صقور إدارة الرئيس ريجان اتفقوا علي تصفية معمر القذافي رداً علي جرائمه الدموية ضد الولاياتالمتحدة. في اجتماع لمجلس الأمن القومي قال »روبرت ماكفارلين« مستشار الرئيس ريجان إن لا العقوبات الاقتصادية ولا الضغوط السياسية كفيلة بكبح جماح هذا الرجل المنفلت، وأن الوقت حان الآن للتصدي له بوسائل أخري أكثر كفاءة وفعالية. وهو ما وافق عليه جميع أعضاء المجلس بما فيهم »واينبرجر« المعروف بتحفظه وتمهله في اتخاذ القرارات التصاعدية. وهكذا نجح الصقور في التخطيط لعمليات قمعية »بالغة السرية« عرّفوها بكود يحمل اسم: »زهرة« Flower وتفرعت منها عمليتان مكملان. الأولي سمّيت: »توليب« Tulip تختص بدعم وتدريب وتمويل عناصر من المعارضين الليبيين في الخارج للقيام بهجمات داخل ليبيا، والثانية: »وردة« Rose لدعم محاولات العديد من الدول الأخري التي عانت وتعاني الأمرين من شطحات ومؤامرات الأخ العقيد داخل بلادها. الجديد، والخطير، بالنسبة لعملية من نوع »الوردة« كشف عنه الكتاب الأخير الذي أصدره المؤرخ والصحفي السويسري »إيتان بوبوي« قائلاً إن صقور الجمهوريين في إدارة ريجان طلبوا إقناع وتشجيع تلك الدول من بينها مصر علي القيام بتوجيه ضربة وقائية بحماية جوية من الولاياتالمتحدة تدمر فيها المقر الرسمي للعقيد القذافي(..). احتاج صقور الإدارة الأمريكية وقتاً طويلاً في التخطيط لهذه العمليات التي تأخر تنفيذها خوفاً من القرار الأمريكي الذي أصدره كارتر، ثم تحصن بقرار جديد من ريجان بحظر أي علاقة تربط بين جهاز حكومي أو مسئولين أمريكيين من قريب أو بعيد وبين أي عملية سرية لاغتيال رئيس أجنبي. ويبدو أن الرئيس ريجان بعد أن فاض كيله من شطحات القذافي الإرهابية توصل إلي صيغة، يلتف بها علي القرار الجمهوري، تسمح للولايات المتحدة باغتيال القذافي كمسئول أول وأوحد عن الجرائم الإرهابية التي نسبت علي غير الواقع إلي ليبيا وشعبها المنكوب برئيسه ونظام حكمه. ويضيف ريجان مفسراً وجهة نظره قائلاً: [إن تركيز الضربة القاصمة علي مقر إقامة القذافي، دون تدمير المدينة أو قتل سكانها، سينظر إليه كدفاع مشروع وقانوني عن أمن وسلامة الأمريكيين في الداخل والخارج. بالطبع.. ووجدت هذه الصيغة تأييداً من الإدارة الأمريكية، لكن هذا التأييد ليس كافياً لإصدار الأمر باغتيال القذافي. فلابد من موافقة البرلمان الكونجرس أولاً علي تصفية رئيس دولة أجنبية. تم عرض العملية وخطواتها التنفيذية علي لجان الكونجرس المعنية بالقضايا الأمنية بصفة خاصة. في البداية.. بادرت تلك اللجان بالموافقة علي عملية »التوليب« Tulip حيث تنحسر مسئولية أمريكا في تقديم الدعم والمال لعناصر من المعارضة الليبية لإسقاط نظام القذافي وتصفية شخصه، في حين أعلن الكونجرس رفضه المبدئي لعملية »الوردة« Rose التي تشارك القوات الأمريكية في تنفيذها. .. وللحديث بقية.