أكد عدد من خبراء الدبلوماسية المصرية علي أهمية القمة الافريقية المصغرة التي استضافتها القاهرة اليوم لبحث الوضع السوداني، وأشاروا بتحرك مصر باعتبارها رئيس الاتحاد الافريقي للتوصل إلي حل نابع من الأطراف الافريقية بعيدا عن القوي الكبري من خارج القارة. وأوضح السفير محمد الشاذلي سفيرنا الأسبق في الخرطوم أن مصر تتحرك من منطلق رئاستها للاتحاد الافريقي وكذلك باعتبار السودان دولة جوار مباشر، يعد الاستقرار بها من محددات الأمن القومي المصري. وأشار إلي أن استضافة قمة افريقية مصغرة حول الوضع السوداني محاولة لإشراك الدول الافريقية في حل الأزمة بعيدا عن تدخلات القوي الكبري من خارج القارة، واعتبر أن الخطوة المقبلة محاولة الوساطة بين المجلس العسكري والمحتجين بعدما قام المجلس بالعديد من الخطوات الإيجابية التي يجب أن يتجاوب معها المحتجون. وأكد السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق علي أهمية عقد اجتماع من هذا النوع في القاهرة علي مستوي الاتحاد الأفريقي، وأضاف أن دعوة الرئيس السيسي لعقد هذا الاجتماع الطارئ يعد محاولة لمعالجة الأزمة في السودان قبل انتهاء المدة التي منحها لها الاتحاد قبل تعليق عضويتها، حتي لا يعاني السودان أكثر مما يعانيه الآن، وحتي يشعر الشعب السوداني أنه يحظي بدعم سياسي واقتصادي علي نحو يجعل موقف المجتمع الدولي يحقق الأمن والاستقرار دون أي تدخل خارجي. وأوضح حليمة أن القمة المصغرة للرئيس السيسي مع القادة الأفارقة هدفها هو توصل طرفي المعادلة في السودان لصيغة توافقية للانتقال السلمي والتحول الديمقراطي، وأضاف »المبادرة المصرية خطوة ايجابية تتسم بالحنكة والذكاء السياسي». وأشار إلي أن الدول التي تمت دعوتها للاجتماع الطارئ هي قوي ذات وزن وتأثير علي الأحداث سواء فيما يخص الشأن السوداني أو الليبي. من جانبه يري السفير أشرف حربي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن القمة مهمة جدا باعتبار أن مصر ترأس الاتحاد الأفريقي لذا كان من واجبها الدعوة لعقد هذه القمة حتي تستطيع بحث الحالة في الدولتين مع القادة الأفارقة خاصة أن السودان مهدد بتجميد عضويته في الاتحاد الأفريقي. وشدد حربي علي أن الهدف من عقد القمة هو أن تشهد المنطقة نوعا من الاستقرار حتي لا تسبب الصراعات الموجودة حاليا في موجة لاجئين، تعطي مساحة للجماعات الارهابية أن تستثمر الأزمة وأضاف »مصر يهمها أن يسود الأمن والاستقرار في المنطقة».