وعلي النقيض مما دبروه وتوهموه كان رد فعل الشعب المصري الواعي العظيم هو مزيد من التشبث بنتائج ثورة يونيو توهّم المغرضون المتربصون أنهم يمكن أن يستغلوا ذكري ثورة 25 يناير التي أنقذتها ثورة 30 يونيو- لكي يُصعِّدوا من حملاتهم الإعلامية المسعورة التي تنطلق من »الدوحة» و »أنقرة» أو من خلال »بعض مواقع التواصل المأجورة» فيطلقون عشرات الآلاف من الشائعات، ورخيص البيانات والحوارات، بهدف إثارة الفتنة وضرب الاستقرار بل إشعال ثورة وضعوا لها شعار تنظيم ارهابي باسم »اللهم ثورة» تنظيم قام بتدبيره وإعداده الهاربون إلي تركيا من قيادات الجماعة إياها مثل المدعو ياسر العمدة، متوهمين أنه يمكن تحريض الشارع للتظاهر واستخدام العنف، فإذا بالشارع هو الذي يبلغ عن أعضاء ذلك التنظيم فيقعون في قبضة الأمن الوطني وتتم مصادرة ما أخفوه من اسلحة وقنابل وأجهزة اتصالات وأموال طائلة لتفشل في النهاية محاولة أخري لضرب الاستقرار والانزلاق الي هاوية التمزق التي ينطوي عليها المخطط الأمريكي الأوروبي الاسرائيلي للشرق الاوسط الجديد بما يحققه ضمنياً للجماعة إياها من استعادة لفرصة اقتناص الحكم والسيطرة. وعلي النقيض مما دبروه وتوهموه كان رد فعل الشعب المصري الواعي العظيم هو مزيد من التشبث بنتائج ثورة يونيو وما حققته وتحققه قيادة الرجل الذي تستهدفه تلك الحملات فيما تستهدفه، بل إنني أستطيع أن أقول إنه كلما زاد انفعال وصخب وهياج أبواقهم تأكدنا أننا نسير فعلاً علي الطريق الصحيح، »طريق البقاء والبناء» حيث تتهاوي الآن العمليات الإرهابية وتكاد تلفظ أنفاسها أمام ضربات أبطال الجيش والشرطة، بينما تتضاعف وتتألق عمليات البناء بأكبر المشروعات وأعظم الإنجازات متجاوزين الصعاب الاقتصادية التي خلقتها الأنظمة السابقة حيث تصدي لها الرئيس السيسي بأجرأ وأقوي القرارات التي أنقذت مصر من احتمالات الإفلاس والضياع، وفتحت لها أبواب الأمل الواقعي في مجتمع التقدم والتفوق بشهادة الهيئات والمؤسسات الدولية الكبري التي قالت - مثلا - إن مصر صارت الثالثة عالمياً في النمو الاقتصادي بعد الهند والصين حيث ارتفع معدل النمو إلي 5.5٪، كما قالت إن حملة »100 مليون صحة» إنجاز تاريخي غير مسبوق، ودليل آخر علي تفعيل حقوق الإنسان المصري في حياة سليمة آمنة بلا عشوائيات، وكريمة بلا أوجاع ومنغصات. صحيح أن الحملات المسعورة لم ولن تتوقف، لكن الصحيح جداً أنه كلما زاد نباحهم زدنا اطمئنانا إلي أننا بفضل الله وبوعي الشعب، وبالقيادة الوطنية المتفانية اقتربنا من جني حصاد معركتي البقاء والبناء اللتين يتوجهما الانطلاق علي طريق التقدم والتفوق والرخاء بأسرع وأعمق الخطوات. وهكذا نقولها بأعلي صوت: »شكراً.. شكراً للحملات المسعورة التي تكشف - دون قصد - حالة القلق والانزعاج لدي أصحابها مما نحققه يومياً في مصرنا الغالية». طِشْت أُمّه.. يواصل التألق في إطار الحملات الإعلامية التي انطلقت في أعقاب سقوط حكم الجماعة إياها حاول أحدهم الانتقاص والتشكيك في قيمة وأهمية قناة السويس في شكلها الجديد، فقال بسخرية هزيلة إن »طشت الست أمه» أكبر من هذه القناة، وقد كان من الطبيعي أن أكتب أنا وغيري ما يكشف حقيقة وأهداف تلك الحملة المسعورة. وذكرت فيما ذكرت كيف أقبل الشعب علي تمويل بناء القناة ب »20 مليار جنيه»، وكيف تم العمل ليل نهار بفكر وأداء مصري رائع لنري القناة الجديدة وما خلقته من منطقة اقتصادية تحقق نقلة باهرة لمصر اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً. ولعل صاحب تلك العبارة الهزيلة بأن »طشت أمه أكبر من القناة» يكون قد سمع أو شاهد أو قرأ ما قاله الفريق »مهاب مميش» عن إنجازات متلاحقة للقناة الجديدة حيث قال - مثلا- ان حركة الملاحة بالقناة سجلت أعلي حمولة يومية ب '5.5 مليون طن» وهو رقم قياسي غير مسبوق ودليل واضح علي نجاح مشروع القناة الذي تحقق بدعم الرئيس ووقوف الشعب المصري كله خلفه من اجل الارتقاء بمستوي الخدمات الملاحية لدرجة استقبال السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة مما أكد صدارة القناة عالمياً وأدي إلي ارتفاع هائل في عائداتها، كما كشف الفريق مميش أن ايرادات الملاحة في القناة حققت رقماً قياسياً حتي ان تكلفة بنائها عادت في أقل من سنة واحدة. »يا تري عرفت الأخبار والحقائق دي يا بتاع الطشت؟!» »المعارضة العميلة تصل إلي فنزويلا» علينا أن نعترف - بكل خجل - أننا نحن العرب كنا سباقين في ممارسة »المعارضة العميلة». (أو: »الحقيرة» كما وصفها كاتب فرنسي) فقد ظهر من بيننا معارضون »عراقيون» تواطئوا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل إسقاط الحكم في بلدهم، ونقلت كاميرات الصحف والقنوات التليفزيونية صورهم وهم يدخلون بغداد فوق الدبابات والمدرعات الأمريكية والبريطانية التي تولت تدمير وتمزيق العراق، ليظهر جلياً الوجه القبيح الحقير لمن تاجروا بشعار المعارضة، ثم جاء بعدهم »سوريون» ليمارسوا نفس الدور المعارض العميل بالتنسيق مع تركيا وأمريكا وحتي إسرائيل دون أن يزعجهم ما يتعرض له بلدهم من تدمير وتمزيق وما يعانيه أهلهم من المواطنين الذين يتعرضون للموت بالقصف المدفعي وغارات طائرات الحلفاء أو بالموت غرقاً في البحار أثناء هروبهم سعياً للجوء إلي أي دولة قد يجدون فيها الأمان وبضع »لقيمات تسد جوعهم»!. وهذا ما فعله ويفعله أيضاً معارضون »ليبيون» و »يمنيون» يرتكبون نفس الجريمة التي تحمل وجه المعارضة بينما تتبرأ منهم المعارضة الوطنية الحقيقية ولا تري فيهم إلا مجرد عملاء. والآن نري » المعارضة العميلة» وقد وصلت إلي »فنزويلا» حيث امتطي الأخ »وأن جوايدو» حصان المعارضة إياها بالاتفاق والتنسيق العلني مع الرئيس الأمريكي ترامب علي الإطاحة بالرئيس الشرعي »نيكولاس مادورو»، وأعلن نفسه رئيساً لفنزويلا مرحباً ومهللاً بالحرب الاقتصادية الأمريكية ضد بلده، وداعياً الاتحاد الأوروبي للمشاركة في هذه الحرب حتي لو تطورت إلي غزو عسكري أو حرب أهلية. المهم عنده أن يحتل فعلاً كرسي الرئاسة ولو حتي علي جثة بلده واستقلاله. صحيح أن »صدام حسين» و»القذافي» و»بشار» و»مادورو» لهم أخطاؤهم.. لكن المعارضة لا تكون كذلك!! »أخطأ »حسام»، وأخطأ »تركي» أولاً: حسام المؤكد أن »حسام حسن» نجح بامتياز في قيادة فريق »المصري» علي مدي ثلاث سنوات محققا أفضل النتائج التي وضعت »المصري» بين أندية المقدمة الكبار، وهيأته للمنافسة في البطولة الأفريقية، وقد تأكدت كفاءته كأحد أفضل المديرين الفنيين في مصر والأمة العربية لأنه حقق تلك الانجازات لفريق المصري الذي كان معظم لاعبيه أقرب ما يكونون إلي الهواة بلا خبرة سابقة عميقة وبلا مهارات غير عادية، لكنه صقلهم واستخرج أفضل ما في كل منهم وجعلهم يتألقون من خلال الخطط والتكتيك حتي ان منهم من لمع وتفوق حتي صارت الأندية تسعي للتعاقد معه، كذلك يحسب لحسام أنه حقق ما حققه بالرغم من أنه واجه مشكلة عويصة تتمثل في عدم إقامة المباريات علي أرض ملعبه تنفيذاً لقرار اتحاد الكرة، والمؤكد أنه نال شعبية جارفة والتفت جماهير المصري المشتعلة حماساً بطبيعتها حوله بصورة غير مسبوقة مما جعل مجلس الإدارة يستجيب لفكره، ومنحه كل الصلاحيات والمسئوليات عن الفريق. وهنا يبرز السؤال: لماذا اتخذ حسام قراره بالرحيل من النادي الذي ارتبط بأعظم إنجازاته، ولماذا اختار أن يكون الرحيل الي نادي »بيراميدز» بالذات؟ قد يقول نجمنا الكبير (لاعباً ومدرباً) إنه وجد أن الإمكانيات المادية المحدودة للمصري لن تساعده في الفوز ببطولة الدوري أو الكأس أو أي بطولة أفريقية، بينما دخل »بيراميدز» المنافسة الكبري بإمكانيات مادية وفنية هائلة توفر له فرص انتزاع الدوري والكأس وأي بطولة أفريقية، ولا مانع طبعاً أن يكون المرتب الضخم له ولشقيقه ابراهيم وجهازه الفني عاملاً آخر في ترجيح كفة الانتقال إلي بيراميدز لكن الرياح أتت بما لم تشته السفن، وأدرك حسام أنه أخطأ عندما تجاهل أن بيراميدز لا تسانده جماهير مثل جماهير المصري، وأنه تتم إدارته بالمنطق الاقتصادي التجاري الذي لا مجال فيه إلا للفوز والمكسب بدليل أن مالكه أطاح بثلاثة مدربين أجانب معروفين خلال الشهور الأولي من الموسم الكروي، وقد تأكد خطأ حسام عندما فاجأه تركي آل الشيخ مالك بيراميدز بإقالته بعد مباراة الزمالك بالرغم من أنه حقق التعادل مع الزمالك المتربع حتي الآن علي القمة، وكانت المباراة بشهادة الجميع أفضل مباريات الدوري. كان القرار صادماً - وليس مفاجئا - لكنه علي أي حال أوضح ان حسام أخطأ في حساباته. ثانياً: تركي آل شيخ يحسب له أنه خلق جديداً في مجال الأندية المصرية، وأدخل الاستثمار القوي في هذا المجال، ويحسب له عشقه لمصر، وللنادي الاهلي بالرغم من ارتباك العلاقة معه لخطأ إدارة الأهلي إزاءه، وان كان قد تعامل مع هذه الواقعة بعصبية تجلت في مساندته المالية والمعنوية للزمالك من باب العناد، أما ما يحسب عليه فهو أنه فاته أن ناديه بلا جماهير تسانده، وأنه في بداية المشوار ومن ثم يحتاج لفترة معقولة حتي يفوز بإحدي البطولات، لكن التعجل أدي إلي إقالة اربعة مدربين خلال الشهور الأولي من الموسم الكروي، وتجلي الخطأ البارز في قرار إقالة حسام حسن بالرغم من أن نتائجه مع الفريق افضل بكثير من نتائج من سبقوه، كما أن ثمة إجماعاً من الخبراء علي كفاءة حسام التي جعلته جديراً بأن يتولي تدريب المنتخب ولو أنك - يا طويل العمر - تريثت قليلاً واحتفظت بحسام في موقعه بتقدير واحترام لكنت قد حققت لناديك ما تتمناه من أفضل الإنجازات الكروية والمادية. أقول إنني سجلت »خطأ حسام» الذي أعتز به وأقدره آملاً له حظاً أوفر ومشواراً جديداً بلا خطأ، كما سجلت خطأ »تركي آل شيخ» الذي أعتز بنشاطه وأقدر حماسه متميناً له حظاً كروياً وترفيهياً أوفر، وأداء أكثر تمهلاً.. وبلا خطأ. نصيحة.. لوجه الله والوطن تفشت في هذه الأيام ظاهرة »الأنانية المتوحشة» التي تدفع صاحبها إلي تحطيم كل القيم والمبادئ ما دامت تتعارض مع مصالحه وأطماعه، مثل النموذج التالي الذي يوصف عادة بأنه »قليل الأصل»، وهو من يكون شعاره في الحياة: »عض الإيد اللي تتمد له بالخير»، و »ويقلع اللي يزرعه»، وهدفه وأسلوبه في الحياة: اخطف مكسبك ولو علي جثة أقرب المقربين إليك، ولو علي جثة الجهة التي تنتمي إليها، بل لو علي جثة الوطن نفسه!! والحل هو أن نتذكر ان »خسارة قليل الأصل مكسب»، وليس ذلك فقط بل علينا أن ننتبه لخطورة هذه النوعية من البشر لأنها قادرة علي استقطاب الآخرين بالرشوة ومعسول الكلام.. وعلينا بالتالي أن نكشف ونعزل هذا النموذج السيئ الخطير حماية لأنفسنا.. ولمجتمعنا.. ولمصرنا الغالية.