سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 31-7-2025 مع بداية التعاملات    الرئيس الفلسطيني يثمّن موقف كندا التاريخي باعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين    لولا دا سيلفا: تدخل أمريكا في النظام القضائي البرازيلي غير مقبول    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 بعد تسجيله أعلى مستوياته خلال 60 يومًا    ترامب يعلن عن اتفاق تجاري مع كوريا الجنوبية    أمريكا: تحذيرات في كريسنت سيتي بعد أضرار بميناء المدينة جراء موجة مد بحري مفاجئة    «يوم استثنائي».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار ورياح مُحملة بالأتربة    لليوم الرابع، ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تأثر الإمدادات بتهديدات ترامب الجمركية    "ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب    15 دولة غربية تدعو دولا أخرى لإعلان عزمها الاعتراف بفلسطين    إعلام أوكراني: الدفاع الجوي يتصدى لهجمات في كييف وحريق جراء هجوم مسيّرة روسية    قناة السويس حكاية وطنl القناة الجديدة.. 10 سنوات من التحدى والإنجاز    مع الهضبة والكينج .. ليالى استثنائية فى انتظار جمهور العلمين    من يتصدر إيرادات الموسم السينمائى الصيفى ومن ينضم للمنافسة ؟    «وصلة» لقاء دافىء بين الأجيال .. « القومى للمسرح » يحتفى بالمكرمين    طريقة عمل الكب كيك في البيت وبأقل التكاليف    حرمه منها كلوب وسلوت ينصفه، ليفربول يستعد لتحقيق حلم محمد صلاح    نحن ضحايا «عك»    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    سلاح النفط العربي    بسهولة ومن غير أدوية.. أفضل الأطعمة لعلاج الكبد الدهني    المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالفائزين في مسابقة التأليف المسرحي    بينهم طفل.. إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق فايد بالإسماعيلية (أسماء)    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    هاريس تٌعلن عدم ترشحها لمنصب حاكمة كاليفورنيا.. هل تخوض انتخابات الرئاسة 2028؟    424 مرشحًا يتنافسون على 200 مقعد.. صراع «الشيوخ» يدخل مرحلة الحسم    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    السيارات الكهربائية.. والعاصمة الإنجليزية!    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    تراجع غير متوقع للمبيعات المؤجلة للمساكن في أمريكا خلال الشهر الماضي    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    اصطدام قطار برصيف محطة "السنطة" في الغربية.. وخروج عربة من على القضبان    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    رئيس وزراء كندا: نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر ويجب نزع سلاح حماس    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأخبار تحاور الأنبا هدرا أسقف إيبارشية أسوان والقمص مرقص راعي كنيسة السيدة العذراء
نحن شعب لم يفرق يوماً بين مسلم أو مسيحي
نشر في الأخبار يوم 24 - 10 - 2011

لا يجوز لمجتمع قامت ثورته بالشباب أن يشتت ذهنه بمشاكل طائفية
عندما كلفني ذهبت إلي أسوان لاجراء مقابلة مع قداسة الأنبا هدرا أسقف ايبارشية أسوان اشرأبت نفسي للقاء لما أعرفه من قيم روحية مثلي يدعو إليها الأب الكاهن الذي قضي ما يقرب من نصف عمره في أسوان ينشر الحب والإخاء بين مسلميها وأقباطها يؤثر المودة والأمان ويحقق السلم والسلام فأصبحت أسوان عنوان تعمق المشاعر بين المسلمين والأقباط.
وبالرغم من يقيني بأن مشكلة الماريناب قد قتلت بحثا وان الحديث فيها أصبح مكررا ولا يغري بعمل انفرادات صحفية إلا انني تحمست للفكرة وآثرت السفر لأسوان لأ تعرف عن الكوامن الروحية لدي الأنبا هدرا وتحول حواري مع نيافته إلي شهادة بعمق الروابط التي تربط بين جناحي الأمة تحدث الرجل بصدق مطالبا الجميع بالعمل من أجل مصر لاستعادة دورها كواحدة من أهم دول العالم علي الإطلاق ان لم تكن أهمها وانه لا يجوز لمجتمع قامت ثورته بالشباب ان يشتت ذهنه في صغائر الأمور وطالب بالالتزام بحقائق الدين التي تدعو إلي مكارم الأخلاق ونبذ الفرقة والتبرم وشدد علي الأئمة في المساجد والكنائس بتحديث الخطاب البيني في هذه الأيام وان يوجه نحو قبول الآخر ورفض قداسته مقولة ان الأقباط يعانون في مصر وقال ان مشاكل الأقباط هي مشاكل المصريين بصفة عامة وقال ان الكنائس بنيت كلها منذ عام 4391 بالمحبة والمودة وليس بالقانون الذي ألزم الأقباط ب01 شروط لإقامة الكنائس وهي شروط صعب تحقيقها فساعد المسلمون الأقباط في بناء الكنائس بل تبرع البعض منهم في هذه المشروعات ولولا الحب والتفاهم ما بنيت كنائس.
وتطرق الحديث إلي المجلس العسكري والجيش فقال علينا ان نفخر بان لدينا جيشاً قوياً عظيماً كان هو حجر الأساس لإنجاح الثورة فحمي الشباب حمي مصر كلها ولم يطلق رصاصة في صدر مصري رغم التجاوزات الجمة الا ان سعة صدر المجلس العسكري تمثل نقطة فارقة في حياة مصر وقال ان برامج التوك شو التي لا أتابعها لضيق الوقت ولانها لا يتحملها بشر بسهولة عندما تحدثت عن حقيقة ما حدث في الماريناب قال أشد ما يؤلمني هي مظاهر الكراهية التي سادت في المجتمع البكر فآثرنا السلامة وأوقفنا كل شيء انتظارا لقرار لجنة تقصي الحقائق وأوكل بي إلي القمص مرقص تاوضروس راعي كنيسة السيدة العذراء بأسوان أقدم كنائس أسوان للحديث تفصيليا عما حدث في الماريناب..
في هذا الحوار تقربنا إلي الأنبا هدرا أسقف أسوان والقمص مرقص ليكون هذا الحوار الذي نكتبه بكل صدق ليعبر عن الوشائج التي تربط بين المسلمين والأقباط بدون شعارات زائفة.
في البداية قلت لقداسة الأنبا هدرا أسقف ايبارشية أسوان بصفة سيادتكم مسئولا عن لجنة الايمان والتعليم والتشريع بالمجلس المقدس وهي لجنة بالغة الأهمية لتعاملها المباشر مع الشباب في تشكيل عقيدته وتعليمه تري بماذا تنصح سيادتكم الشباب من الفريقين المسلم والقبطي في ظل حالة الفوران والغليان التي تسود المجتمع حاليا؟
فأجابني بقوله: أري ان تنتهي حالة الفوران والغليان فلا يجوز لمجتمع قامت ثورته بالشباب ان يشتت ذهنه وقوته في أشياء فارغة بل عليه ان يجمعها كلها من أجل بناء المجتمع وتحقيق اهداف الثورة التي خرجت من أجل استقرار الوطن وان يعيش الناس في سلام ومحبة ومودة وهذا بالطبع لن يتأتي إلا إذا كان كل شيء تحت النظام والانضباط واللذين بدونهما لن يكون هناك مجتمع ناجح في عصر العالم كله من حولنا منضبطا وأضاف: ولعله من المهم جدا ان نتعلم كيف نعبر عن رأينا بفكر راق ومتحضر ونوصل معلوماتنا للمسئولين بطريقة هادئة جدا وهادفة أيضا حتي يتفرغوا لإدارة البلاد فنحن الآن في مرحلة يجب ان تتحد فيها كل عناصر القوي الوطنية من أجل الحفاظ علي اسم مصر وسمعتها العالمية حتي تعود لها مكانتها كواحدة من أهم دول العالم.
إذن ما الضوابط التي تراها سيادتكم لتحقيق حالة الاستقرار؟
قال الأنبا هدرا: لعل من أهم تلك الضوابط التفرغ للعمل وإعلاء شأنه وكفي تظاهرات واعتصامات فمرحلة البناء طويلة وتحتاج لسواعد كل الشباب حتي لو خرج البعض في تظاهرات اراء لهم فيجب ان تكون بصورة حضارية ولا تعطل دولاب العمل ولا تسبب ايذاء لمشاعر الآخرين أو التخريب للأشياء المادية سواء كانت مباني أو سيارات ولا يجوز بأي شكل من الأشكال المساس بسلامة وامان المواطنين وينطلي ذلك علي الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية التي يجب أيضا ان تغلب فيها المصلحة العامة وان تكون غاية في الاحترام والخطأ فيها يجب ان يكون معدوما حتي السب واللعان فهذه صفات سيئة لا يرضي عنها أي دين ويجب ان نتعلم التعبير بأدب وذوق واحترام مشاعر الآخرين ونتحدث بفكر وروح البناء ونعتبر أنفسنا شركاء في الوطن حتي نتيح للمسئولين تكوين رأي سديد لبناء المجتمع وباختصار شديد أنا ضد الاعتصامات والتظاهرات الجوفاء وهذا ليس رأيي فحسب بل رأي كل العقلاء والحكماء والناس »اللي قلبهم علي البلد«.
قلت لقداسة الأنبا هدرا أسقف ايبارشية أسوان ولكن بماذا تفسر سيادتكم أحداث ماسبيرو وما حدث من تجاوزات تعكر صفو الأمة؟
فأجابني بقوله: صحيح انها أحداث تعكر صفو الأمة علي ضوء ما سمعت وشاهدت في التليفزيون وحقيقة أنا لم أكن هناك كما تعلم ولا أدري ما هي الظروف التي حكمت الأوضاع هناك وأنت تعلم ان مسئوليتي تقع في أسوان في آخر البلاد وهي الشرارة التي أطلقت الأحداث إلا ان الوضع عندنا كان منضبطا تماما حيث نجحت في اقناع الشباب بالهدوء وتحقيق السلم وقلت لهم من يريد التظاهر فهذا حقه ولكن بأدب وهدوء ودون ان تؤذي أحدا ولو بالمشاعر أو الالفاظ.. وبصراحة ما حدث في ماسبيرو فهي أمور غريبة علينا ولكن يبدو ان هذا الجو هو اللي ماشي السنة دي ونحن امامنا فترة علشان نتعرف علي هذا الجو الذي أرجعه إلي كم السنوات الكبيرة التي عاش فيها الشباب مكبوتا فلا تتعجب من حالة الانفلات التي تحدث تحت مسمي الديمقراطية فالتجارب الديمقراطية عبارة عن ممارسات حتي نصل إلي الديمقراطية الخلاقة.
ولكن كيف تري سيادتكم المشهد في مصر حاليا وكيفية الخروج من هذه المحنة؟
يقول الأنبا هدرا لقد عشنا حياتنا لا نعرف يوما فرقا بين مسلم وقبطي ولقد عشنا في حالة انهيار كامل وأنا أثق ان ما حدث من قلاقل غريب علي الشعب المصري وأري ان الأمور في طريقها إلي الأحسن ولكن بمرور الوقت لاننا كشعب كنا في حالة كبت لعشرات السنين.. وان الضغط الهائل الذي كنا نعيش فيه كان له أكبر الأثر في زعزعة الأمل والأمن في نفوس الشباب وبمجرد ان لاحت فرصة للتخلص من هذا الكبت حدث الانفجار فالشعب لم يكن يعرف كيف يعبر عن نفسه.
قلت: إذن أنتم تتفقون مع ثورة يناير فبماذا تصفونها؟
بالتأكيد أنا سعيد بما حققته من ثورة علي الظلم وقد أسهمت التكنولوجيا الحديثة في ايجاد فرصة للتعبير عن الرأي والمشاعر ولم يكن أشد المتفائلين يصدق ان الأحداث يمكن ان تسير بهذه الطريقة وفي أقل وقت يعني احنا كنا متصورين ان أقصي ما يمكن تحقيقه تظاهر فقط لكن ان تكون ثورة بهذا الجمال وبهذه القوة وعظيم ان تكون هذه الخطوات الوثابة ليس لها قائد فإذا ما نجحنا في تحقيق الثورة فالأهم ان نحافظ علي المكاسب التي تحققت وهي بلا شك كثيرة.
ولكن ما دور الكنيسة في ذلك الشأن؟
أنا لا أفرق هناك بين دور الكنيسة أو المسجد فعلينا ان نلتزم بحقيقة الدين وأصوله التي أوجزت كل شيء في عبارة واحدة هي »الدين معاملة« وهذه الكلمة لو طبقت بشفافية وبروحها الحقيقية جنبت المجتمع الذي نعيش فيه أي خسائر أو مشاكل وهناك نص عندنا يقول »تحب قريبك كنفسك« وقريبي هنا ليس قريب النسب ولكن القريب منك في الإنسانية وهذا يعني ان جوهر الدين وضع لنا »روشتة« كيف اتعامل مع الآخر وأحميه وأسهر علي حاجته باعتباره أخا وأخا حقيقيا أطلب مصلحته وأخاف عليه مثلما أخاف علي نفسي بالضبط قلت واسمح لي يا نيافة الأسقف ان أتدخل في الحديث وأروي لك حديث رسولنا الكريم »صلي الله عليه وسلم« عندما يقول فيه: »لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه« وأجمع شراح الحديث ان المقصود بالأخ الأخوة في الإنسانية وليس النسب أو الإسلام.. فقاطعني قداسته طبعا جوهر الدين واحد والدين دائما يبني النفوس ويهذبها ويساعد علي البناء وليس الهدم.
قلت: وبماذا تفسر سيادتكم التناحر بين بعض الشباب من الفريقين المسلم والمسيحي؟
قال قداسته: المصيبة ان أخطر ما في الدين هو شكليات التدين وضرب مثلا بشخص لم يدخل الكنيسة في حياته ولا يعرف حتي كيف يصلي أو يقول كلمتين فإذا تناهي إلي سمعه كنيسة تهدم أو تحرق يقوم يروح ويحارب ويموت نفسه ونفس الأمر في الجانب الآخر عندما يتصور كل منهم انه مسئول عن حماية المسجد أو الكنيسة، لو تخلينا عن هذه العقد سيكون المجتمع في أحسن حال.
ولماذا ظهرت هذه الصور السيئة وبكثرة هذه الأيام؟
قال: اعذرني عندما أقول ان الثورة هي التي أخرجت أعظم ما في مصر ومع الأسف أفرزت أسوأ ما في مصر أيضا وسيظل الصراع بين الخير والشر قائما وفي النهاية الحرية ستكشف الخطأ والصواب وعلينا ان نوظف الحرية توظيفا سليما علشان نوصل إلي بر الأمان وطبعا لابد ان نعود إلي جوهر الدين وليس الشكليات وفي الدين التسامح والمحبة وبناء المجتمع والإنسان.
إذا كان التوافق الكامل بين أبناء الديانات المختلفة صعبا فبماذا ننصح الأئمة سواء في المسجد أو الكنيسة في مراعاة تجديد وتحديث الخطاب الديني لتحقيق السلم والأمن في المجتمع؟
أهم حاجة أوصي بها ان يوجه الخطاب الديني نحو قبول الآخر بمعني ان نعلم الناس ونفهمهم حقائق كل الدين والتي تتجمع في النهاية لتحقيق الخير والسلام وإذا التوافق الكامل ربما يكون صعب كما تقول ولكن هناك توافقا في كثير من الأحوال إذا ما اختفت العصبية والجهل وعلي كل طرف ان يعي انه ليس شرطا ان تكون الناس متشابهة تماما يعني إذا كان الله يري العالم بكل اتساعاته واختلافاته ويرزق الكافر به فمن يعبد البقر مثلا في الهند ربنا ينعم عليه بطلوع الشمس ونزول المطر ويمنحهم مأكلهم ومشربهم وصحة فإذا كان ربنا يرعاهم ويتحنن عليهم نأتي نحن ونأخذ مكان ربنا!!
قلت: وهل يعاني الأقباط في مصر؟
قال قداسة الأنبا: ليس للأقباط مشاكل لأنهم أقباط فمشاكل المسيحية هي مشاكل المصريين بصفة عامة فنحن شعب واحد تظلنا سماء واحدة ونشرب من نيل واحد وعشنا حياتنا بحيث لا يمكن التفريق بين مسلم ومسيحي علي أساس ديني اتفاق كامل في العادات والتقاليد وحسن الخلق ولكن تبقي لنا مشكلة واحدة ورئيسية وهي مشكلة بناء الكنائس وهذه المشكلة هي المحك وتثير الحساسية وتجلب المشاكل وأري ان المجلس العسكري قد وضع حلا لذلك وحسنا فعل ونحن الان في انتظار صدور القرار الذي اعتقد انه مريح للطرفين والكنيسة ويجب ألا أنسي أيضا دور بيت العائلة الذي تبني المشروع.
الخط الهمايوني أعطي للأقباط حقوقا كثيرة منذ الحكم العثماني ومنها حق بناء الكنائس فلماذا يهاجمه بعض الأقباط وقد اقيم لنصرة الأقباط؟
الخط الهمايوني كان قرارا من الباب العالي في الأستانة خرج لتقنين حق الأقباط في بناء الكنائس والمحافظة عليها وعهد القرار إلي الخديو أو القائم بأعمال الرئاسة مسئولية تنفيذ القرار والمحافظة علي الكنيسة وإلي هنا الأمور كانت تسير في الطريق المستقيم بعدها جاء وكيل لوزارة الداخلية ويدعي العزبي باشا ووضع 01 قيود لبناء الكنائس وبدأت تظهر مشاكل لأن تطبيق هذه القيود العشرة هو المستحيل بذاته.
قلت: ولكن نري كنائس تقام وترمم؟
فقال الأسقف هدرا: هذه الكنائس تبني فقط بالمحبة والمودة والعلاقات الطيبة وبعيدا عن القانون والجميل ان هناك مسلمين يسهمون في بناء الكنائس حيث كانت النفوس طيبة ومرتاحة ولكن بالطبع احنا في مصيبة قانونية خطيرة منذ عام 43 حتي الان وبالطبع يسهم هذا الوضع في ظهور الفتنة وتوالدها.
هل هناك من يهول في مظالم الأقباط في مصر؟
جائز ان يكون هناك اناس يتحدثون ويقولون مثلا لماذا لا يكون ضمن أمن الدولة ضابط مسيحي »بالتأكيد هذه ليست وجهة نظري وانما كلام أسمعه« ومنهم من يقول القضاء والنيابة بهما مسيحين ولكن بصعوبة وكذلك سلاح الطيران ستجد نسبة صغيرة وينطبق هذا علي عمداء الكليات وهناك طلبة يحصلون علي تقدير امتياز ولا يتم تعيينهم بالجامعة. فقلت لقداسته: وهل هذا شيء متعمد ومقصود به الطلبة الاقباط فقط: قال لا بل مسلمون أيضا لكن ربما ينطبق هذا علي الأقباط فقط وعموما هي مظالم من شخوص وليس من الكل.
هل أديتم سيادتكم الخدمة العسكرية في الجيش المصري وما هي وجهة نظركم في الجيش والمجلس العسكري؟
فأجابني بقوله: للأسف أنا حصلت علي حاجة اسمها لم يصبه الدور حيث انني من مواليد 0491 وهذه حاجة كانت علي أيامنا أما عن وجهة نظري في الجيش المصري انه جيش عظيم وطول عمره يعبر عن البسالة والشجاعة ويكفي موقفهم من انجاح الثورة والتي ما كان لها ان تنجح بدون موقف الجيش المشرف مع الشعب وبنظرة سريعة علي الدول المجاورة مثل ليبيا وسوريا واليمن تعرف عظمة هذا الجيش الذي رفض ان يطلق رصاصة واحدة في وجه أبنائه وانحاز للثورة من أول يوم ورفض الانصياع للحاكم كما حدث في الدول القريبة منا كما قلت وعموما جيشنا قوي وعظيم ويجب ان نتعامل معه بطريقة كويسة.
وبماذا تصف دور الجيش في الأحداث الأخيرة أمام ماسبيرو؟
يبدو ان ما حدث في ماسبيرو هو أخطاء شخصية لان يد الجيش دائما بيضاء وأترك الأمر في هذا الشأن إلي التحقيقات والبيانات التي ستصدر ونحن في انتظار ظهور الحقائق فأنا ليس لدي فكرة عما إذا كانت هناك تجاوزات وعموما لقد قام المجلس العسكري بزيارة قداسة البابا وان وفدا من الكنيسة زار المجلس العسكري وهذا يكشف بجلاء عمق العلاقات والحقيقة ستظهر حتما في المستقبل.
وما رأيك في المجلس العسكري؟
ما يقال عن الجيش يقال عن المجلس العسكري ولا أدري لماذا يحاول البعض التفريق بينهما فالمجلس ينبثق من الجيش ولكن يبقي علينا ان نعلم ان مسئوليات المجلس العسكري أكبر بكثير جدا من الفترة الزمنية الموجود فيها في الحكم ويعني ذلك انه تسلم البلد مهلهلة وبها آلاف المظالم التي تنوء بحملها الجبال وحتي الآن هم ناجحون باقتدار في التصدي لها وحلها ويكفي المجلس العسكري المحترم انه لم تطلق رصاصة واحدة في صدر الشعب ولم تحدث حروب أهلية.
ولكن ما هو تأثير الأحداث والمظاهرات الفئوية والاعتصامات علي الاقتصاد المصري؟
قال: بلاشك التأثير شديد وعنيف ولا يمكن لمنصف أو متابع للأحداث أن ينكره ويكفي ما حدث للسياحة وحركة التدفق السياحي علي مصر التي لا يحسها كل الشعب المصري ولكن نراها متجسمة لدينا خاصة في أسوان فنحن متأثرون جدا والفنادق فارغة والشارع الأسواني يكاد يتمزق واعتقد أن معظم البيوت المصرية تأثرت بذلك، الكل متعطل والاقتصاد منهار وربنا يستر كل البلد.
وما سر التحول بين 52 يناير عندما تجلت أزهي مظاهر المحبة والتآخي والوضع الحالي الذي يعبر عن احتقان بين الشعب؟ ودور المجلس العسكري في المواءمة؟
ما حدث في 52 يناير هو حقيقة الشعب العلاقة المتينة التي تربط بين أفراد الشعب فلا يمكن لأحد ان ينسي مظاهر المحبة بين المسلمين والأقباط عندما أقيم قداس وسط ميدان التحرير يحرسه المسلمون أو مشهد القبطي الذي يصب الماء علي المسلم ليتوضأ.. هذه صور انفردنا بها للعالم كله وعلينا ان نكررها أما حالة الاحتقان فمردودها يعود إلي ان قانون الكنائس لم يصدر بعد وهو المحك وسبب المشكلة كلها صحيح قد يكون هم متعجلون علي المجلس العسكري إلي حد ما وهو ما تنبه إليه المجلس العسكري الذي يتعامل بحكم وتؤدة ويرفض ان يضغط علي أي جانب من الجوانب وله عذره الكامل في ذلك و يحاول كسب الناس كلها وهذا صعب بالطبع ولكنه قائم ولكنه يحتاج إلي وقت حتي يوائم بين الاتجاهات كلها.. المجلس العسكري لا يستطيع ان يعرف اتجاهات المجتمع المدني بكل حيثياتها في هذا الوقت القصير وبالطبع من غير المعقول ان يعرف المجلس العسكري كيف يفكر أهل الماريناب.
إذا عدنا للماريناب تري ما الذي يضايقكم في الماريناب؟
قال قداسة الأنبا: ان ما يضايقني مشاعر الكراهية التي سادت في أجمل مجتمع.. ذلك المجتمع الذي لا يعرف حقدا ولا ضيقا ولا غضبا بل كانت علاقات الود والمحبة تحكم بين شعب الماريناب فنحن شعب متحاب تماما وضايقني مشاعر الكراهية التي حلت مكان مشاعر الحب فعندما شرعنا في البناء فوجئنا باعتراضهم وعقدنا مجلس صلح اتفقنا فيه علي ازالة الارتفاعات وأعطوني مهلة 51 يوما لهدم الارتفاع الزائد إلا انهم لم ينتظروني فبعد 6 أيام فقط قاموا بالهدم فإذا كنا قد وافقنا علي الهدم فلماذا حرق البيوت والأمر ان كان متروك للجنة تقصي الحقائق فانني استنكر تحول المشاعر من الحب إلي الكراهية.
ما هو الوضع الحالي للماريناب؟
قال: الحمد لله الشعب هناك آمن ولا توجد مضايقات ولم يحدث أبدا ما حدث في ماسبيرو وتفهمنا الموقف بوجود بعض العناصر والعوامل اثارت الناس ومنها ان المنزل تحول من الطوب اللبن إلي خرسانة وظهور القباب فحدث ما حدث ولكني أؤكد ان الناس هناك طيبون جدا لذا فانني مندهش من الروح التي جعلتهم يفعلون ذلك هي روح عدائية نحن لم نعتد عليها.. وللعلم الوضع هناك هادئ جدا لا يوجد صلاة ومفيش قداس والقمص مكاريوس بولص رفض يدخل البلاد قبل تسوية الأوضاع. قلت: وهل التسوية بعقد جلسات صلح أو انتظارا لتقرير لجنة تقصي الحقائق والموضوع في يد قداسة البابا وأنا أقول للناس اصبروا وربنا سيجلب خيرا كثيرا لمصر والمسألة عايزة وقت وحكمة وهدوء وتحكيم جوهر الدين المبني علي التسامح والذي يعبر عنه »أحب الله وأخي الإنسان«.
مع القمص مرقص
قلت لقداسة الأنبا هدرا: ولكن ما حقيقة ما حدث في الماريناب فاستدعي القمص مرقص تاوضروس راعي كنيسة السيدة العذراء أقدم كنائس أسوان الذي حدث ان القمص مكاريوس أراد ان يجدد الكنيسة فحصل علي موافقة الجهة المسئولة وبدأ في التنفيذ بمباركة الأخوة المسلمين في الماريناب.
قلت: ولكن هناك أقوال تؤكد انها ليست كنيسة وانها مجرد منزل أو مضيفة؟
قاطعني القمص بقوله: هذا التباس فكلمة مضيفة أو بيت تقف عند حد التبرع بمعني ان كل الكنائس لدينا من الأهالي كانت عقارات وبيوتاً وبمجرد التبرع بها ينتفي كونها بيتا أو مضيفة.. والحقيقة انها كنيسة منذ عام 0491 وان الأنبا هدرا صلي بها 3 مرات أولها كان عام 67.
قلت: ولكن الشكل العام لها منزل أو بيت وليس كنيسة؟
اجابني بقوله: نعم ان شكله بيت لان امكانات البلد قبل كدة لم تكن تسمح ببنائه كنيسة والذي حدث ان الأب مكاريوس تقدم ليحصل علي رخصة هدم ورخصة بناء عندما تداعي المبني وبالفعل حصل علي تسهيلات بالمحبة وعلي فكرة احنا كل كنائسنا تم بناؤها بالمحبة لان القانون لا يمكن يعطي رخصة ببناء كنيسة وللعلم احنا 59٪ من كنائسنا ليس لها ترخيص وأؤكد لولا المحبة والوئام لما أقيمت كنيسة واحدة.
قلت له ولكن التنازل كان منذ عامين عندما تبرع يوسف معوض بمنزله فكيف هي كنيسة منذ 0491 فقال لي ان البدء في الإجراءات كان منذ عامين ولكن الذي تبرع بالمنزل هو والده معوض نفسه كان ذلك منذ عام 0491. ولماذا عداد الكهرباء باسم يوسف معوض؟
، قال هذا كلام مضبوط تماما لكن علشان أغير هذا الكلام لابد ان أتي بترخيص لتغيير الملكية وأنا باختصار ليس لدي ترخيص ولا أملك ان أتي به ولنضرب مثلا أنا أصلي في كنيسة السيدة العذراء أقدم كنائس أسوان وعداد النور فيها باسم بشارة سليمان الذي تبرع بها.
الان ماذا تريدون؟
قال: أنا أريد ان أصلي فقط نريد كنيسة ونريد هدوءا للجمهور ومش عايزين ظلم لأي أحد من المصريين ونحن عندما تجاوزنا الارتفاعات وافقنا علي إزالة الدور المخالف حتي القباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.