ظلت مئذنة جامع »فاطمة الشقراء»، بمنطقة القاهرة التاريخية مصلوبة بالأخشاب 23 عاما بسبب ميلها نتيجة الزلزال الذي ضرب مصر في عام 1992، إلي جانب تأثرها بتذبذب مستوي مياه الصرف في المنطقة. وظل المسجد مغلقا، لا تقام فيه الصلاة لمدة 4 سنوات، نتيجة أعمال الترميم، ليتم افتتاحه أمس بعد ترميم المئذنة، ليستقبل رمضان هذا العام وقد فتح أبوابه للصلاة بحضور د.مصطفي أمين مساعد وزير الآثار ود.جمال مصطفي رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية ود.كمال السباعي مدير عام أوقاف وسط القاهرة. وأوضح الأثري محمد عبدالعزيز المشرف علي مشروع تطوير القاهرة التاريخية أن تاريخ إنشاء المئذنة يرجع لعام 1063ه/ 1653م حيث أمر بانشائها الوزير محمد باشا وقد سميت صاحبة المسجد بفاطمة الشقراء نسبة إلي جدتها الأميرة شقراء بنت الملك الناصر فرج بن برقوق. وأشار إلي أن أعمال الترميم تمت بمعرفة شركة »المقاولون العرب»، وتعد المرة الأولي التي يتم فيها فك، وتركيب مئذنة أثرية كاملة دون فقد أي من أحجارها الأصلية حيث أعيد تركيبها مرة أخري، بنفس نظام بنائها، وقد صاحب هذه الأعمال توثيق دقيق لجميع مراحل العمل، مما نتج عنه استعادة بناء المئذنة بكافة تفاصيلها المعمارية، والزخرفية دون أي فقد أو هالك، ليستعيد الجامع عنصرا معماريا أصيلا من مكوناته المعمارية.. وأضاف أنه تم إصلاح شبكات الصرف، ومياه الشرب، ضمانا لثبات الوضع الانشائي للمئذنة في المستقبل، وتم أيضا حقن قاعدة المئذنة، لملء الفراغات الداخلية، وتقوية الحشوة، حيث كانت تعاني من وجود انحناء وميل شديد، وتحتاج إلي أعمال لدرء الخطورة عنها نظرا لانها كانت مدعومة بالصلبات الخشبية.. واوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية أن أعمال الترميم شملت المسجد من الداخل حيث تضمنت ترميم الأرضيات، والحوائط والميضأة، وتم وضع نظام إضاءة خارجية جديد للمئذنة والمسجد.