أسير فلسطينى يعرب عن فرحته لدى وصوله الى معبر رفح برعاية مصر، تم أمس تنفيذ المرحلة الأولي من اتفاق تبادل الأسري بين اسرائيل وحركة حماس، الذي أجمع المراقبون علي أنه صفقة تاريخية نجحت مصر في اتمامها. وقد أطلق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط وتم تسليمه لاسرائيل بعد أكثر من خمس سنوات من أسره، في الوقت الذي أفرجت فيه اسرائيل عن 477 سجينا فلسطينيا. وأكد مصدر مصري مسئول أن صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي سارت وفقا للمتفق عليه بين إسرائيل وحماس. وقال راديو إسرائيل إنه تم نشر أكثر من ألف شرطي لحماية قوافل السجناء الفلسطينيين، مشيراً إلي أن المرحلة الأولي من صفقة التبادل بدأت عند الثانية والنصف ليلاً، حيث تم نقل 96 سجيناً فلسطينياً من سجن "كتسيعوت" في النقب إلي سجن "عوفر"، قبل السماح بنقلهم إلي الضفة الغربية. كما تم نقل 334 سجيناً آخرين، في عدة قوافل، إلي معبر "كرم أبو سالم" في طريقهم إلي قطاع غزة،. وفي حوالي الرابعة فجراً، انطلقت قافلة أخري تقل 27 سجينة فلسطينية و16 سجيناً من القدسالشرقية، بالإضافة إلي ثلاثة من عرب إسرائيل. وقبل انطلاق تلك القافلة، تم نقل أربع سجينات إلي معبر "كرم أبو سالم"، بالإضافة إلي سجين واحد من سكان بلدة "بقعاتا" في هضبة الجولان، إلي قسم شرطة "كاتصرين"، تمهيداً للسماح بمغادرتهم باتجاه الأراضي المصرية، لإبعادهم إلي الخارج. وطبقا للصفقة، سمح ل131 فقط من اسري الضفة الغربية ال241 المفرج عنهم بالعودة الي منازلهم، علي ان تفرض قيود علي حركة نصفهم. إلي جانب ترحيل 145 اسيرا منهم الي قطاع غزة و 26 الي الخارج. اما اسري قطاع غزة فيبلغ عددهم 137 مقابل 45 من القدسالشرقية وسيتم فرض قيود علي اقامة ستة منهم بينما يتم ابعاد 18 اخرين الي قطاع غزة و 13 الي الخارج. وسمح الاتفاق لستة من عرب اسرائيل بالعودة الي عائلاتهم فيما يسمح ل25 اسيرة بالعودة الي منازلهن في غزة والضفة الغربيةوالقدس. اما الاسيرتان المتبقيتان وهما احلام التميمي وامنة مني، فتنقلان الي الاردن وغزة حسب ما اعلنت وزارة العدل الاسرائيلية. وتم تسليم الصليب الاحمر الدولي السجناء الفلسطينيين في معبر كرم أبوسالم قبيل اجتيازهم الحدود في طريقهم الي مصر. كما وصلت 3 طائرات الي مطار القاهرة لنقل 40 مبعدا الي خارج الاراضي المصرية .وقد توجه معظم السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم الي قطاع غزة حيث كان في استقبالهم قادة حركة حماس وهم ينزلون من حافلات عليها شعار الصليب الاحمر. وكان الاف الفلسطينيين في انتظار الاسري داخل معبر رفح مع القيادات السياسية للفصائل الفلسطينية من بينهم اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في قطاع غزة. واحتشد عشرات الالاف في ساحة عامة في مدينة غزة حيث نقل الاسري لحضور حفل تكريم أقامته لهم حركة حماس وفصائل أخري. وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد وصل الي القاهرة علي رأس وفد كبير لاستقبال المفرج عنهم .وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس "هذا يوم تاريخي حيث كان الاسري علي موعد مع فجر جديد فجر الحرية". وقد عاشت غزة يوما تاريخيا حيث أعتبر أمس عطلة وطنية ،أغلقت خلالها المدارس والمصالح. ودعت المساجد عبر مكبرات الاصوات طوال المساء السكان الي المشاركة في الاحتفالات الرسمية ب"انتصار المقاومة" في ساحة الكتيبة بغزة حيث نصبت منصة وصفت الاف الكراسي لاستقبال المعتقلين المفرج عنهم. وفي رام الله قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي "نحمد الله علي سلامتكم عائدين غانمين الي اخوانكم وبلدكم بعد هذه الغيبة القسرية التي فرضت عليكم لانكم مناضلون مجاهدون في سبيل الوطن." وأضاف" سنري قريبا وهنا الأخ مروان البرغوثي والأخ أحمد سعدات"، وذلك من دون إعطاء أي تفاصيل إضافية حول ما إذا كان هناك صفقة أخري لإطلاق سراحهما. ومضي عباس يقول "لا أذيع سرا إذا قلت إن هناك اتفاقا بيننا وبين الحكومة الإسرائيلية علي دفعة أخري تماثل هذه الدفعة بعد أن ننتهي، ولذلك فإننا نطالبهم بأن يفوا بعهدهم"، وذلك من دون تقديم تفاصيل حول ما إذا كانت الدفعة التي يتحدث عنها ضمن صفقة شاليط أو خارجها. وحيا عباس مصر علي جهودها لإطلاق سراح الفلسطينيين وكذلك لإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية التي قال إنها بدأت من السجون عبر وثيقة العمل الوطني، التي دعا فيها السجناء إلي إنجاز المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة لاسيما حركتي فتح وحماس. وقالت فلسطينية تنتظر عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية ابنها عامر الذي قالت انه سجن 24 عاما "هذه هي الفرحة الكبري لشعب فلسطين." ورشق فلسطينيون وقفوا في انتظار الافراج عن السجناء عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية جنودا اسرائيليين بالحجارة ورد الجنود بالغاز المسيل للدموع بعدما أعلن الجيش الاسرائيلي في مكبرات صوت أن مجموعة السجناء المفرج عنهم نقلت الي معبر اخر. في نفس الوقت، اقتيد شاليط عبر حدود قطاع غزة الي سيناء ثم نقل الي معبر كرم أبوسالم الحدودي حيث كانت طائرة هليكوبتر تنتظره لنقله الي قاعدة جوية اسرائيلية ليلتئم شمله مع أسرته. وذكر مصدر أمني إسرائيلي، أن الجندي المختطف نُقل إلي الجانب المصري في معبر رفح، وفي وقت لاحق إلي لجنة الصليب الأحمر، ثم إلي معبر "كرم أبو سالم"، عائدا إلي منزل أسرته في بلدة "متسبيه هيلا"، شمالي إسرائيل. واستقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي الجندي شاليط في مراسم متواضعة . وسادت حالة من البهجة اسرائيل ورفعت لافتات ترحب بعودة شاليط في الشوارع.. وتتضمن الصفقة، التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية قبل أسبوع، الإفراج عن 1027 سجيناً فلسطينياً من بينهم المئات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، لإدانتهم بمهاجمة إسرائيليين علي مرحلتين، مقابل إطلاق سراح شاليط، بموجب صفقة بين إسرائيل وحماس، تم التوصل إليها بوساطة مصرية وبموجب الصفقة ، سيتم اطلاق سراح مجموعة ثانية من 550 فلسطينيا في غضون شهرين. وباطلاقها سراح 1027 معتقلا، وافقت اسرائيل علي دفع الثمن الاعلي حتي الان لاسترجاع جندي واحد.