سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد محادثات ماراثونية لتجنيب العالم أزمة مالية جديدة وزراء مالية أوروبا يقرون أكبر خطة إنقاذ اقتصادي في التاريخ قيمتها تريليون دولار
البنوك المركزية تتفق علي تحرك لضمان استقرار الأسواق.. وارتفاع في البورصات الأوروبية والآسيوية
الرئيس اليونانى كارلوس بابولياس يرأس اجتماعا مع رئيس الوزراء ووزير المالية وزعيمى الحزبين المحافظ واليمين المتشدد فى أثينا وافقت دول الاتحاد الاوروبي امس بعد محادثات ماراثونية وشاقة استمرت اكثر من 11 ساعة في بروكسل علي خطة انقاذ تاريخية تصل قيمتها الي تريليون دولار تقريبا للتصدي لأزمة الديون التي ضربت أوروبا وهددت الأسواق حول العالم. وتتضمن هذه المساعدة غير المسبوقة في التاريخ الحديث بالنسبة لبرنامج دعم مالي، قروضا وضمانات من دول منطقة اليورو فضلا عن قروض من صندوق النقد الدولي.واعلنت وزيرة المالية الاسبانية ايلينا سالجادو ان المبلغ المخصص للخطة وهو 750 مليار يورو (نحو تريليون دولار) يتألف من 60 مليار يورو من القروض التي تقدمها المفوضية الاوروبية و440 مليارا من القروض والضمانات من دول منطقة اليورو اي ما يوازي 500 مليار يورو (670 مليار دولار). واضافت ان صندوق النقد الدولي سيقدم مساهمة اضافية تتضمن قروضا تصل قيمتها الي 250 مليار يورو. كما قام البنك المركزي الاوروبي ببادرة وصفها محللون بانها "خياري نووي" اذ قرر التدخل لتخفيف الضغوط التي تواجهها سوق الديون في منطقة اليورو منذ اسابيع بسبب مخاوف المستثمرين من عدم قدرة العديد من الدول علي تسديد المبالغ المستحقة عليها. وخاض وزراء المالية سباقا ضد الساعة للتوصل الي حل يطمئن الاسواق قبل افتتاح بورصات آسيا، في وقت تهدد الازمة اليونانية بالانتشار الي دول اخري من منطقة اليورو مثل البرتغال واسبانيا وبزعزعة استقرار الاسواق العالمية. وتعهدت مدريد ولشبونة باتخاذ اجراءات اضافية "ذات مغزي" للحد من العجز في ميزانيتيهما لعامي 2010 و2011 علي ان تعلنا عن هذه الخطوات علي وجه السرعة لطمأنة الاسواق. وتتركز مخاوف الاسواق علي نسبة العجز المرتفعة في عدد من الدول الاوروبية التي ازدادت حدة مع تفاقم الازمة المالية والاقتصادية. وجاءت ردود الفعل الاولي علي هذه الاجراءات الاوروبية ايجابية فارتفع سعر اليورو في اولي المداولات في بورصة طوكيو ليتخطي من جديد عتبة 1.30 دولار كما شهدت البورصات الاوروبية والاسيوية ارتفاعا كبيرا لدي الافتتاح. واوضح المفوض الاوروبي للشئون الاقتصادية اولي رين ان برنامج القروض الذي تم الاتفاق عليه لن يستخدم "الا عند الضرورة" مشيرا الي ان القروض في حال منحها سترفق "بشروط صارمة" تلزم دول منطقة اليورو باحترامها. ومن جانبه اشاد مدير عام صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان ب "الاجراءات الواسعة النطاق" التي اعلنها الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي معتبرا انها "ستساعد علي ارساء الاستقرار المالي والاقتصادي وعلي الحفاظ علي الانتعاش الاقتصادي العالمي". وهذه الخطة شبيهة جدا ببرنامج المساعدة الذي اقر لليونان وتضمن قروضا بقيمة 110 مليارات يورو علي ثلاث سنوات، قدم شركاء اليونان في منطقة اليورو 80 مليارا منها فيما امن المبلغ المتبقي صندوق النقد الدولي الذي صادق امس الاول علي مساهمته في هذه الخطة. وقال وزير المالية السويدي اندرس بورج انه لم يكن بوسع اوروبا ان "تخيب امل الاسواق" مرة جديدة بعدما ماطلت كثيرا في الاشهر الاخيرة قبل ان تقرر مساعدة اليونان علي مواجهة استحقاقات ديونها الطائلة. ودعا في الوقت نفسه الي "وقف عصابات" المضاربين الذين شبه سلوكهم بسلوك "قطيع من الذئاب". واعتبرت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد ان الآلية التي اقرت تشكل "شبكة امان مقبولة"مشيرة الي ان هذه الرزمة الضخمة تؤكد التصميم الجماعي علي مواجهة هذه الاجراءات لارساء الاستقرار في منطقة اليورو". وكان الاتحاد الاوروبي يواجه ضغوطا لحملة علي التحرك بعد ان اصبحت الازمة تتخذ ابعادا دولية تهدد بالانتشار في العالم باكمله.واجري الرئيس الامريكي باراك اوباما اتصالا هاتفيا بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل لمطالبتها ب"اجراءات نشطة لاعادة الثقة الي الاسواق". وفي مؤشر علي المخاوف التي عمت العالم، اعلنت البنوك المركزية الكبري بما فيها البنك المركزي الاوروبي والاحتياطي الفدرالي الامريكي والبنك المركزي الياباني عن تحرك منسق فيما بينها لاعادة الهدوء الي الاسواق. ويقضي هذا التحرك بتحسين امدادات الدولارات ولا سيما للبنوك الاوروبية بعدما انحسرت بفعل الهبوط المفاجئ في سعر صرف اليورو. و أعلن البنك المركزي في اليابان امس ضخ تريليوني ين (16.7 مليار يورو) في النظام المصرفي الياباني لليوم الثاني علي التوالي لطمأنة الأسواق القلقة. وقام البنك المركزي الياباني بعرض هذه السيولة علي البنوك في شكل قروض مقابل الحصول علي ضمانات مختلفة بهدف تسهيل شروط الحصول علي القروض. كما اصدر وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في دول مجموعة السبع بيانا "رحبوا" فيه بالاجراءات الاوروبية الرامية الي ارساء الاستقرار في الاسواق.وفي باريس,اعرب وزير الدولة الفرنسي للشئون الاوروبية بيار لولوش عن اسفه لعدم مشاركة بريطانيا في خطة الدعم .