كلي ثقة في قدرات الفريق كامل الوزير الذي حملناه تركة النقل المتردية وبالذات السكة الحديد، كامل الوزير كان مطلبا شعبيا حتي قبل ان يكلفه الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمهمة ويحصل علي موافقة مجلس النواب فمن كل التجارب والتكليفات والمهمات التي كلف بها الرجل وهو يرتدي الحلة العسكرية ورجاله من مختلف الرتب حتي الجندي الصغير أدي.. وأدوا دورهم بنجاح وكأنهم في ميدان قتال ونفذوا ماطلب منهم علي اكمل وجه وشاهدت جموع الشعب ماحققوه علي ارض الواقع من خلال الافتتاحات التي قام بها الرئيس علي مدي السنوات القليلة الماضية. الناس كلها تتطلع إلي ان يحدث الوزير ثورة في عالم السكة الحديد وهو مطلب يحتاج إلي جهد وعرق وتغيير في المفاهيم والنظريات والطروحات وقبل ذلك في ادوار العاملين داخل منظومة السكة الحديد نفسها، وصحيح الامر يحتاج إلي المليارات من العملات تدبره الدولة علي قدر امكانياتها لتوفير المعدات ولكنه في الاول والاخير يحتاج إلي الانضباط الصارم، فكل الحوادث التي تقع علي قضبان السكة الحديد تثبت التحقيقات الرسمية انها جاءت باهمال افراد سواء سائقين او عمال بلوكات او اشارات او بإهمال في الصيانة تسبب في الكوارث وتلك نقطة البداية فلو وفرنا احدث المعدات والقطارات والجرارات وحدثنا الشبكات والقضبان دون تطوير فكر العاملين فكأننا لم نقم بشيئ واعتقد ان البداية الناجحة للفريق الوزير كانت من نقطة الانضباط فهي قطعا ستحقق اكثر من نصف طريق النجاح من اجل منظومة سكة حديد نموذجية. الكثيرون يخافون علي الرجل الناجح من اتون التعامل مع عمال وموظفين مدنيين وهو بالزي المدني بعد ان خلع الزي العسكري ويخافون ان يتوه في مشاكلهم المستعصية ولكنهم لايعرفون ان شخصية الرجل الذي تربي علي الانضباط وعلي تنفيذ الاوامر بحرفية وتحقيق الانجازات لا تعرف الا تحقيق الهدف يضاف اليها حسن التخطيط والدراسة المتأنية للمشاكل وهو مايعكف عليه حاليا. وحسنا ما أعلنه من أنه يتمني أن يصلح رجال السكة الحديد المنظومة من داخلهم. الصورة السيئة للسكة الحديد كلنا مشاركون فيها فكلنا نشاهد كيف نتعامل مع القطارات بالعنف وعدم الاحترام والتكسير وتدمير المقاعد والشبابيك وكم نشاهد آلاف المزوغين من دفع التذاكر والاستخدام السيئ لوسيلة النقل الشعبية، تلك السلبيات لاتقل اهمية عن اهمال بعض العاملين وهل يمكن ان ننسي حادث العياط الذي راح ضحيته المئات محروقين بسبب اهمال راكب اشعل موقدا للشاي فأحرق القطار يوم العيد الكبير عام 1992. المنظومة تحتاج إلي الجميع واذا تضافرت الجهود فقطعا سننجح خاصة اذا كان علي رأس القيادة رجل كالفريق الوزير لايعرف الملل والتراخي ولا يوجد في قاموسه كلمة اهمال أو تسيب أو خطأ. صحيح مشكلة السكة الحديد تراكمت علي مدي سنوات ولكن معرفة اسبابها ومواجهتها قطعا ستكون البداية للاصلاح. وهاقد بدأنا.