لم يخف الرئيس الأمريكي ترامب أن حساباته بشأن قراره المشئوم حول القدس تقوم علي أساس أنه سيكون هناك بعض الضجيج وشيء من الاستنكار والتنديد، ثم تطوي الصفحة وتعود الأمور إلي طبيعتها!!. والسيدة نيكي هيلي مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة وأحد أقطاب اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية لم تتردد في الإعلان عن اعتزازها بأن ما خططوا له قد نجح كما تصوروا، فوقفت تتحدث بسعادة عن »إنهم هددوا بأن السماء ستنطبق علي الأرض بسبب قرار الرئيس ترامب حول القدس. وها نحن بعد ثلاثة أيام والسماء في مكانها وكل شيء هاديء!!» لا الرئيس الأمريكي ولا من حرضوه علي قراره الأحمق كانوا يدركون أن القدس شيء آخر. وأن كل ما تمر به الأمة العربية من محن وأزمات لا يمكن ان تجعلها تقف عاجزة أمام اغتصاب زهرة المدائن. وأن كل نفوذ أمريكا وسطوتها وتأثيرها لا يمكن أن يجعل العالم يبقي صامتا وهو يري الحماقة الأمريكية تشعل نيران حرب دينية لن ينجو منها أحد!! الآن.. تري الادارة الأمريكية العزلة التي وضعت نفسها فيها، والفشل المزري الذي جعلها تقف وحيدة في مجلس الأمن.. بينما كل الاعضاء يصوتون ضدها ولصالح الشرعية الدولية التي تحمي عروبة القدس وتدين قرار ترامب الأحمق.. فلا تجد مندوبة أمريكا في المجلس ما تصف به الموقف إلا أنه إهانة لن تنساها أمريكا!! والآن.. يضطر نائب الرئيس الامريكي »بنس» لإلغاء زيارته للمنطقة بعد أن رفض شيخ الأزهر وبابا الكنيسة المصرية والرئيس الفلسطيني لقاءه، وبعد أن فهم انه سيسمع في القاهرة ما لايسره، وبعد أن انكشف دوره تماما كأشد المناصرين لإسرائيل في الإدارة الأمريكية!! والآن.. تذهب الدول العربية والإسلامية ووراءها العالم كله إلي الجمعية العمومية للأمم المتحدة باقتراح مصر الذي أجهضه »الفيتو» الامريكي الوقح في مجلس الأمن.. وبدلا من أن تتعلم »واشنطون» من »الإهانة» التي تلقتها من دول العالم تمضي الادارة الامريكية في طريق الخطيئة السياسية والاخلاقية حتي النهاية. تهدد واشنطون دول العالم حتي لا تعطي صوتها للقدس وللشرعية الدولية. ترسل السيدة »نيكي» رسائل تحذر هذه الدول من غضب أمريكا. تقول السيدة »نيكي» ان دونالد ترامب يتعامل مع انعقاد الاجتماع الطارئ للجمعية العامة لإصدار قرار ملزم حول القدس.. علي انه »قضية شخصية»!!. وأخطر ما في الأمر هو هذه السرعة التي تنتقل فيها الادارة الأمريكية من منطقة »الحماقة» إلي منطقة »البلطجة» التي تحذر فيها دول العالم من الوقوف مع الشرعية والعدالة لأن السيد »ترامب » يعتبر ذلك »إهانة لا تغتفر»!!