فجأة .. صدر التقرير السنوي الأخير للخارجية الأمريكية عن الحريات وحقوق الانسان، وهو الأراضي الفلسطينية والسعودية »المحتلة» من قبل الكيان الصهيوني، بأنها أراض »تقع تحت السيطرة الاسرائيلية» !! وعندما سئل المسئولون بالخارجية الامريكية عن مغزي هذا التغيير الخطير، كان الجواب تعبيرا عن »النزاهة»!! التي تتسم بها مواقف أمريكا تجاه العالم العربي، وعن »الموضوعية!!» التي تلتزم بها القوة الأعظم. كان التفسير هو أننا هنا نتحدث عن الجغرافيا وليس السياسة(!!) وأن التقرير هو عن الحريات وحقوق الانسان أما تبعية هذه الأراضي فليست مسئوليتنا !! قبل يومين .. كان الرئيس الامريكي يمارس حماقاته السياسية بتغريدة علي تويتر يعلن فيها أنه قد »حان الأوان لدعم السيادة الاسرائيلية الكاملة علي هضبة الجولان» ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والقرارات الدولية التي تقرر أن الجولان هي أرض سورية تحت الاحتلال.. وغير مدرك أنه بذلك يتحول الي شريك في محاولة اغتصاب هذه الأرض العربية، كما فعل من قبل بقراره الأحمق حول القدس العربية . كل دول العالم أعلنت رفضها لهذا »القرار!!» وتمسكها بالشرعية الدولية. وحذرت من الآثار الوخيمة لقرار ترامب الذي لايزيد عن كونه دعوة مفتوحة للمزيد من الحروب في منطقة لاتحتاج لشيء قدر احتياجها للسلام والأمن والاستقرار . أما »ترامب» فهو كالعادة يبدي سعادته بأنه قادر علي فعل ما لم يفعله غيره من رؤساء امريكا، ويهدد كل من يعارض قراره الباطل بأنه سيكون عدوا للسامية »!!» ويستعد للقاء حليفه نتنياهو غدا وحشد تأييد اللوبي الصهيوني الامريكي الذي يحتاجه الاثنان.. ولو كان الثمن هذا السقوط المتوالي لكل القيم السامية التي عاشت أمريكا وهي تؤكد إلتزامها بها!! هل يكون الرد العربي هو استعادة سوريا علي الفور لمقعدها في الجامعة العربية، والتأكيد علي أن ادارة ترامب بقراراتها حول القدس والجولان لم تعد شريكا صالحا في صنع السلام والاستقرار بالمنطقة ؟! لعلنا نفعل .. لمصلحتنا، ولمصلحة العالم كله الذي لم يعد يتحمل المزيد من هذا التلاعب بمصائر الشعوب. وهذا التحدي للشرعية الدولية .