بدأت القاعدة الأساسية لشباب الثورة الذين نظموا أحداث25 يناير علي الأرض, في التأهب لمغادرة محطة ميدان التحرير, في الطريق إلي محطة قصر العيني حيث يقع مقر البرلمان, بعد ما يزيد علي سبعة أشهر من اندلاع الموجة الأولي من الثورة وسنوات من العمل الاحتجاجي خارج الإطار الرسمي للنظام. ودخلت هذه القاعدة التي تستند بشكل واضح إلي ثلاثة كيانات رئيسية ذات طابع شبابي واضح هي ائتلاف شباب الثورة وحزبا العدل والتيار المصري, إضافة إلي عناصر في أحزاب المصري الديمقراطي الاجتماعي والجبهة والتحالف الشعبي( تحت التأسيس) والوعي( تحت التأسيس), مرحلة التفكير الجدي لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة, في مسعي لحماية أهداف الثورة, وغرس أقدامها الصغيرة داخل الملعب السياسي الرخو الذي سيطر عليه الحزب الوطني المنحل وجماعة الإخوان المسلمين علي مدي ثلاثين عاما. ولم تمنع تحديات التمويل والعصبيات وحداثة التجربة وغموض الموقف إزاء نظام الانتخابات وتقسيم الدوائر, حزب العدل الذي يقوم علي تكتل صلب من شباب حملة دعم البرادعي ومطالب التغيير, من حسم موقفه بخوض الانتخابات المقبلة بقائمة لن تقل نسبة الشباب فيها عن النصف بحد أدني يقترب من50 مرشحا, حسبما أكد عبد المنعم إمام وكيل مؤسسي الحزب. وكشف إمام عن أن قائمة مرشحي شباب الحزب ستضم مصطفي النجار عضو اللجنة التنسيقية في دائرة مدينة نصر بالقاهرة, وأحمد شكري عضو اللجنة التنسيقية في شربين بالدقهلية, ومحمد خميس أحد مصابي الثورة في البحر الأحمر, وبسنت الكحكي في المحلة, وأحمد صقر في المطرية بالقاهرة, وعبد العزيز خطاب في كفر الزيات بالغربية, وعبد العزيز سليمان في محلة روح بالغربية, ومصطفي عسكر في طنطا, وياسر الهواري عضو الهيئة العليا للحزب وعضو المكتب التنفيذي والذي يتجه غالبا للترشح في حدائق القبة بالقاهرة. وأشار الهواري الذي يشغل إلي جانب انتمائه للعدل, عضوية ائتلاف شباب الثورة عن حركة شباب من أجل العدالة والحرية, إلي اعتزامه القيام بمحاولات للتنسيق بين حزبه والائتلاف بشأن ترشحه للانتخابات, بقوله أبحث عن نوع من التفاهم للاستفادة من عضويتي بالعدل والائتلاف. أما ائتلاف شباب الثورة المظلة الأكبر لشباب الحركات والأحزاب التي نظمت الحدث علي الأرض يوم25 يناير, فيدرس عدة خيارات من بينها خوض الانتخابات بقائمة موحدة مستقلة علي مقاعد الفردي, أو علي قوائم الأحزاب التي ينتمي إليها أعضاؤه قبل الثورة مثل الجبهة( أحمد عيد عمرو صلاح), أو بعد الثورة مثل المصري الديمقراطي الاجتماعي( زياد العليمي وباسم كامل ومحمد عرفات), والتحالف الشعبي( خالد السيد وخالد عبد الحميد ومصطفي شوقي) والوعي( شادي الغزالي حرب) والعدل( ياسر الهواري) وأخيرا التيار المصري( تحت التأسيس) الذي يضم مجموعة من شباب الإخوان( محمد القصاص ومحمد عباس وإسلام لطفي ومعاذ عبد الكريم) ومعهم عبد الرحمن فارس وأسماء محفوظ. وقال عبد الرحمن فارس عضو المكتب التنفيذي للائتلاف والمتحدث باسم حزب التيار, إن الائتلاف يدرس خوض الانتحابات التشريعية المقبلة بقائمة موحدة تضم شبابا من كل المحافظات, مشيرا إلي أن عدم وضوح الرؤية إزاء قانون الانتخابات, سيؤخر اتخاذ قرار نهائي بشأن خوض الانتخابات بقائمة مستقلة علي مقاعد الفردي أو شكل وحدود التحالف مع الأحزاب التي ينتمي لها أعضاء الائتلاف. ويتكون الائتلاف الذي ظهر بميدان التحرير عقب جمعة الغضب الشهيرة يوم28 يناير الماضي, من شباب حركتي6 أبريل الجبهة الديمقراطية وشباب من أجل العدالة والحرية, وحملة دعم البرادعي ومطالب التغيير جبهة زياد العليمي, وشباب الإخوان وأحزاب الجبهة والتجمع والكرامة. ومن بين أعضاء حزب التيار الذين يدرسون بجدية خوض الانتخابات, الناشطة أسماء محفوظ في دائرة المطرية وعين شمس, وعبد الرحمن فارس الذي يفكر في الترشح بدائرة الفيوم, فيما يحيط الغموض بشأن الدوائر التي يعتزم محمد القصاص ومعاذ عبد الكريم الترشح فيها. وفيما لم يعلن عضوا الائتلاف المنتميان لحزب التحالف الشعبي خالد السيد ومصطفي شوقي, عن موقفيهما بعد, حسم زميلاهما في الحزب والائتلاف خالد عبد الحميد موقفه بعدم الترشح. وتباينت مواقف أعضاء الائتلاف المنتمين للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي, فبينما اتخذ زياد العليمي قرارا نهائيا بالترشح في دائرة الخليفة والمقطم بالقاهرة علي قائمة حزبه بعد أربع سنوات من النشاط الإجتماعي بالدائرة, بدا موقف باسم كامل الذي يفكر في الترشح بدائرة حلوان, ومحمد عرفات الذي يدرس خوض الانتخابات في إيتاي البارود بالبحيرة, مترددا. وقال عرفات- الذي يأتي تفكيره في الترشح بمسقط رأسه لدعم المناطق الريفية والشعبية المظلومة من الصعب جدا أن أتخذ قرارا قبل وضوح الرؤية بشأن تقسيم الدوائر ونظام الانتخابات الذي ترفضه معظم القوي السياسية. وفي أروقة حزب الجبهة يتردد ترشح عضوي المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة عمرو صلاح في الإسكندرية, وأحمد عيد في دائرة إمبابة والوراق بالجيزة, فيما تدرس زميلتاهما بالحزب إسراء عبد الفتاح خوض الانتخابات في دائرة بنها حيث محل ميلادها وموطنها الانتخابي, لكن إسراء ربطت موقفها النهائي بقرار حزبها ولجنة الانتخابات في تحالف الكتلة المصرية الذي لعب الجبهة دورا رئيسيا في تأسيسه. وترفض حركة6 أبريل التي يقودها أحمد ماهر, بشكل قاطع خوض الانتخابات, والاستمرار في نهجها الذي اختارته منذ البداية كجماعة ضغط سياسي, وهو الموقف نفسه الذي تبنته6 أبريل الجبهة الديمقراطية لانشغالها بحملة التوعية السياسية بالشارع, ليبقي عمرو عز القيادي بالجبهة وعضو المكتب التنفيذي ل ائتلاف شباب الثورة الإستثناء الوحيد في الحركة, إذ يفكر في الترشح غالبا في دائرة إمبابة بالجيزة, لافتا إلي أنه في حال اتخذ قرارا إيجابيا في هذا الشأن, فإنه سيخوض الانتخابات علي قائمة الائتلاف, قبل أن يشير إلي أن تقسيم الدوائر سيكون العامل الحاسم في ترشحه علي مقاعد الفردي أو علي قوائم. وعما إذا كان قطار الثورة بات عليه مغادرة محطة التحرير, قال ياسر الهواري إن التحرير يظل المحطة الرئيسية للثورة, لكن علينا أن نعطي فرصة للعمل السياسي خاصة بعدما بات الشارع لا يفهم رمزية الميدان ويشعر بأن مرحلته قد طالت, وهو ما أيدته نسبيا إسراء عبد الفتاح, بقولها محطة التحرير يجب أن تظل موجودة كوسيلة للضغط, لكن علينا أن نعرف كيف نستخدمها, ومتي ننزل إلي الميدان ومتي نجلس علي مائدة المفاوضات, فيما أبدي زياد العليمي أمنيته في أن تسير الأمور دون تعثر كي لا يلجأ الثوار للعودة للميدان الذي ستكون له الأولوية في هذه الحالة, مشددا علي ضرورة الاحتكام لآلية الديمقراطية, شريطة أن تكون معبرة عن المجتمع وتحقق التداول السلمي للسلطة.