قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي الذي فاجأ به الشعب السعودي في افتتاح أعمال مجلس الشوري المتمثل في الموافقة علي اشراك المرأة السعودية في مجلس الشوري والمجالس البلدية يعد قفزة حضارية مهمة للغاية في تاريخ المملكة العربية السعودية.. حيث دخلت المرأة بموجبه للمرة الاولي في تاريخها مجالس السياسة والخدمات في السعودية من اوسع الابواب.. وتمثل هذه الخطوة اعظم اصلاح في تاريخ السعودية الحديث. في استطلاع للاهرام لرأي نخبة من شرائح المجتمع السعودي حول اصداء القرار الملكي لمست ترحيبا ورضا من جميع هذه الاوساط بمشاركة المرأة التي تمثل نصف المجتمع في صناعة القرار السياسي وحل المشكلات الاجتماعية والخدمية في السعودية.. بل وطالبوا بدور اكبر للمرأة السعودية للمشاركة في الحياة السياسية بالمملكة وبانشاء وزارة للمرأة وتعيينها وزيرة وايضا تولي العديد من المناصب القيادية باعتبارها لاتقل اهمية عن الرجل السعودي. يقول وزير الثقافة والاعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة ان قرارات الملك عبدالله بن عبدالعزيز تدل علي الوعي بعمق دور المرأة. فالمرأة اصبحت تمتلك المؤهل العلمي الكبير والنضج اللذين يمنحانها حق المشاركة مع الرجل في بناء المجتمع والوطن بكل ماتستطيع سواء بعضويتها في مجلس الشوري او المجالس البلدية. ومن جانبه يؤكد السفير علاء الدين العسكري وكيل وزارة الخارجية السعودية لشئون المراسم في تصريحه للأهرام ان اعلان خادم الحرمين ذلك القرار جاء في وقت مناسب للغاية لان من الصعب فرض اي قرار علي المجتمع السعودي قبل التمهيد له ودراسته. واضاف قائلا وهذا ليس بغريب علي الملك فهو ومنذ ان كان وليا للعهد ينادي بمشاركة المرأة في المجتمع واحترام دورها وقام بتعيين نائبه وزير التعليم واعطي وساما للمرأة في الديوان الملكي وعين ثريا عبيد في الاممالمتحدة فهو يؤمن بالفعل بمشاركة المرأة في النهضة السعودية. ومن جانبه يصف عبدالله ابو داهش المستشار الاعلامي بوزارة الداخلية السعودية في تصريح مماثل للاهرام يوم صدور القرار الملكي بانه يوم تاريخي مضيء للمرأة السعودية ويتماشي مع الشريعة الاسلامية ويعزز مشاركتها في المجتمع. ويوضح ابو داهش ان عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز قطع خطوات كبيرة في اعطاء النصف الآخر حقها بمايتوافق مع الشريعة التي لم تعطلها منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم فقد كانت مستشارة وقائدة ومعالجة للمرضي, لذلك فالملك ادرك اهمية المرأة في السابق وفي الحاضر وانتصر للمرأة السعودية وعزز مشاركتها في صنع القرار وادخلها في العصر الذهبي ويجب ان تستغل المرأة هذه الفرصة لخدمة مجتمعها. اما سيدة الاعمال السعودية سارة المطيري فتشير الي ان مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشوري والمجالس البلدية سيعزز اسهاماتها في صنع القرار والتنمية الوطنية. وعن اهم الملفات التي ستطرحها المرأة في مجالس الشوري قالت: مشكلة انتشار البطالة في اوساط النساء اضافة لقيادة المرأة السيارة. وقالت في الدورة الاولي قد يكون اعداد النساء المعينات خمسة في المائة وستتدرج النسبة في الدورات المقبلة واتوقع ان لايقل عمر المعينة عن45 عاما ولايقل تأهيلها العلمي عن البكالوريوس وان تكون من الوجوه الاجتماعية الفاعلة في المجتمع. كما اكدت سعاد الزايدي سيدة اعمال سعودية في تصريح مماثل ان مشاركة المرأة في المجالس البلدية تعزز دورها في خدمة الوطن ومشاركتها في مجلس الشوري خطوة تنم عن مناصرة الملك لحقوق المرأة متطلعة لان تشهد السنوات المقبلة المزيد من الخطوات لتعزيز دخول المرأة المعترك السياسي من خلال تعيينها سفيرة ووزيرة. ويختتم استاذ الدراسات العليا بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور صالح بن غانم قائلا ان قرارات الملك عبدالله بن عبدالعزيز تأتي ضمن الضوابط الشرعية التي شدد عليها في حديثه اكثر من مرة واننا لن نتوجس خيفة من هذه القرارات بل هي تتماشي مع روح الشرع الذي جعل النساء شقائق الرجال واعطاهن الحقوق كاملة دون نقص.