تعلمون أن كثيرا ما كانت حالات سوء الفهم وانعدام الثقة تدفع الولايات المتحدة والمسلمين في جميع أنحاء العالم الي الانجراف في حلقات مفرغة قد تعرضهم للصراع بدلا من التعاون ويضيف " إن تحقيق هذا التعاون هو سبب الدعوة التي وجهتها في القاهرة العام الماضي لتكون بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم وهي بداية تقوم علي المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل وطرحت عندئذ رؤية تنطوي علي اضطلاعنا جميعا بتولي مسئولياتنا الرامية الي بناء عالم ينعم بقدر اكبر من السلام والأمن.
«ويكمل اوباما في سيل من العبارات الدبلوماسية المنمقة والبراقة قائلا " تعمل الولايات المتحدة بمسئولية علي إنهاء الحرب في العراق ،إن جميع ألويتنا المقاتلة تغادر العراق وسيتم ذلك بحلول أواخر أغسطس 2010 وسوف تنضم الي الشعب العراقي في شراكة تعمل لصالح أمنه ورفاهيته علي المدي الطويل، وفي أفغانستان وغيرها من البلدان نحن بصدد تكوين الشراكات الرامية لعزل المتطرفين الذين يلجأون للعنف والتقليل من الفساد والعمل علي دعم الحكم الصالح والتنمية وكل ذلك من شانه تحسين حياة البشر»، ويضيف اوباما إننا لن نتخلي ابدا عن التزامنا بحل الصراع في الشرق الأوسط الذي يقوم علي أساس دولتين ويعترف بحقوق وامن كل من الإسرائيليين والفلسطينيين وسوف تستمر الولايات المتحدة في الدفاع عن حقوق الإنسان وكرامة البشر حول العالم...
هل ما قالته هيلاري كلينتون في كلمتها يفترق كثيرا عما أعاد اوباما تكراره ؟
ضمن الكثير من الكلام والتصريحات التي جادت بها قريحة هيلاري كان العزف من جديد علي ملف القضية الفلسطينية المتداعية اليوم تحت ضربات الاستيطان من جانب وسباق التهويد من جانب ثان ... قالت كلينتون" إن الموضوع الأول والاهم هو جهودنا المستمرة الرامية لتحقيق التقدم في سبيل السلام الشامل في الشرق الأوسط وهو السلام الذي يحقق السلام للإسرائيليين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ويحقق أيضا التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية ويعتبر الأمر الرئيسي في إطار هذه الجهود تسوية الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين علي أساس الحل الذي يرتكز علي دولتين.
علي أن هيلاري لم توفر في حديثها للمنتدي المشار إليه اللعب علي قضية الإرهاب تلك التي لا تزال غامضة حتي الآن فلفتت الأنظار من جديد الي القاعدة في العراق وأفغانستان إذ قالت إنهم هاجموا حجاجا في العراق لغرض زعزعة استقرار الحكومة وإشعال نيران الحرب الأهلية مرة أخري وفي نيجيريا علي حد قولها يعمل المتطرفون علي تفاقم حالة التوتر بين المسلمين والمسيحيين ويعملون في الصومال علي إسقاط الحكومة أما في اليمن فيسعي تنظيم القاعدة الي استغلال الانقسامات الداخلية والإقليمية من اجل إقامة مركزا جديدا للإرهاب العالمي ... هل تغيرت العقلية الأمريكية أم أنها لا تزال تدور في الفلك ذاته، الباحث عن عدو هلامي اسمه الإرهاب ؟ وهو تساؤل ولاشك تستبعه علامات الشك الأزلية تجاه سلسلة الحروب التي تشنها الولايات المتحدة في المنطقة ومدة تأثيرها علي مصداقية إدارة اوباما ماذا عن ذلك؟
حرب الإرهاب من اليمن الي الصومال ...
يبقي من الصعب للغاية علي المواطن العربي والمسلم أن يسلم بصدق الأحاديث الأمريكية وهو يري ما كتبته صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية مؤخرا من أن ما يجري في اليمن وفي جانب كبير منه يأتي ردا علي الحرب الدائرة سرا هناك من قبل القوات الخاصة الأمريكية والأجهزة الاستخبارية التابعة لها سيما بعدما قتلت هذه وتلك العشرات من المدنيين الذين لا علاقة لهم بعناصر تنظيم القاعدة في اليمن وهو الأمر ذاته الذي ينسحب علي طالبان أفغانستان حيث الإصابات والقتلي في الجانب المدني تثير ثارة المقاتلين الطالبانيين ما تعتبره الإدارات الأمريكية جهادا إرهابيا.
والمقطوع به أن اعترافا رسميا قد صدر في هذا الخصوص فقد نقلت صحيفة الديلي تليجرف البريطانية في عددها الصادر الاثنين 14 ديسمبر عن مسئول عسكري أمريكي أن " اليمن الآن يواجه خطر التحول الي دولة فاشلة ولذلك فان الولايات المتحدة أخذت قرارا بإرسال عدد صغير من فرق القوات الخاصة لتدريب الجيش اليمني وتحسين مستوي أدائه في مواجهة هذه التهديدات وقال المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن اليمن تحول الي قاعدة خلفية لأنشطة تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان".
وفي 30 ديسمبر 2009 أعلنت محطة CNN الإخبارية الأمريكية أن الولايات المتحدة واليمن يبحثان عن أهداف جديدة في اليمن لشن غارات جوية ردا علي محاولة التفجير الفاشلة لطائرة أمريكية يوم عيد الميلاد والتي أعلنت القاعدة عن تبنيها.
هل الحرب علي الإرهاب قائمة في اليمن فقط؟ بلا شك لا، ذلك أن الناظر بعين مدققة لما يجري في الصومال يجد حضورا أمريكيا فاعلا ففي الأشهر الماضية قدمت الحكومة الأمريكية نحو 40 طنا من الأسلحة والذخيرة الي الحكومة الصومالية بقيمة 10 ملايين دولار لمساعدتها علي محاربة قوات المعارضة وذلك بحسب مسئول أمريكي تحدث لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية في يونيو الماضي.
وعلي الصعيد الإقليمي مارست واشنطن ضغوطا علي ارتيريا حيث أعربت أكثر من مرة عن قلقها حيال تقارير تفيد بان أسمرة تمد من تسميهم بالمتشددين الإسلاميين ومقاتلين أجانب في الصومال بالسلاح لإسقاط الحكومة الحالية.
وقد نجحت واشنطن بالفعل في استصدار قرار من مجلس الأمن يفرض حظراً علي بيع الأسلحة الي اريتريا كما فرض عقوبات علي قادتها لدعم فصائل إسلامية في الصومال ورفضهم سحب قواتهم من منطقة حدودية متنازع عليها مع جيبوتي وإذا كان خلاصة للمشهد فان الحرب علي الإرهاب لا تزال قائمة علي قدم وساق ومع الإدانة الكاملة لكل أعمال الإرهاب والتعدي علي امن وأمان لا الأمريكيين فقط بل كل إنسان علي وجه الأرض فإن التساؤل الذي لا تريد واشنطن الجواب عليه حتي الساعة، ما هو الإرهاب؟ ومن هو الإرهابي؟ وما الفارق بين الاحتجاج بالعنف في حالاته الشرعية كأعمال المقاومة المسلحة وبين تهديد وترويع الآمنين؟
أوباما... هل من أمل بعد؟
علي انه ولكي يبقي الفتيل المدخن حتي يشتعل والقصبة المرضوضة نجبرها حتي لا تكسر فإننا نقول انه ربما تكون هناك بعض مجالات التعاون مع إدارة الرئيس اوباما تعطي ولو بصيصاً من الأمل علي صعيد التعاون مع العرب والمسلمين في شراكات ناجحة فعلي سبيل المثال وكما قالت الوزيرة كلينتون فان الرئيس اوباما يري أن التعليم والابتكار هما العملة الرائجة في هذا القرن ولذلك أعلن عن حلول عصر جديد من الشراكة مع المجتمعات الإسلامية لتوسيع فرص التعليم ودعم أصحاب المشاريع وتشجيع التقدم في العلوم والتكنولوجيا وهدفنا علي حد تعبير هيلاري كلينتون هو التعرف علي الأفكار الممتازة والمشاريع الناجحة في المجتمعات الإسلامية ثم نستثمر فيها ونساعد في ارتقائها وفي التواصل بين المخترعين والراغبين في العمل التجاري بحيث يدعمون ويعززون جهود بعضهم البعض .
وتلفت هيلاري الي أن بلادها بصدد استحداث صندوق عالمي للتكنولوجيا والابتكار سوف يباشر أعماله خلال موسم الربيع هذا وسوف يوفر هذا الصندوق مئات الملايين من الدولارات لتقديمها الي المشاريع الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وتكون بمثابة رأسمال لهذه المشاريع.
تقول كلينتون كذلك "إننا نتعاون بشكل وثيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي للقضاء علي مرض شلل الأطفال وتمكين عدد اكبر من الناس من الاستفادة من ابرز الانجازات العلمية التي تم تحقيقها في الماضي وتشير كذلك الي التعاون القائم مع دولة قطر وبلدان أخري لاستحداث الفرص الاقتصادية لمكافحة الجوع والفقر والمرض .
وفي سياق إشكالية نشر الديمقراطية نجد حديثا جديدا مشجعا يختلف عن أحاديث إدارة بوش في الفرض الجبري والقسري للنموذج الديمقراطي في العالم العربي إذ تقول: بأن فكرة الديمقراطية يجب أن تنبثق عن المواطنين أنفسهم ولا يمكن أو لا ينبغي أن يتم فرض أي من ذلك من قبل جهات خارجية وتؤكد علي أن الدول التي ترتكز الي تقاليدها الخاصة في مساعيها الرامية لبناء وتعزيز الحكومات التي تعكس إرادة الشعب وباستطاعتها أن تعتمد علي الولايات المتحدة شريكا لها.
ومما لاشك فيه أن جميع ما تقدم يعبر عن رؤي تقدمية وأفكار جيدة للبناء عليها لكنها كلها معرضة للزوال الأدبي بأسرع ما يمكن إذا بقيت القضايا الرئيسية وفي مقدمتها قضية الصراع العربي الإسرائيلي بجانب إشكالية الحرب علي الإرهاب باقية دون حل عادل وشامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.