سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبود الزمر في حوار ل »الأخبار«: أجدد اعتذاري عن المشاركة في التخطيط لقتل السادات
وقف العنف مبادرة لا رجعة عنها
والأقباط شرگاء في الوطن
مبارك كان رجلا قاسيا ومغرورا
عبود الزمر أثناء حواره مع محرر الأخبار من حقك ان تختلف مع الشيخ عبود الزمر، لكن من واجبك ان تستمع اليه، فالرجل الذي اثار خروجه من السجن بعد سنوات طويلة قضاها خلف القضبان حفيظة الكثيرين، منحته التجربة الكثير ليرويه، فمن غيابات العمل السري الي نور العمل السياسي انتقل عبود الزمر، في رحلة استمرت أكثر من 30 عاما، دفع فيها ثمن قناعاته من سنوات عمره وشبابه، دخل الي السجن ضابطا في المخابرات العسكرية ومتهما بالمشاركة في التخطيط لقتل الرئيس انور السادات، وخرج منه شيخا، وقد طبع الزمن الكثير من بصماته علي وجه عبود، الذي لم ينفصل عن الواقع رغم سنوات السجن والاعتقال. بعد 30 عاما، خرج عبود الزمر شخصا آخر، اعتذر للمصريين عن المشاركة في التخطيط لقتل الرئيس السادات، قرر تطليق العنف الذي انتهجه من قبل وسيلة للتغيير بالثلاثة،وشارك في تأسيس حزب جديد هو "البناء والتنمية"، يدعو الي المشاركة بقوة في الانتخابات من اجل بناء مصر الديمقراطية.. لكل هذه الاسباب يبدو الحوار مع الشيخ عبود الزمر القيادي البارز بالجماعة الاسلامية، لازما وضروريا. دعنا نبدأ من محطة الانتخابات.. كيف تنظر الي الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ أنا اري ان تلك الانتخابات هي عنق الزجاجة التي ينبغي علي مصر عبورها، من اجل الدخول في مرحلة البناء، ولكنني استشعر وجود مخطط لإفساد تلك الانتخابات، وإحداث حالة من الفوضي داخل المجتمع.. فهناك جهات مشبوهة من قبل فلول النظام السابق تحاول اختطاف الثورة، وإدخال البلاد في حالة من الفوضي السياسية والأمنية والاقتصادية، عبر البلطجة والفتنة الطائفية وغياب الأمن حتي يجبروا العديد منا علي الترحم علي أيام النظام السابق. كما أن مسئولية التصدي لهذه المخططات تقع علي عاتق الجيش والشرطة، بالاضافة الي مسئولية كل مصري في التصدي لمظاهر البلطجة والعنف من اجل الخروج بالبلاد الي بر الامان عبر بوابة الانتخابات البرلمانية المقبلة. ولكن هناك بالفعل خطر كبير يتمثل في البلطجة والانفلات الأمني وهو ما يمثل خطرا كبيرا ؟ انا لا اقلل من خطر البلطجة والانفلات الامني، فهذا القلق موجود، ولايمكن انكاره، بل علي العكس انا اري هذا الانفلات احد أخطر التحديات التي نواجهها حاليا، والتي تؤدي الي اشاعة حالة من القلق والاضطراب في المجتمع، وهذه الحالة تسعي فلول النظام السابق الي تكريسها واستمرارها لأطول فترة ممكنة لخدمة اغراضهم، لكنني في الوقت نفسه أحذر من خطورة الانسياق وراء محاولات التخويف التي يقوم بها فلول النظام السابق، لاشاعة الرعب في صفوف المواطنين لإثنائهم عن المشاركة، فعدم الخروج للمشاركة الواسعة في الانتخابات سيكون بمثابة وضع للإرادة الشعبية في ايدي فلول النظام السابق.. بينما الاقبال الجماهيري الواسع للمشاركة في الانتخابات المقبلة سيكون هو الضمانة الحقيقية لخروجها بالشكل الذي يرغب فيه كل مصري، وبما يضمن التعبير الحقيقي عن ارادة الشعب. تأمين الانتخابات اعلنتم في الجماعة الاسلامية وفي حزب البناء والتنمية عزمكم المشاركة في تأمين الانتخابات المقبلة من خلال تشكيل لجان شعبية.. كيف تري دور تلك اللجان؟ نحن نعتبر ان تأمين الانتخابات المقبلة هو واجب شرعي ووطني علي كل مصري، فنحن بحمايتنا للإنتخابات نحمي ارادتنا ومقدراتنا، وننتقل بمصر خطوة كبيرة الي الأمام، وأي تخاذل في هذا الشأن يدفع بنا خطوات عديدة الي الوراء.. واللجان الشعبية ربما تمثل حلا جيدا لمساعدة الجيش والشرطة في تأمين الانتخابات، خاصة أن تلك اللجان اثبتت فاعلية خلال الانفلات الامني في الايام الاولي لثورة يناير، ولكن ينبغي أن يكون دور اللجان الشعبية المشاركة في تأمين الانتخابات بالتنسيق مع المجلس العسكري، اضافة الي ضرورة ان يتم تمييز اعضاء تلك اللجان الشعبية بشكل واضح منعا لدخول مندسين بينهم قد يعملون علي نشر الرعب والفوضي في صفوف الناخبين. وهل تعتقد أن الانتخابات ستمر بسهولة ؟ إذا تضافرت الارادة الشعبية والسياسية من أجل الوصول بالبلاد الي بر الامان، فبمشيئة الله ستمر تلك الانتخابات بسهولة، وستكون وسيلة لتحقيق أهداف الثورة، علي الرغم من الصعوبات التي تكتنفها مثل اتساع نطاق الدوائر، والصراع القوي بين التيارات السياسية سواء الاسلامية او العلمانية. وكيف تري طبيعة المنافسة في الانتخابات المقبلة، خاصة ان الصوت الاسلامي فيها يبدو منقسما علي نفسه؟ بالطبع كنت اتمني ان تخوض القوي الاسلامية الانتخابات تحت راية واحدة، سواء حزبا أو تحالفا، اما وقد صارت الأمور الي ما صارت اليه، واصبحنا أمام جبهتين رئيسيتين تمثلان الصوت الاسلامي وهما جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي، فلابد أن يتم التأكيد علي ضرورة عدم الصراع او التناحر، فلابد ان يظل الصوت الاسلامي محتفظا بهدفه وهو خدمة الاسلام والوطن، بعيدا عن الصراعات السياسية التي تنال من هذا الهدف، وهناك اصوات عديدة تري انه يجب منح الفرصة للتيار السلفي الذي ظل محروما من العمل السياسي لعقود خلال حكم النظام السابق، وينبغي ان نشجعهم علي العودة وندعمهم لخدمة البلاد، ونري ما لديهم.. كما يجب أن ندعم الشخصيات الشريفة والمحترمة من التيارات الاخري التي دفعت ثمن نضالها ضد نظام حكم مبارك، وهناك بالفعل الكثير من الشخصيات التي تنتمي لتيارات علمانية لكنها ناضلت وكافحت ضد ممارسات النظام السابق، ولابد ان تكون في برلمان الثورة. وهل فشل التحالف بين القوي الاسلامية يعني مزيدا من التشرذم لتلك القوي وضعفها، خاصة أن كثيرا منها يدخل الي معترك السياسة للمرة الأولي ؟ التحالف بين القوي الإسلامية مطلب شرعي، يجب علينا تنفيذه انطلاقًا من الآية الكريمة: (وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).. فهذا التحالف ضرورة حتمية، حتي إذا كان هناك تباين في وجهات النظر بينهم، ومع ذلك لا يمكن ان ننكر وجود بعض الخلافات التكتيكية بين تلك القوي، وقد ظهر ذلك خلال المشاورات بشأن الانتخابات البرلمانية داخل التحالف الديمقراطي، وقد آثرنا عدم الدخول في مواجهة او اشعال ازمات، وقررنا خوض الانتخابات علي قوائم حزب النور السلفي، ونسعي الي ان يكون هذا التحالف الانتخابي بداية لتحالف سياسي راسخ ومستمر، ربما يقنع بقية القوي الاسلامية في الفترة المقبلة في التوحد من اجل خدمة البلاد.. واتمني ان تتوحد القوي الاسلامية في حزب واحد. وهل تعتقد انكم قادرون علي المنافسة السياسية ؟ لا شك أن قدرات الجماعة الاسلامية الدعوية تفوق قدراتها السياسية، بسبب معاناتها الطويلة من ممارسات قمعية، وحظر استمر لسنوات طويلة، بخلاف جماعة الإخوان المسلمين مثلاً التي شاركت في الانتخابات وفي الحياة السياسية رغم العقبات التي وضعها النظام السابق في طريقها، وملاحقته لقياداتها، ولكن وبعد نجاح الثورة تبدلت هذه الأجواء، ونحن نسعي الي التوافق مع المتغيرات الجوهرية التي يشهدها المجتمع المصري والساحة السياسية، وتأهيل كوادرنا التأهيل السياسي المناسب الذي يجعلهم قادرين علي المنافسة السياسية، ولعل هذا هو السبب وراء قبولنا بتمثيل رمزي لمرشحينا في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأننا نعتقد بضرورة المشاركة في حد ذاتها، فضلا عن انها يمكن أن تكون تدريبا سياسيا قويا لكوادرنا، يعينهم علي خوض المعركة الانتخابية بشكل أوسع نطاقا وأكثر قوة في المرحلة المقبلة. عزل الفلول كررت أكثر من مرة الحديث عن فلول النظام السابق.. هل تري ان تطبيق قانون العزل السياسي هو السبيل الامثل لمواجهتهم؟ أولا انا لا أفضل معاقبة الجميع بذنب البعض، فلابد من التفرقة بين القيادات الكبيرة في الحزب الوطني المنحل، والتي يجب عزلها سياسيا حتي بدون صدور قانون، وبين القيادات الصغيرة أو الاعضاء العاديين،ولابد أن يحاسب كل فاسد علي فساده، وفي تقديري أن سلاح الوعي هو افضل وسيلة لمواجهة فلول النظام السابق وحزبه المنحل، فتوعية الشعب بفساد هذه الشخصيات والاهداف الخبيثة التي تسعي إليها كفيل بعزلهم شعبيا. وهل تعتقد ان المجلس العسكري تأخر في مواجهة فلول النظام السابق؟ المجلس العسكري يأخذ خطوات إصلاحية كثيرة نحو الأمام ونحن ندعمه في كل خطوة تعزز الثورة وتستجيب لمطالبها، ولكن قد يؤخذ عليه البطء في اتخاذ هذه الخطوات.. وأحيانا تكون خطواته غير موفقة مثل تمديد حالة الطوارئ، ولكن في النهاية المجلس ليس سيئ النية علي عكس مبارك. البعض يتخوف من صعود الاسلاميين، والبعض الاخر يشير الي امكانية عودتهم الي نهج العنف.. ما ردك ؟ مبادرة وقف العنف مبادرة إستراتيجية متفق عليها وهذه الرؤية لن نتخلي عنها أبدا، وقد ودعنا العنف الي الابد، ولن نلجأ مرة أخري لمثل هذه الأساليب، لسبب بسيط وهو أن ثورة 25 يناير قضت علي الحاكم المستبد، وفتحت آلية قوية جدا للتغيير فأصبحت مسألة صعوبة تغيير الحاكم غير واردة، علي أرض الواقع، فأي حاكم قادم سيخاف من الشعب، بعد أن أصبح ميدان التحرير حاكما وضابطا علي تصرفات الحاكم. ولكن هناك مخاوف عميقة بالفعل لدي قطاعات من المجتمع المصري وفي مقدمتها الاقباط علي سبيل المثال؟ أنا اعتقد ان هذه المخاوف لا اساس لها من الصحة، بل انها من رواسب النظام السابق، الذي أحترف ترويج الهواجس واستخدام الفزاعات..وأريد أن أطمئن العالم الخارجي والأقباط والشعب المصري، أن التيار الإسلامي الذي عاني الاضطهاد لفترات طويلة، هو تيار محب لوطنه ولا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يضطهد طائفة من الطوائف، والاقباط مصريون ومن الطبيعي أن يحصلوا علي حقوقهم كاملة في المجتمع لأنهم شركاء، ويكفي أنهم وقفوا وقفة قوية مع الثورة وكانت وحدة المصريين مسلمين وأقباطا أحد أسباب نجاحها، وغير وارد بالمرة أن يظن احد انه سيضطهد أو يعاقب أو تفرض عليه الجزية، لو وصل الإسلاميون للحكم. وكما قلت النظام السابق كان يعيش ويتغذي علي الصراعات القائمة والموجودة بين مختلف طوائف المجتمع بل بالعكس كان يقوم بتنميتها وتعميقها وتغذيتها علي فترات متباينة وبطريقة منظمة وكان من أهم هذه الصراعات الصراع بين المسلمين والمسيحيين فقد ترك النظام السابق المسيحيين يضربون في المسلمين والمسلمين يضربون في المسيحيين دون حسم لهذه القضية،فأصبح هناك ميراث من الحقد بين بعض الأطراف وكل طرف الآن يريد ان يأخذ حقه بعيدا عن القانون. وأود التأكيد مجددا وقد ركزت علي هذه النقطة مرارا وتكرارا، ان تصور بعض الأقباط أن صعود الإسلاميين في الحياة السياسية هو نهاية للأقباط في مصر هذا تصور خاطئ وغير صحيح حتي لو حدث أن وصل التيار الإسلامي إلي الحكم هو توهم في غير محله لأن الإسلام أساسا أعطي الأقباط حقوقهم وليس ذلك فقط بل ضمن وكفل ممارسة الأقباط لحقوقهم في ظل الدولة الإسلامية والعقلاء من الأقباط يعرفون ذلك ويقرون به. ولكنك بالفعل تحدثت عن قضية الجزية بمجرد خروجك من السجن؟ أولا أريد ان اوضح أن تصريحاتي في الأحاديث التي اجريتها بعد الافراج عني جري تفسيرها بشكل مشوه، بل ان البعض تعمد اساءة فهم كلامي، وعندما تحدثت عن موضوع الجزية كان السؤال عن قضية فقهية فتحدثت عن الجزية وأصلها في الإسلام والحكمة منها وأن الهدف منها في ذلك الوقت كان لصالح الأقباط وليس ضدهم ثم بعد ذلك تطرقت إلي وقتنا الراهن وقلت إنه لا يجوز فرض الجزية علي الأقباط لأنهم شركاؤنا في المجتمع ويدافعون عنه مثلنا فقد شاركوا في كل حروب مصر إلا أن الإعلام ركز علي الجزء الأول من الكلام ولم ينظر إلي الجزء الثاني إطلاقا. وهل يمكن لحزب "البناء والتنمية" أن يدعم مرشحين أقباطا في الانتخابات المقبلة؟ نحن بالفعل لدينا 10 أعضاء أقباط في حزب "البناء والتنمية" التابع للجماعة الاسلامية، كما أن من بين المؤسسين للحزب نحو الف امرأة، وهو ما يكشف حقيقة موقفنا، فنحن ندعم الحرية السياسية لكل الطوائف والفئات،في اطار الشريعة الاسلامية، وهذه الشريعة تمنح الجميع حقوقا نتمني ان نتمتع بها، فالحريات المصانة في الشريعة الاسلامية تفوق كل دساتير في العالم، لأنها دستور سماوي. صورة الجماعة الاسلامية يلاحظ من خلال كلامك وتصريحات قيادة الجماعة ان هناك محاولة لإظهار الجماعة الاسلامية بوجه مختلف عن ذلك الذي ترسخ عنها كجماعة انتهجت العنف لسنوات.. هل هذا صحيح ؟ للأسف الشديد وعلي مدي سنوات طويلة تم تشويه صورة الجماعة الاسلامية ورجالها، والنظام السابق إتخذ الجماعة الاسلامية "فزاعة" لترهيب الناس ولافساح المجال لهم في الحياة السياسية والعامة، واتهامنا بالتطرف و دعم الإرهاب هي عادة النظام السابق و أظن أنها سقطت بسقوط النظام السابق.. وعلي الجميع ان يدرك أن لجوء الجماعة الإسلامية للعنف كان رد فعل علي ممارسات النظام الإجرامية ضدها، وضد أبناء الوطن، والنظام السابق هو المطالب بتقديم اعتذار عن جرائمه بحق شعبنا وبحق أبناء الجماعة، خصوصًا أننا حاولنا كثيرًا، خلال فترة الثمانينيات، وقف سيل الدماء في تسعينيات القرن الماضي، من خلال مبادرة الشيخ الشعراوي في عهد وزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسي، ولكن النظام السابق هو من وأد هذه المحاولة، عبر تأكيد مبارك استعداده للتضحية بمئات الآلاف من ضباط وجنود الشرطة، مثلما حدث في الحرب مع إسرائيل، دون الدخول في حوار مع الجماعة.. وقد أدركنا بعد ذلك أننا أمام رجل قاسي القلب ومغرور، لا قيمة لدماء شعبه عنده، ومن هنا أطلقنا مبادرة 1997 لوقف العنف من جانب واحد حتي نرأب الصدع، ونعطي الفرصة لتحقيق حل شامل بدلاً من الاستمرار في طريق سيؤدي بالبلاد للمهالك.. وفي النهاية يجب التأكيد علي أننا كنا نضحي من أجل شعبنا، ولم نكن ضده في أي وقت من الأوقات.. والجماعة الإسلامية في ثوبها وتوجهها الجديد ستتحول لعنصر فاعل، وصمام أمان له، وتأكد أن المرحلة الماضية كانت رد فعل لتجاوزات نظام مستبد، صادر الحياة السياسية في مصر، وشل آليات المجتمع كله، وعصف بالحريات، وزيف إرادة الناخبين، وسرق أموال الشعب، فكان من الطبيعي أن تكون هناك حركة مقاومة لهذا الاستبداد والحكم الدكتاتوري..أما الآن فهذا الأمر أصبح من الماضي، خصوصًا بعد نجاح ثورة 25 يناير، فقد انتزع شعبنا حريته، وأصبحنا معه نمتلك الحق في ممارسة العمل العام، بل ونشعر أن هذا البلد بلدنا، وينبغي علينا بذل الغالي من أجل رفعته ورفاهيته. وهل يدخل اعتذاركم عن قتل الرئيس السادات في هذا الاطار ؟ نحن بالفعل اعتذرنا عن قتل الرئيس الراحل انور السادات، ونجدد اعتذارنا، فالاعتراف بالخطأ فضيلة، وقد أوضحت خلال جميع حواراتي أسباب الخلاف مع السادات، وأكدت عدم وجود اي دافع شخصي وراء مقتله، بل إنني لم أكن من المؤيدين لقتله، وكان هذا ثابتًا في كل أوراق التحقيق، بل علي العكس أكدت أن السادات كان رجلاً رقيق القلب بالمقارنة بمبارك، بل وأفضل منه بمراحل لم أكن أفكر في اغتياله، ولم أخطط له، وكنت مناوئًا لهذا الأمر، بل إن تنظيم الجهاد كانت له عناصر داخل الحرس الجمهوري كانت قريبة جدًّا منه، وتستطيع تصفيته، ولكننا لم نصدر لها تعليمات باغتياله، بل إننا كنا نريد التغيير علي غرار ثورة 25 يناير، وإحداث ثورة شعبية سلمية..و كانت قضيتنا الكبري هي تطبيق الشريعة الإسلامية.. وأن تكون هناك مظلة عدالة وحرية، وأن يعود جميع الذين تم إقصاؤهم عن العمل مرة أخري إلي الساحة السياسية، وأن يأخذ كل شخص حقه في المجتمع بغير ظلم أو اضطهاد، ولكن السادات أخذ قرارا سريعا فيما يتعلق بتحفظات سبتمبر، وألقي القبض علي مجموعة كبيرة من الشخصيات السياسية من جميع الاتجاهات، ما أدي إلي شعور فريق من الناس بضرورة تغيير السادات.. عندما تم إبلاغي بهذا القرار رفضت هذا الاقتراح وقلت لهم لنا خطة عامة ينتهي التحضير لها عام 1984 وبعدها نكون جاهزين بالتحرك الشامل للتغيير وليس قتل الرئيس فقط.. كما أن انكشاف التنظيم عبر أجهزة الأمن اضطرنا للتحرك ب 10٪ فقط من القدرة اللازمة.. وانا أجدد اعتذاري للشعب المصري عن التخطيط لمقتل الرئيس السادات، ولو كنا نعلم أن قتل السادات سيأتي بمبارك لتراجعنا عن الفكرة. انتخابات الرئاسة وماذا عن موقف الجماعة الاسلامية في اختيار الرئيس القادم لمصر؟ المشهد السياسي غير واضح حاليا ، وحتي الان لم نحسم موقفنا بشأن انتخابات الرئاسة، فلكل مقام مقال، ولكنني سأدعم من تتوافر فيه القدرة علي تحمل المسئولية الجسيمة في الفترة المقبلة، فهي بالفعل مسئولية تاريخية، وتحتاج الي صبر وجلد وقدرة علي تحمل المسئولية،واذا كان كل الناس سيذهبون للرئيس القادم لتهنئته علي الوصول للرئاسة،فإنني سأذهب لتعزيته لأن التركة ثقيلة والمسئولية ضخمة. وان رشحت نفسك لانتخابات الرئاسة وأنت معتقل.. فهل تكررها وانت خارج القضبان ؟ بالتأكيد لا، فبخلاف العوائق القانونية، انا لا أريد تولي مناصب، واريد العمل علي دعم الوجود السياسي للحركة الاسلامية في مصر و دعوة المعتزلين عن العمل السياسي للإنخراط في العمل السياسي و لم شمل الاسلاميين في جبهة سياسية واحدة، والهدف من ترشحي لانتخابات الرئاسة في 2005 كان مواجهة النظام السابق رغم علمي المسبق بأنه لن يسمح لي بالترشح وسيقومون بشطبي من اللجنة الدستورية العليا ولكن كان هدفي أن أفضح النظام من خلال حملة إعلامية أقوم بها وقد نجحت في هذا الغرض بالفعل وطالبت بالمناظرة وهاجمت كل سياسته بالخارج والداخل فقد كانت فرصة لي للهجوم عليه وطرحت برنامجا من 50 نقطة كما طرحت رؤيتي الإسلامية المضادة له تماما.. أما الآن فهناك الكثيرون ممن هم أنسب مني للترشح لهذا المنصب و القيام بمهام المنصب بأفضل طريقة ومصر مليئة بالأكفاء.