النادي الاسماعيلي أو سامبا الكرة المصرية كما يحب ان يطلق عليه عشاقه وجماهيره، واحد من أكبر قلاع الرياضة المصرية تعرض خلال السنوات الأخيرة الي العديد من الأزمات والمشاكل التي تكاد تعصف بهذا الصرح الضخم.. أهم ما افتقده الاسماعيلي خلال الفترة الماضية هو غياب العقل المفكر والمدبر منذ عهد الأب الروحي للدراويش المهندس عثمان احمد عثمان الذي وضع أسس الادارة الرياضية الناجحة داخل النادي وقت أن كان الدراويش فريقا له هيبته وانتصاراته وبطولاته وافتقد منذ انتهاء عصره الذهبي لمن يخطط لمصلحة الدراويش وأصبح محبو النادي يعيشون علي ذكري الأمس ..ومع تغير نمط الحياة وهبوط موارد النادي لعدم وضع سياسة إدارية سليمة وانتقال الاسماعيلي الي عصر رجال الأعمال توهم البعض أنهم طوق النجاة له وسيعيدون أمجاده ولكن الفشل كان حليفهم ولم يجد محبو وعشاق السامبا المصرية ضالتهم المفقوده وطوق النجاه لسفينة الدراويش .. فكيف يعود الاسماعيلي إلي سابق عهده مرة أخري، وكيف ننقذ هذه القلعة العريقة من الانهيار والتلاشي، هذا هو موضوع تحقيقنا الذي أجريناه مع مجموعة من أبناء الاسماعيلي. أسامة خليل الخبير الكروي وأحد ابرز نجوم الزمن الجميل في الاسماعيلي قال إن ما يتعرض له النادي الاسماعيلي نتاج مشاكل داخلية وبعضها خارجية وأوضح ان أصعب المشاكل التي تواجه النادي العريق هي عشوائية الإدارات التي قادت الاسماعيلي في السنوات الأخيرة واعتماد قياداتها علي الحلول قصيرة المدي التي تنتهي بمجرد وجود رأس المال وحل جميع المشاكل بشكل وقتي ودون النظر الي مستقبل النادي مما أدي الي النظرة لرجال الأعمال بأسلوب فيه شيء من التسول لا تتناسب مع مكانة وشعبية هذا النادي الكبير.. ويتساءل أسامة خليل متعجبا كيف تكون إيرادات الاسماعيلي 20 مليون جنيه سنويا فهل يعقل ان تكون مصاريفه 45 مليون جنيه؟! وأضاف إذا نظرت الي الفارق الضخم بين الرقمين تدرك مدي خطورة الموقف وإهدار أموال النادي نتيجة العشوائية الإدارية والتسرع.. وأضاف خليل انه علي الرغم من كل هذه المشاكل الداخلية يوجد العديد من الخارجية التي تؤثر علي استقرار النادي من أهمها غياب العدالة التي تتذمر منها الجماهير وتبدي استياءها وقال كيف يعقل ان يكون الاسماعيلي صاحب الشعبية الجارفة والمنافس الاول لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك عندما تعرض قيمة البث الفضائي تجد ان نصيبه لا يتعدي 7 أو 8 ملايين جنيه في حين ان النادي الأهلي استطاع الحصول علي عقد رعاية فقط بقيمة 140 مليون جنيه وأضاف انه من ضمن الأسباب الخارجية التي تؤثر في غياب الاستقرار عن الدراويش هو اتحاد كرة القدم الذي ساهم في انهيار الأندية نتيجة بعده عن مهمته الرئيسية وهي تنظيم وإدارة المسابقة وسمح لنفسه بالتدخل في جميع حقوق الأندية وتوجيهها حسب رغبته. ومن جهته أكد الخبير الكروي وأحد أشهر نجوم الاسماعيلية علي أبو جريشه وتحدث باختصار موضحا أن مشاكل الدراويش تتلخص في الناحية المادية ولا توجد مشاكل فنية مضيفا منذ ثلاثة مواسم تم التعامل مع الأزمة المادية ببيع مدافع الفريق هاني سعيد الي نادي الزمالك مقابل 7 ملايين جنيه وتم إعارة حسني عبد ربه مقابل 2.5 مليون دولار واستطاع النادي توفير حوالي 20 مليون جنيه في هذا الموسم ساهمت في حل جميع مشاكل النادي وقتها واستطاع الفريق الوصول مع النادي الاهلي الي مباراة فاصلة وكاد ان يحرز بطولة الدوري العام الذي كان الأقرب لها .. وأضاف أبو جريشه كيف أحاسب اللاعبين وأطالبهم بالبطولات وهم لم يحصلوا علي مستحقاتهم. أكبر ملفات الاسماعيلي الشائكة وأخطرها هو الملف المادي والديون المستحقة علي النادي للعديد من الجهات ومنها الضرائب وعقود اللاعبين ورواتبهم بالإضافة الي الأحكام الصادرة ضد النادي من خلال اللاعبين الاجانب والمدربين السابقين بهذه الكلمات بدا ابراهيم عبد الرحيم عضو مجلس إدارة الاسماعيلي والمتحدث الرسمي باسم النادي كلامه مضيفا ان الاسماعيلي يواجه كارثة في الفترة الحالية وهو الحكم الصادر ضد النادي لباترس نوفو المدير الفني الفرنسي السابق للاسماعيلي والذي حصل علي حكم من المحكمة الرياضية بضرورة دفع غرامة مالية قدرها مليون و200 الف جنيه وسيواجه النادي خلال أيام قليلة كارثة كبيرة ان لم يتم هذا المبلغ الذي لا يملكه النادي حاليا مما سيؤدي بالمحكمة الي تغليظ العقوبة والتي يمكن ان تصل الي هبوط الفريق الي دوري الدرجة الثانية وفقدان نقاط مع تغليظ العقوبة المادية .. وأضاف المتحدث الرسمي انه بالإضافة الي تلك المشاكل يواجه النادي العديد من المشاكل في غاية الصعوبة منها هيكلة النادي في الأجهزة الإدارية بالإضافة الي إهمال قطاع الناشئين بشكل مبالغ فيه مما أدي الي هروب العديد من المواهب الي الأندية الاخري.