ليس جديدا أن يذهب رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلي أمريكا طالبا العون. تعيش اسرائيل منذ نشأتها عالة علي أمريكا، ويصعد السياسيون فيها للحكم ببركة واشنطن التي تتوازي مع نجاح الكيان الصهيوني في أداء دوره المفترض لخدمة المصالح الأمريكية.. وعلي حساب العرب !! الجديد الآن ان يتصور الرئيس الأمريكي أن شعب أمريكا جاء به الي البيت الأبيض ليكون قبل كل شئ في خدمة اسرائيل ، وأن يتحول »ترامب» وهو الذي يرفع شعار »امريكا أولا» الي رجل يتبني سياسة أقصي اليمين الاسرائيلي حتي لو تصادمت مع مصالح امريكا نفسها !! كان المشهد مؤسفا. الرئيس ترامب ومعه نتنياهو وكبار المسئولين الامريكيين يحتفل بحماقة جديدة من حماقات السياسة الأمريكية. يجلس في حركة مسرحية رديئة ليوقع أمام الكاميرات علي ورقة لاقيمة لها الا أنها تقول للعالم أن أمريكا تضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية وبكل قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد أن الجولان السورية العربية هي أرض محتلة . لانعرف من الذي اقنع ترامب بأنه يملك الحق في اعطاء الجولان السورية لاسرائيل؟! وبأنه سيدخل التاريخ بطلا مظفرا بهذه الحماقة، وبالحماقة الأخري التي سبقتها حين قرر نقل سفارة بلاده إلي القدس التي اعتبرها عاصمة لاسرائيل !! يستغل الرجل حالة الضعف التي يمر بها العالم العربي، وحالة الانقسام والتشرذم التي يعاني منها شعب فلسطين، والوضع المأساوي الذي وصلت اليه سوريا الشقيقة بعد ثماني سنوات من التدمير المنظم.. يستغل كل ذلك ليعطي اسرائيل ما لايملك وما لاتستحق. وليقف ضد العالم كله وهو يعبث بمصير القدس والجولان، ويصدق أوهام أنه سيدخل التاريخ بهذا العبث الذي لن تكون له نتيجة الا نسف ما تبقي من فرص السلام، وادخال المنطقة في المزيد من الحروب والصراعات التي لن تنتهي الا حين تعود الحقوق لاصحابها، وتندحر اطماع اسرائيل التوسعية وحماقات من يدعمونها علي الطريقة الأمريكية !!