بالأمس القريب.. شهدت المملكة العربية السعودية الشقيقة خطوة غير مسبوقة اختصر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سنوات عديدة وحقق عبرها طموحات كبيرة.. ورفع علامة تفاؤل وضع من خلالها طوقا من ورد علي جدران السعودية .. فقد أعلن العاهل السعودي عن دور جديد للمرأة في المشاركة في الحياة السياسية بحق الترشح للمجالس البلدية في الانتخابات المقبلة.. كما أنها ستدخل إلي مجلس الشوري.. وإذا كان الملك عبدالله قد فاجأ البعض في الداخل والخارج بهذه الخطوة التاريخية .. إلا أن ثمة خطوات ملموسة سابقة كانت بمثابة مقدمة تقود إلي ذلك.. فقد حدد الملك عبد الله حين كان وليا للعهد طريق المستقبل.. كان يعي أهمية تجاوز ثقل الماضي بعقلانية.. فقاد إلي جملة إصلاحات ومنها الإشراف علي أول عملية انتخابات بلدية .. ودفع باتجاه السماح لجمعيات النساء وسيدات الأعمال السعوديات بالنشاط والمشاركة في الحوارات الوطنية.. وكان لكريماته وعلي رأسهن الأميرة عادلة دور مهم في التحضير لنموذج جديد وحالة أفضل للمرأة السعودية.. وبالتوازي مع جهود إصلاحية كبيرة جعلت من خادم الحرمين يصنف علي أنه ثالث أقوي شخصية سياسية تأثيرا عام 2010.. فقد نما وتوسع حضور المرأة السعودية في برنامج بعثات الطالبات إلي الخارج. والذي توج بإنشاء جامعة الأميرة نورة الخاصة بالطالبات.. وفي ذلك كانت المملكة تتجاوز معضلة الفوات والتأخر التاريخي والتشدد الذي ظل وسما يرافقها من قبل خصومها.. في غضون ست سنوات منذ توليه الحكم.. نقل الملك عبد الله بن عبد العزيز السعودية إلي وجهة جديدة ..إذ أنجزت مجموعة تشريعات في الإصلاح القضائي.. وحصرت الفتوي بهيئة كبار العلماء.. وتم التوسع بتأسيس الجامعات.. وكانت الخطوة التأسيسية منذ عامين عندما قام بإجراء سلسلة تعيينات وصفت بأنها إصلاحية وجذرية.. والتي بموجبها حلت وجوه جديدة كان من أبرزها تعيين إمرأة لأول مرة في تاريخ المملكة بوظيفة نائب وزير.. وهي نورة الفايز المتخصصة في التربية وتقنيات التعليم من جامعة يوتا بالولايات المتحدةالأمريكية.. والتي عينت في وزارة التعليم العالي.. ذلك التعيين جاء مع تعديل وزاري واسع شهد دخول إمرأة للحكومة للمرة الأولي.. وحمل تغييرات علي رأس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي قطاع القضاء وعلي رأس البنك المركزي.. آنذاك.. حملت التغييرات الإصلاحية الأولي في عهد الملك عبد الله وجوها معروفة عربيا وذات كفاءة كبيرة.. وجلها تلقت تعليما غربيا ومنها تعيين عبد العزيز الخوجه وزيرا للإعلام.. والطبيب الفذ رائد عمليات فصل التوائم الدكتور عبد الله الربيعه وزيرا للصحة.. وحينها أقيل رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. الشيخ إبراهيم الغيث من منصبه وعين بدلا منه الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين.. وليس أقل أهمية من هذا كله تعيين خريج جامعات لوس أنجلوس المتخصص في العلوم السياسية بندر العيبان رئيسا لهيئة حقوق الإنسان.. وغيرها من القرارات التاريخية .. فتحية من القلب إلي خادم الحرمين الشريفين.. وهنيئا لأبناء شعبه بهذه الطفرة السعودية ..