كشف الدكتور عبدالمنعم فؤاد المشرف علي الأروقة الأزهرية وأكاديمية الأزهر لتأهيل الأئمة عن خطة الأروقة الجديدة للتحرك خلال الفترة المقبلة في المحافظات والانتشار فيها لمواجهة حرب الأفكار وتفنيد التطرف ونشر المنهج الأزهري والعلوم المختلفة بصورة صحيحة في أماكن الناس وعدم الانتظار لأن يأتي الناس للجامع الأزهر لطلب العلم. وأكد في تصريحات خاصة ل »صفحة الجمعة»: أن أروقة الأزهر متاحة لكل الناس بغض النظر عن الدين للاستفادة مما تقدمه من برامج في مختلف العلوم والتخصصات، وأعلن عن وجود أروقة لشرح كتب التراث. قال فؤاد ان لدينا 123 محاضرة أسبوعية تشمل: القضايا العربية والشرعية واللغات إلي جانب الندوات العامة وندوة »شبهات وردود» التي تعقد بصفة أسبوعية ويتحدث فيها ويناقش الحضور مجموعة من أكبر أساتذة الأزهر المتخصصين ،بالإضافة إلي تنظيم »منتدي الفكر الإسلامي» بصفة نصف شهرية ويتحدث فيه متخصصون في مختلف العلوم ويتقدمهم أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر. تحرك في المجتمع وأوضح: أنه سيتم التحرك بهذه الندوات والانشطة إلي الجامعات وإلي مختلف المحافظات بهدف تفاعل الأروقة مع المجتمع وقد وجدنا إقبالا كبيرا من الناس للاشتراك في الأروقة والاستفادة من أنشطتها بما يؤكد وجود تصالح تام بين الناس والمنهج الأزهري علي عكس ما يروج،فالمنهج الأزهري يحتل قلوب المصريين بثقافته وعلمائه. وأكد الإقبال الكبير علي الأروقة حيث يوجد ما يقرب من »7 آلاف دارس في الأروقة» من كل الأطياف ووجود أساتذة في الجامعات من كليات الهندسة والطب والتجارة وغيرها يتركون عياداتهم ومكاتبهم الاستشارية ومناصبهم الكبيرة يجلسون كغيرهم من الطلاب أمام علماء الأزهر كالتلاميذ يتلقون العلوم الشرعية وعلوم السنة التي تهاجم وليتعلموا المنهج الأزهري ،كل ذلك يرد علي ما يروج من سلبيات تجاه المنهج الأزهري. وأضاف قائلا: نوجه نداء لكل المصريين :الأروقة الأزهرية تناديكم وأبوابها مفتوحة لكم مسلمين وغير مسلمين دون تمييز، فالدراسة الحرة متاحة للجميع ونحن لا نسأل الناس عن دين أو بطاقة أو كارنيه،ولدينا نوعان من الدراسة: دراسة حرة لكل الناس وفي كل المجالات ،ودراسة منتظمة للذين يريدون أن يسجلوا ويحصلوا علي شهادات توثق تخصصاتهم في العلوم الشرعية واللغوية وعلوم القرآن والقراءات واللغات والتنمية البشرية. وأكد أنه يجب التركيز علي أن الأزهر يتحرك ويتفاعل مع الناس في أماكنهم في مختلف المحافظات، فلدينا الآن أروقة في 8 محافظات إلي جانب الأروقة الرئيسية في مقر الجامع الأزهر وعدد من الأروقة المنتشرة في القاهرة، وقد فوجئنا بالإقبال الشديد علي أروقة الأزهر في المحافظات من الشباب وربات البيوت ومن هم علي المعاش وغيرهم من الفئات، وهدفنا من التحرك هو مواجهة حرب الأفكار التي هي أخطر من القنبلة الذرية،فالقنبلة قد تدمر مدينة أو دولة ولكن الأفكار تدمر أمة كاملة، وواجبنا هو أن يكون المنهج الأزهري موجودا للمواجهة والتصحيح وألا يترك الناس للأفكار المغلوطة. وأشار إلي أنه يتم الآن ترتيب الأروقة ترتيبا دقيقا وتنظيمها بصورة تضمن تحقق أهدافها ووضع ضوابط لمن يدرسون فيها تضمن أن يكونوا من بين أساتذة الأزهر وعلمائه والملتزمين بمنهجه وان تكون سيرتهم الفكرية معروفة، في تأكيد مكرر علي أن حرب الأفكار هي الحرب الأخطر، فعندما نضمن أفكار من يدرسون في الأروقة نضمن أن تكون الرسالة التي يتلقاها الدارس هي الرسالة المطلوبة وفق المنهج المطلوب وهو المنهج الأزهري الوسطي الذي خرج علماء وأدباء ورؤساء وقادة في مصر. وأوضح أن أعضاء هيئة كبار العلماء يلقون سلسلة محاضرات أسبوعية في رواق الجامع الأزهر، مفتوحة أمام جميع طلاب العلم الشرعي، من مختلف الأعمار والثقافات طوال العام وبالمجان،وهي تأتي ضمن برنامج »شرح كتب التراث»، وتأتي في إطار المبادرة التي تبناها الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قبل عدة سنوات، لإعادة إحياء الأروقة الأزهرية، لتمارس دورها التاريخي في تقديم العلم الشرعي، وفق المنهج الأزهري المنضبط، لكل طلبة العلم من جميع الأعمار، وطوال العام بلا انقطاع، ودون أي مقابل مادي، وذلك لقطع الطريق علي من يروجون لأفكار وفتاوي متشددة أو شاذة.