النزول إلي الشارع »الآن« أصبح مثل الدخول إلي مستشفي المجانين، حيث لا تدري من سيفعل بك ماذا؟ ولا تدري أيضاً متي ستحدث هذه ال»ماذا«؟، كل شئ جايز ومتوقع وما عليك الا أن تأخذ الحذر وتمشي في حالك، وإذا نظر أليك أحدهم لا تنظر إليه واعمل نفسك مش واخد بالك، أما إذا أحتك بك، فما عليك الا أن تهادنه وتحاول تطييب خاطره ولا مانع من الأعتذار له عن الخطأ الذي لم ترتكبه والذي لا تعرف ما هو أصلاً، أما إذا سألك لماذا تعتذر؟ فأخبره أنك أحد أعضاء حزب »الأعتذار الديمقراطي« الذي تم تأسيسه بعد الثوره، وهكذا تسد عليه كل طرق الأشتباك وتنهي موقعة النزول إلي الشارع بلا خسائر، وبدلاً من أن تصبح نزيلاً في مستشفي المجانين قد تصبح طبيباً لأولئك الذين يفقدون عقولهم بمجرد نزولهم الي الشارع، وبهذا تشارك في عودة العلاقات الطيبه بين نزلاء الشوارع من المصريين المنفعلين المخنوقين، وتنقذ مصر من ويلات الحرب العصبيه التالته، كفانا الله وكفاكم شرها.