في جو اتسم بالود والدفء يعكس حرارة وعمق العلاقات بين مصر واليونان, أجري الرئيس حسني مبارك محادثات مهمة مع الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس ورئيس الوزراء جورج باباندريو. وقد تناولت سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر واليونان في مختلف المجالات وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين, وأوضاع العمالة المصرية في اليونان, وكذلك التعاون المصري اليوناني في إطار الاتحاد من أجل المتوسط. وقد بدأت جلسة المحادثات ثنائية اقتصرت علي الرئيس مبارك والرئيس بابولياس في قصر الرئاسة اليوناني وسط أثينا, أعقبتها جلسة موسعة ضمت الوفدين, ووصف الرئيس مبارك مشاوراته مع رئيس الوزراء اليوناني بأنها بناءة, وتناولت مجمل الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط والبلقان وإعطاء دفعة جديدة للتعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار وغيرها حتي يرقي لمستوي العلاقات السياسية والتاريخية الوطيدة بين مصر واليونان, وأكد الرئيس أن مصر تحمل تقديرا كبيرا لإسهام اليونان في قضية السلام بالشرق الأوسط ودورها النشيط في إطار الاتحاد الأوروبي ومنطقة البلقان. وأشار السيد الرئيس إلي أن مشاوراته في اليونان تناولت دعم التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي والثقافي, وأيضا أوضاع العمالة المصرية في اليونان, مؤكدا أن المحادثات كشفت عن إدراك مشترك لخصوصية العلاقات المصرية اليونانية, وعن رغبة متبادلة في تحقيق المزيد من تفعيل التعاون علي المستوي الثنائي. من جانبه, أكد الرئيس بابولياس أن المشاورات التي أجريت كانت بناءة وتناولت التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية, وذكر أن الشعبين المصري واليوناني يرتبطان بعلاقات تاريخية قديمة, وأكد أن مصر من أهم الشركاء التجاريين لليونان في العالم العربي, وأضاف أن المحادثات تناولت سبل دعم عملية السلام في الشرق الأوسط والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, مؤكدا أن زيارة الرئيس مبارك لليونان هي رسالة تضامن تعتز بها أثينا والشعب اليوناني, وستكون فرصة كبيرة لإعطاء قوة دفع لتطوير العلاقات بين مصر واليونان. وصرح السفير عواد بأن مصر تحرص علي التوازن في علاقاتها مع اليونان وتركيا وقبرص, مشيرا إلي مجموعة من العلاقات المتشابكة بين الدول الثلاث وأن مصر ترحب بكل تقارب بين هذه الدول, مشيرا إلي أن الميزان التجاري بين مصر واليونان يميل لصالح مصر حيث سجل فائضا العام الماضي لصالح مصر بلغ60 مليون دولار. وقد تناولت المباحثات العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, والملف النووي الايراني, وقضايا البلقان والمشكلة القبرصية, بالإضافة إلي التعاون المصري اليوناني في إطار الاتحاد من أجل المتوسط, وفي الاطار الأوروبي الإفريقي, كما يكتسب موضوع العمالة المصرية في اليونان ومشكلة التأمينات الاجتماعية الخاصة بها أهمية بالغة. وعلي صعيد التعاون الاقتصادي, فإن هناك رغبة لدي البلدين في مضاعفة حجم التبادل التجاري وزيادة تدفقات الاستثمارات اليونانية خصوصا في مجالات الشحن والتفريغ وإنشاء خط ملاحي منتظم بين الإسكندرية وأحد مواني اليونان, مع العلم بأن هناك أكثر من60 شركة يونانية تستثمر في مصر حاليا منها نحو30 شركة تعمل في مجالات الخدمات خاصة المالية إلي جانب الصناعة والاتصالات والزراعة والسياحة والتمويل العقاري. تكتسب زيارة الرئيس حسني مبارك لليونان, أهمية كبري نظرا للعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين المصري واليوناني علي مدي أربعة آلاف عام, وعلاقات الصداقة والتفاهم التي تجمع البلدين وقيادتيهما.. كما تعكس الزيارة حرص الرئيس مبارك علي إعلان تضامنه مع اليونان الصديقة والتي تعاني أزمة حادة في الآونة الأخيرة, وتؤكد الزيارة خصوصية العلاقات المصرية اليونانية, ومتانتها, والقيمة الخاصة لهذه العلاقات ذات التاريخ المشترك, بالإضافة إلي القرب الجغرافي بين البلدين والعلاقات الثقافية والسياسية الجيدة, والحرص علي التنسيق فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط, خاصة في ظل مواقف اليونان المعروفة والمؤيدة للحق الفلسطيني, وتعكس أيضا هذه الزيارة الحرص علي أن يؤدي إلي مزيد من الزخم لمجمل تلك العلاقات المتميزة.