[email protected] اعتقد ان الواجب الأخلاقي التاريخي للأحزاب التي تقول ليل نهار انها تعمل بروح ثورة 52 يناير، ان تؤدي واجبها نحو شباب ومفجري هذه الثورة وخاصة »ائتلاف شباب الثورة«. لست أدري كم سيكون لهؤلاء الشباب في قوائم الأحزاب لكن المؤكد ان »ائتلاف شباب الثورة« يخوض هذه الانتخابات باسمه سواء بقائمة أو علي المقاعد الفردية.. فيتحتم علي الآباء السياسيين ان يتخلوا عن رغبتهم في الاستفادة من إلغاء المادة الخامسة التي سمحت لهم بخوض المنافسة علي المقاعد الفردية، بأن يهدوا هذا الامتياز القانوني لمرشحي »ائتلاف شباب الثورة« وألا يستأثروا لأنفسهم ولأحزابهم بالقوائم والفردي معا، فهذا طمع لا يليق بأحزاب لديها القدرة علي كسب القوائم.. ان الواجب الأخلاقي التاريخي يحتم عليهم ان يبذلوا كل جهدهم وان يحشدوا كل طاقاتهم السياسية والدعائية والجماهيرية لدعم مرشحي »ائتلاف شباب الثورة«. »لا يفل الفلول إلا الفل« مفهوم ان الأحزاب أرادت بهذا الامتياز أن تقطع الطريق علي فلول الحزب الوطني المنحل، لكن لتكن هذه الأحزاب منطقية مع نفسها، وتدرك أن أفضل من يمكن ان يتصدي لفلول الحزب الوطني هم شباب ثورة 52 يناير، فهم من فجروا الثورة ضد هذا الحزب ونظامه الفاسد وشخوصه الذين أفسدوا حياتنا السياسية والاجتماعية، لكن قد يكون هؤلاء الشباب لا يملكون إمكانيات تمويل الدعاية الانتخابية أو امكانيات التجربة الانتخابية التي لم يسبق لهم خوضها.. هنا يكون واجب الأحزاب أن تقدم لهم خبراتها ودعمها الاعلامي والسياسي وان تدعو الجماهير لانتخاب هؤلاء الابطال والبطلات الحقيقيين للثورة. وان لم تفعلوا فستكون سقطة كبري في تاريخكم السياسي والأخلاقي معا. تحية للصحفي الوزير أسامة هيكل بعد الجدل المرير الذي صحب أحداث الأحد الدامي امام ماسبيرو وحول تغطية التليفزيون المصري للأحداث، واتهامه بالتحريض.. اتخذ وزير الاعلام الصحفي أسامة هيكل القرار الصائب والموضوعي بتشكيل لجنة مستقلة لتقييم أداء التليفزيون المصري في تلك الليلة. ولقد اتضح صدق وموضوعية اختياره للجنة من عدم اعتراض أحد علي تشكيلها، ثم من التقرير الموضوعي الهام الذي قدمته في نهاية عملها، والذي برأ التليفزيون المصري من تهمة التحريض.. وأكدت في نفس الوقت ما شاب أداء هذا التليفزيون بقنواته المختلفة من خلط الرأي بالخبر، وهو داء عضال يسري في أوصال مذيعي ومذيعات ومقدمي برامج ومقدمات التليفزيون المصري، هذا النزوع السلطوي الذي رباهم عليه صفوت الشريف ثم أنس الفقي بأن يكونوا منحازين بالضرورة إلي من بيدهم السلطة، وهو ما وصفته اللجنة، وأكده اسامة هيكل بالخطأ المهني الذي يجب اجتثاثه من اداء التليفزيون المصري حتي يكون إعلاما للأمة وليس للسلطة ليتأكد فيه الاستقلال والموضوعية. قرأت بكل الإعجاب والتقدير مقال الدكتور محمد المخزنجي الأخير في الشروق بعنوان »ليت للبراق عينا« وكم اتمني لكل القوي السياسية ان تتجاوب مع الروح النبيلة لهذا الطبيب الأديب الوطني العظيم الإخلاص لوطنه وشعبه.