ارتفاع كبير في أسعار الذهب اليوم السبت 23 أغسطس 2025 عالميًا وعيار 21 الآن    هبوط عالمي ب سعر الدولار اليوم السبت 23-8-2025 عالميًا والعملات الاجنبية الآن    قطع المياه 6 ساعات ببعض مناطق الجيزة لتحويل خط رئيسي    وزيرا خارجيتي إيران وروسيا يبحثان هاتفيا تطورات "الملف النووي"    سيف الإسلام القذافي يعلن دعمه لتشكيل حكومة جديدة في ليبيا    موعد مباراة تشيلسي القادمة عقب الفوز على وست هام والقنوات الناقلة    فاروق جعفر: خوان ألفينا "مهاري" وصاحب شخصية وقرار    القاهرة تُسجل 40 مئوية.. تحذير من حالة الطقس اليوم: ارتفاع «طارئ» في الحرارة    «محدش شاف جزمتي».. ويجز يبحث عن حذائه خلال حفله في العلمين الجديدة (صور)    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    استخراج القيد العائلي 2025 أون لاين.. الخطوات والشروط والأوراق المطلوبة    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    بعد إعلان المجاعة.. الهلال الأحمر الفلسطيني: لم نعد نتوقع شيئا من المجتمع الدولي    عصابات الإتجار بالبشر| كشافون لاستدراج الضحايا واحتجازهم بشقق سكنية    بورسعيد.. أجمل شاطئ وأرخص مصيف| كيف كانت الحياة في المدينة الباسلة عام 1960؟    «مياه الأقصر» تسيطر على بقعة زيت فى مياه النيل دون تأثر المواطنين أو إنقطاع الخدمة    أهداف إنشاء صندوق دعم العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديد    محمد النمكي: الطرق والغاز جعلت العبور مدينة صناعية جاذبة للاستثمار| فيديو    شريف حافظ: الحب هو المعنى في حد ذاته ولا يقبل التفسير... والنجاح مسؤولية يجب أن أكون مستعدًا لها    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    أسوان يستضيف بلدية المحلة في الجولة الأولى بدوري المحترفين    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    طريقة عمل الملبن الأحمر في المنزل ل المولد النبوي (خطوة بخطوة)    علي حمد: إعلان (UN) المجاعة في غزة يسقط ورقة التوت عن الأنظمة.. متى تتحركون؟!    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    مراسل من دير البلح: المنطقة باتت مستباحة بالكامل تحت نيران الاحتلال    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    رياضة ½ الليل| إيقاف تدريبات الزمالك.. كشف منشطات بالدوري.. تعديلات بالمباريات.. وتألق الفراعنة بالإمارات    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأنبا بفنوتيوس وسيد قطب
نشر في الأخبار يوم 07 - 03 - 2019

لم أستطع منع نفسي من التفكير ملياً وعقد مقارنة لا تخلو من التساؤل بين حدثين فكريين دينيين وقعا في صعيد مصر. الحدث الأول في سمالوط بمحافظة المنيا فقد اتخذت مطرانية سمالوط خطوة مثيرة تتسم بالجرأة حين قامت بعرض كتب دينية مسيحية كانت ممنوعة كنسياً ضمن معرض الكتاب الكنسي الخامس الذي أقامته المطرانية. بمحافظة المنيا. وفق الخبر الذي نشرته صحيفة الوطن سمحت المطرانية بعرض بعض إصدارات دور نشر تم منع عرضها في نوفمبر الماضي بمعرض الكتاب القبطي الذي تنظمه أسقفية الشباب بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
الحدث الثاني وقع في الغنايم مركز أسيوط حين أطاح عرض كتب سيد ومحمد قطب الممنوعة في مكتبة قصر ثقافة الغنايم التابع لوزارة الثفافة بمدير القصر ووكيل وزارة الثقافة بالمحافظة. ووفق الخبر الذي تناقله العديد من المواقع الخبرية والبوابات الإلكترونية والصحف باعتباره خبراً مثيراً فقد اكتشفت إحدي حملات التفتيش تواجد بعض الكتب التكفيرية المحرضة علي التطرف علي أرفف مكتبة قصر الثقافة بالمخالفة لقرار وزيرة الثقافة بسحب كتب المؤلفين المتطرفين.
بالطبع لا يمكن النظر إلي الحدثين من زاوية إتاحة هنا ومنع أو مصادرة هناك. ولا يمكن النظر إلي الحدث الأول باعتباره خطوة نحو تجديد أو تصويب الخطاب الديني المسيحي، فحتي الآن لا تبدو حقيقة الهدف من وراء إتاحة عرض كتب ممنوعة كنسياً أثارت جدلاً واتهمت بنشر تعاليم مخالفة للإيمان الأرثوذكسي وشكلت بسببها لجان مجمعية لمراجعة إصداراتها ومنعتها الكاتدرائية في نوفمبر الماضي. ولا أدري لو كان سيد قطب مسيحياً بأفكاره المعروفة هل كان الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط سيسمح بعرض كتبه أم لا؟
كما لا يمكن تفسير الحدث الثاني بأنه تضييق تمارسه الدولة علي حرية الفكر، فمن غير المنطقي ان تتبني الدولة فكراً متطرفاً وتساعد علي نشره من علي منصاتها الثقافية.
لكن السؤال الذي دار بخلدي: هل يساعد المنع والمصادرة في محاصرة الأفكار الخبيثة؟ وهل إباحة كتب ينظر اليها بتوجس وتقابل بالرفض علي انه إحياء لنقاش فكري ديني وتثقيف لشباب الأقباط ؟
القاعدة المعروفة ان الممنوع مرغوب، وان الحجب يثير الشهية والحماسة للحصول علي هذا الممنوع. ولنا في رواية »أولاد حارتنا« لأديب نوبل نجيب محفوظ دليل علي ذلك إذ تسبب منعها ومصادرتها داخل مصر في إحداث موجة هائلة من التسابق علي الحصول عليها من الخارج وراجت طباعتها في بيروت. حتي في طفولتنا كنا نخفي مجلات ميكي وسمير داخل الكتب الدراسية هروباً من محاصرة الأهل وحثهم لنا علي الاستذكار.
الآن في زمن التكنولوجيا أصبح الاطلاع علي أي إصدار ممنوع ورقياً من السهولة بمكان، وصار تحميل هذا المطبوع الممنوع وترويجه يتم بضغطة زر. والسؤال هنا: هل ما يزال الكتاب المطبوع يتمتع بذات الأثر في تشكيل وعي القارئ وتوجيهه فكرياً؟ لا أنكر ان الكتاب المطبوع ما يزال يحتفظ بسحره لدي قطاع كبير من جمهور المثقفين، وبعدها ما تزال شهوة اقتناء الكتب المطبوعة وتزيين المكتبات الخاصة كامنة لدي هذا القطاع. لكن الباحثين عن المعرفة من شتي جوانبها وتوجهاتها لن يحول «المنع» دون حصولهم علي ما يريدون.
كنت أتمني أن نستفيد من المكتبات العامة في نشر جدل فكري واسع ومقارعة الحجة بالحجة وان تتواجد علي أرففها الكتب الفكرية التي ترد علي الفكر المتطرف بشكل علمي تصويبي، وأظن ان لعلماء الأزهر دوراً مهماً في هذا الصدد. كما أتمني ان تقام الندوات الفكرية في المكتبات العامة لمناقشة كتابين متضادين يتناولان نفس الموضوع لا سيما في الأقاليم المعروفة بكثافة تواجد أصحاب الفكر المتطرف وان تعقد المسابقات الفكرية والبحثية بين الشباب لتنمية قدرات القراءة النقدية ومهارات تحقيق الكتب لديهم دون الانسياق الأعمي لأفكار هدامة. هكذا تبني العقول ضمن وسائل أخري معروفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.