إسلام الكتاتني: الإخوان تعاملوا بطريقة انتهازية مع الثورة للوصول للحكم نبيل نعيم: الميادين كانت أول ما سمح لهم بالاختلاط مع المصريين في الشارع وكسب تعاطفهم كأي وحش يترقب فريسته للصيد، ظلت جماعة الإخوان المسلمين تنتظر ما سيفعله الشباب الذين نزلوا يطالبون بالتغيير بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مصر حتي بدأوا ينجحون في تحقيق ما أرادوا وتوهجت الميادين واشتعلت شرارة الثورة، وأبي المعتصمون بالميدان ترك أماكنهم لينضم إليهم بعض شباب الإخوان حتي استقر الوضع ليظهر بعد ذلك في الصورة قيادات الجماعة الإرهابية الذين استغلوا سوء الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار لإخراج المعتقلين من السجون وابرام صفقات مع بقية الجماعات الاسلامية التي تغلغلت ذلك التوقيت في سيناء مقابل تمكينهم من الحكم في مصر وبالفعل نجحت في الوصول إلي أن ازاحت 30 يونيو كابوس الإخوان والإرهاب لتعود الدولة المصرية من جديد. وبعد مرور 7 سنوات علي ثورة 25 يناير حرصت »الأخبار» علي الحديث مع الخبراء والمنشقين عن الجماعة حول مخططات الاخوان في ذلك التوقيت وكيف استغلوا الثورة للوصول للحكم وكذلك تغاضيهم عن تغلغل الإرهاب في مصر. في البداية أكد اسلام الكتاتني، القيادي السابق بجماعة الاخوان المسلمين، أن الاخوان اختطفوا الثورة من الثوار الحقيقيين وادعوا مشاركتهم منذ البداية فيها ولكن في الحقيقة أن الجماعة لم تعلن المشاركة بشكل رسمي وأن من نزلوا إلي الميادين كان بشكل غير معلن وبالتنسيق وديًا فيما بين شباب الجماعة فقط وبدأوا بالنزول بعدما أثبتت الثورة بدايات نجاح لها في يوم 29 يناير لكنه لم يكن موقفا معلنا ورسميا من الجماعة ولم تعلنه في بيان لها. وأوضح الكتاتني أن ما يؤكد ذلك أن الجماعة كانت لها مصالح مع الحزب الوطني وكانوا ينوون تأييد جمال مبارك إذا ترشح للانتخابات الرئاسية وظهر ذلك في بياناتهم قبل الثورة، وحتي بعد اندلاع الثورة في الميدان وبدء مشاركتهم فيها كان موقفهم منقسما ما بين شباب يتظاهر يريد التغيير في الميدان وبين شباب شارك في القتل من فوق أسطح العمارات سواء بالمولوتوف او بالقاء حجارة وغيرها من الأدوات التي قاموا باستخدامها لفض المعتصمين بعد الخطاب العاطفي للرئيس السابق محمد حسني مبارك. وأضاف القيادي المنشق أن الإخوان طوال الوقت تعاملوا مع الثورة تعاملا انتهازيا من أجل الوصول للسلطة والحكم في مصر لتحقيق اطماع القيادة والسيادة لذلك تفاوضوا مع الحزب الوطني واتفقوا مع السلفيين وكذلك بعض الجماعات الاسلامية لتأييدهم من أجل الوصول دون النظر للشباب الذي قام بالثورة فعليا او للثورة نفسها وأهدافها واستطاعوا بالفعل سرقتها. أما عن الإرهاب وسماحهم له في التمادي فأشار الكتاتني إلي أنه انتشر في عهد محمد مرسي الذي سمح للجماعات الإسلامية بالدخول إلي سيناء وغضوا الطرف عن الإرهابيين بسبب أنهم جماعة دينية ولديهم علاقات واسعة بالجماعات الدينية الأخري وجعلوها ورقة يستغلونها وقت حاجتهم لها ومقابل تمكينهم من السلطة، فالاخوان سرقوا الثورة وسرقوا مصر حتي استردت مرة أخري في 30 يونيو. يذكر أنه خلال فترة حكم محمد مرسي من 1 يوليو 2012 حتي 29 يونيو 2013 ، سقط 470 قتيلا في 26 محافظة مختلفة مما تم حصره في مختلف انواع الوقائع من قبل مبادرة »ويكي ثورة» لتوثيق الأرقام والاحصاءات في ذلك التوقيت و6272 مصابا، و3007 مقبوض عليهم خلال 151 واقعة اشتباك. بينما يقول نبيل نعيم، مسئول تنظيم الجهاد السابق في مصر، إن جماعة الاخوان قد نجحت في الانتخابات البرلمانية بعد تواجدهم في ميدان التحرير وتوزيعهم للمأكولات والمشروبات واختلاطهم بالشباب بينما كانوا في السابق في عزلة عنهم وايضًا هم الوحيدون في ذلك التوقيت الذين امتلكوا جميع الامكانيات المادية والتنظيمية التي مكنتهم من مساعدة المصابين والوقوف بشكل منظم بالميدان والتخطيط أيضًا لمستقبل الثورة وبالفعل فكروا للسيطرة علي مقاليد الحكم وهو ما نجحوا فيه ولو بشكل مؤقت. وأضاف نعيم أنهم استخداموا الألتراس الاخواني في عمليات التدمير والحرق ، وكانت تعمل الجماعات المنظمة للاخوان علي حشد المليونيات والمتظاهرين وتوجيههم حسب مصالحهم، وفي نفس التوقيت تعمل علي السماح للجماعات التكفيرية بسيناء بمدهم بالسلاح وكل ما يلزم الجماعة للعمليات الارهابية. أما ضياء داود، السياسي وعضو مجلس النواب، فأكد أن هناك الكثير من الأقاويل التي حاولت وصف موقف الجماعة من ثورة يناير لكن لا خلاف علي سرقتها للثورة واستغلالها للشعارات الدينية والرموز الشكلية للدين مثل اللحي والجلباب واللعب علي عواطف جميع الفئات المصرية بمختلف طبقاتها لكسب تأييدها خاصة في الأحياء الفقيرة والقري النائية كي يحققوا أطماعهم في الاستيلاء علي السلطة. وأضاف أن الجماعة الإرهابية لعبت ايضًا علي كسب ود الثوار في الميدان من خلال التأكيد علي أنها التيار الوحيد الذي عارض الحزب الوطني وأنهم الوحيدون الذين تم اعتقالهم في السجون وافنوا حياتهم في خدمة الوطن، موضحًا ان كل تلك الاكاذيب اتضحت فيما بعد انها استراتيجيات للعب علي العواطف من أجل تحقيق المصلحة الخاصة بالجماعة وليس الوطن. ووصف داوود أساليب الجماعة بالرخيصة والانتهازية خاصة بعد أن اتضح أنه يوجد دوائر صناعة للقرار وتعليمات تأتيهم من خارج مصر وتختلف اطماعها عن طموحات الثوار في إحداث ثورة حقيقية وبناء نظام ديمقراطي حقيقي مما أضاع الثورة بسبب جماعة غير وطنية ارهابية اختارت مصلحتها علي مصلحة الوطن، مستغلة الظروف السيئة التي تمر بها البلاد في يناير 2011 ومرحلة عدم الاستقرار وهو اعتماد طريقة الصيد في الماء العكر.