عاد الهدوء إلي بلدة سيدي بوزيدالتونسية التي شهدت اضطرابات وأعمال عنف عقب الإعلان عن نتائج انتخابات المجلس التأسيسي التي فاز فيها حزب النهضة الإسلامي بالأغلبية. وقال مصدر في تونس إن المدينة "هادئة جدا وإن سكانها احترموا حظر التجول الليلي الذي أعلن إثر الاضطرابات ولم تسجل أي حوادث". وشهد يوم أمس حركة طبيعية وفتحت المحال التجارية أبوابها ونظمت حملات نظافة بمشاركة الأهالي لإزالة آثار أعمال العنف. وأقبل الأهالي بكثافة علي السوق لقضاء شئونهم خصوصا مع اقتراب موعد عيد الأضحي. ورغم ذلك فقد أصدر المسئول المحلي للتعليم أمرا بإبقاء المعاهد الثانوية مغلقة أمس وذلك "من باب الاحتياط"، بحسب المصدر ذاته. من جانبه رفض سمير ديلو عضو المكتب التنفيذي لحزب النهضة الإسلامي ومسئول علاقاته الخارجية ربط ما شهدته "سيدي بوزيد" بنتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي فاز به حزبه. وقال"لا اعتقد أن ما جري له علاقة مباشرة بالانتخابات باعتبار كل ما يتعلق بهذا التصويت يُفترض أن يكون سياسيا أو انتخابيا، ولا يمكن أن يتعلق بالحرق والتخريب والاعتداء علي الأشخاص والممتلكات الخاصة والعامة". وشهدت جميع مدن محافظة سيدي بوزيد مهد ثورة 14 يناير التي أطاحت بنظام بن علي، أعمال عنف وشغب تم خلالها حرق وتخريب مؤسسات حكومية، إلي جانب حرق مقرات لحزب النهضة، في أعقاب الإعلان عن إسقاط ست قوائم انتخابية ل"العريضة الشعبية" التي يرأسها الهاشمي الحامدي الذي ينتمي إلي المحافظة والمقيم حاليا في العاصمة البريطانية. وشدد ديلو علي أن السيادة الوطنية هي مسألة لا تقبل المساومة، وذلك في أول رد فعل من حزبه علي تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي التي اعتبرها البعض تدخلا ضمنيا في الشأن التونسي. وكان ساركوزي، قد أشار في تصريحات نقلتها عنه في وقت سابق الناطقة الرسمية باسم الحكومة الفرنسية إلي أن بلاده "ستكون حذرة بشأن احترام حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية في تونس". في غضون ذلك قال جوردن جراي سفير أمريكا لدي تونس إن الإدارة الأمريكية ستتعامل مع الحكومة التونسية القادمة مهما كانت تركيبتها، باعتبارها من اختيار الشعب.